مراحل العملية الإبداعية

مراحل العملية الإبداعية ( Creative Process ):

إن ممارسة عملية الإبداع ممكن أن تأخذ مجالها في أي مكان وفي ظل أي ظروف، طالما تتضمن نتيجة هذه العملية الآتي:

– النضوج العقلي للأفكار وتوليدها.

– واقعية وفائدة الأحكام الصادرة عن المبدع.

هذه هي الجوانب المحسوسة والملموسة، بينما ما زال فهم عملية الإبداع ومراحلها من أكثر القضايا الخلافية بين التربويين وعلماء النفس وطرائق التدريس، ويذكر والاس وماركسبري Wallas & Marksberry أن عملية الإبداع عبارة عن مراحل متباينة تتولد أثناءها الفكرة الجديدة المبدعة، وتمر بمراحل أربع هي:

1 ـ مرحلة الإعداد أو التحضير(stage Preparation) :

في هذه المرحلة تُحدد المشكلة وتُفحص من جميع جوانبها، وتُجمع المعلومات حولها ويُربط بينها بصور مختلفة بطرق تحدد المشكلة. وتشير بعض البحوث إلى أن الطلاب الذين يخصصون جزءاً أكبر من الوقت لتحليل المشكلة وفهم عناصرها قبل البدء في حلها هم أكثر إبداعاً من أولئك الذين يتسرعون في حل لمشكلة.

وتتمثل هذه المرحلة في إعداد البيئة المثالية والإفراد في المؤسسة للعملية الإبداعية، وذلك

بإيجاد المناخ المناسب، وتداول وتناقل المعلومات، وتوفرها بسهولة، والتشارك فيما بين

الإفراد وداخل الفرق في الأطر العامة، وفي وضع الأهداف، وتحدث هذه العملية عند الانتهاء

أن عملية التحضير من مهمة معينة، أو الانتقال إلى مهمة جديدة، وتبدأ عندما يبدأ الأفراد أو الفرق بالاندماج مع المشكلة، ويبدأ جمع المعلومات وعندما يصبح الجهد المبذول مشتركاً.

وكذلك من الضروري أن يوفر النظام المؤسسي سهولة انتقال المعلومات واسترجاعها، من خلال توفير أجهزة الحواسيب الفردية، ولوحات الإعلانات، وتسهيل الوصول لأي معلومة

ضرورية للعمل، أو حول المشكلة التي تحتاج إلى وضع الحلول الإبداعية، وكذلك التعاون

والتشارك بين الأفراد، وتوفير الخصوصية الشخصية، وغيرها من الصفات المشجعة للإبداع.

 

2 ـ مرحلة الاحتضان أو الكمون أو الاختمار( stage Incubation ):

مرحلة ترتيب يتحرر فيها العقل من كثير من الشوائب والأفكار التي لا صلة لها بالمشكلة، وهي تتضمن هضماً عقلياً ـ شعورياً ولا شعورياً ـ وامتصاصاً لكل المعلومات والخبرات المكتسبة الملائمة التي تتعلق بالمشكلة.

كما تتميز هذه المرحلة بالجهد الشديد الذي يبذله المتعلم المبدع في سبيل حل المشكلة. وترجع أهمية هذه المرحلة إلى أنها تعطي العقل فرصة للتخلص من الشوائب والأفكار الخطأ التي يمكن أن تعوق أو ربما تعطل الأجزاء الهامة فيها.

في هذه المرحلة تظهر أهمية المهمة، وأهميه المشكلة القائمة، وتتحول إلى قضية فردية أي تنتقل إلى عملية الإدراك غير الصريح، أو التفكير الباطني بالأشياء والحلول والانتهاء من

عملية التحضير الأولى، أو بالأخص عند الانتهاء من مهمة والانتقال إلى مهمة أخرى، و في

بعض الحالات عندما يتم تبادل أفكار بين الفريق فانه يلزم أدوات اتصال بسيطة لتشارك الأفكار، مثل لوح إعلانات لوضع بعض النقاط وما شابه، ومعظم الأشخاص في هذه المرحلة

وإن كان الأفراد ، من التفكير يفضلون الانعزال لتجميع وتنقية الأفكار أو أعضاء الفريق يبتعدون عن التفكير ولا يلتقون مع بعضهم البعض لفترة ولكن في الحقيقة فإن عملية التفكير مستمرة . ويتضمن جانبين:

أ – ايجابي: وفيه يتحدث سلسلة من الأحداث العقلية اللاشعورية واللاإرادية لكي تحدث هضم وتمثل امتصاص للمعلومات المكتسبة.

ب – سلبي: وفيه لا يفكر المبدع في المشكلة تفكيراً شعورياً أو إرادياً.

 

3 ـ مرحلة الإشراق أو الإلهام (Insight stage):

وتتضمن انبثاق شرارة الإبداع (Creative Flash) أي اللحظة التي تولد فيها الفكرة الجديدة التي تؤدي بدورها إلى حل المشكلة. ولهذا تعتبر مرحلة العمل الدقيق والحاسم للعقل في عملية الإبداع.

وتمتاز هذه المرحلة باللحظية أو المفاجئة في الحدوث، ويعبر عنها عند بعض الأشخاص بتعبيرات مميزه مثل ( أها, وجت الحل, جاءتني فكرة )، ويصف هذه الحالة مثل وميض الضوء، أو مثل الشعور عند الفوز والتغلب على شيء، وتعرف بأنها الفرق بين ما يقوم به المبدع وما يقوم به أي شخص أخر، وهي المرحلة التي يقوم بها الشخص بترتيب أفكاره، وبما يسمح للوصول إلى الترتيب الأمثل وتتدفق هذه الأفكار إلى العقل الظاهر للتعبير عنها بعد فترة السكون، وانشغال العقل الباطن بالتفكير.

 

4 ـ مرحلة التحقيق أو التنفيذ أو إعادة النظر (Elaboration and Evaluation):

في هذه المرحلة يتعين على المتعلم المبدع أن يختبر الفكرة المبدعة ويعيد النظر فيها ليرى هل هي فكرة مكتملة ومفيدة أو تتطلب شيئاً من التهذيب والصقل. وبعبارة أخرى هي مرحلة التجريب (الاختبار التجريبي) للفكرة الجديدة (المبدعة).

وفي هذه المرحلة يتم مقارنة النتائج المتولدة مع الأهداف الموضوعة في المرحلة التحضيرية، أي المرحلة الأولى والتأكد من تحقيق القيمة المرجوة، وأن الهدف والقيمة وفي هذه المرحلة يتم التفريق بين ، الحقيقية من العمل قد تم تحقيقها كما ويتم الحكم بموضوعية ، الإبداعات المجردة وبين الابتكارات الناجحة على الأفكار واستخدام التفكير المنطقي، والمحاولة في إقناع الآخرين بصحة وفاعلية الفكرة.

 

ويلخص الألوسي (1981) مراحل عملية الإبداع في المراحل الخمس التالية:

1 ـ مرحلة الإحساس بالمشكلة.

2 ـ مرحلة تحديد المشكلة.

3 ـ مرحلة الفرضيات.

4 ـ مرحلة الولادة للإنتاج الأصيل.

5 ـ مرحلة تقويم النتاج الإبداعي.

 

ملاحظات على مراحل عملية الإبداع:

* لا يوجد اتفاق تام بين الباحثين على خطوات العملية الإبداعية أو مراحلها، وبالتالي فإن مراحل عملية الإبداع ليست خطوات جامدة ينبغي إتباعها بالتسلسل الجامد السابق الذكر.

* مراحل عملية الإبداع مراحل متداخلة ومتفاعلة مع بعضها، وبالتالي فإن فكرة المراحل كما يراها بعض الناقدين هي فكرة تحليلية تعمل على تجزئة السلوك الإبداعي.

* يرفض بعض الباحثين استخدام كلمة مراحل أو أطوار، ويفضلون الحديث عن جوانب أو أوجه العملية الإبداعية.

* يرى بعض الباحثين في موضوع الإبداع اختصار مراحل عملية الإبداع إلى مرحلة واحدة هي لحظة الإشراق أو الإلهام (الخلق Moment of Creation) وبالتالي فإن دراسة الإبداع تكون أكثر فائدة في ضوء النتاج الإبداعي بدلاً من عملية الإبداع.

 

ويمكن تقسيم مراحل العملية الإبداعية من وجهة نظر دوبراين كالتالي:

1- إيجاد المشكلة: حيث يكتشف الفرد أن شيئا ماله قيمة يمكن أن يعمل عليه أو أنه يسبب

اضطراباً أو إزعاجا لابد من معالجته.

2– الانغمار: في التركيز على المشكلة يصبح الفرد مغموراً فيها، فهو يطلب ويجمع المعلومات ذات العلاقة ويكون الخيارات بدون أي تنقيح أو تقييم.

3- الحضانة: بعد تجميع المعلومات، فإن الفرد يحتفظ بها في ذهنه ويقوم عقله اللاواعي في نشاط وتدوير حتى عند عدم القيام بأي نشاط وهذا في العادة مبرر ليذهب بالتمشي أو بالسرحان خلال ساعات خلال ساعات العمل ليهتم بالحل الخلاق للمشكلة، وبينما المشكلة تنضج بهدوء مع جمع المزيد من المعلومات فإن اللاوعي يحاول ترتيب المعلومات والواقع، في نمط له دلالة ومعنى.

4- التبصر: وهو ما يعرف بالحدس الذي يومض في العقل بالحل أو الجديد غير المتوقع في وقت غير متوقع أيضا قد يكون أثناء المشي أو قبل النوم أو بعده أو عند الغسل.

 

وفي ذات السياق يرى آخرون أن الإبداع ليس بالشيء العفوي وهو نتيجة لأربع مراحل هي:

1- مرحلة التشبع: وهي التعرف على المشكلة بصورة مفضلة من جميع أبعادها والظروف المحيطة بها والأسباب التي دعت إلى ظهورها وكافة الأفكار التي ترتبط بها.

2- التفكير العميق: هو التفكير المركز على المشكلة وتحليلها وتفحص جميع جوانبها ودراسة الأفكار والافتراضات المتعلقة بها وتنظيم هذه الأفكار والعلاقات القائمة بينها بأشكال مختلفة.

3- التأمل: يمثل اختمار المشكلة في العقل الباطن حتى تتفاعل المعلومات مع بعضها البعض.

4- التحقق: وهنا يتم توضيح الفكرة الناتجة عن مرحلة الإلهام وتفحص ملاءمتها لخصائص المشكلة وتكييفها بصورة تلائم تلك الخصائص وعرضها بصورة نهائية على المختصين لأخذ أيهم قبل وضع الفكرة موضع التنفيذ.

 

ويجدر الإشارة إلى أن العملية الإبداعية في كثير من الحالات لا تتم وفق مراحل أو الخطوات السابق ذكرها والتسلسل ذاته وفيما يلي عرض آخر لمراحل الإبداع:

أ – توليد الأفكار: فالأفكار الجديدة تمثل دم الحياة للتطوير والتنمية وهذا يعني أن التنمية الإدارية والتنافسية تحتاج غالبا لمزيد من الأفكار قبل أن تمارسها وهذا يتطلب فحص الأفكار الجديدة واستعمال طرائق وأساليب الابتكار والإبداع التي تشجع على توليد الأفكار الهامة.

ب – تقييم الأفكار: وفي هذه الخطوة يفحص الفريق قيمة كل فكرة وتتعرض هذه النقطة لانتقاد بناء أو تحليل للأفكار المقدمة، ومن المهم جدا أن تفحص وتقارن الأفكار والمجموعات البديلة في الوقت نفسه فإن بعض الأفكار يمكن أن تنخفض درجة تبنيها أو تتوحد مع الأفكار الأخرى.

ج – استعمال الإجماع: هناك عديد من الطرائق لتطوير الإجماع ويعني الإجماع أن كل فرد في فريق العمل يقبل ويؤيد القرار المتخذ، ولا يعني أن يرغب كل فرد في الاختيار ولكن يوافق كل فرد في الفريق على القرار، أي أن الإجماع يعادل التدعيم والالتزام ويمكن الوصول إلى ذلك من خلال الاتصالات الواضحة والمفتوحة بين جميع أعضاء الفريق.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع:

الجعبري، عنان أيوب .(2009). دور الإبداع الإداري في تحسين الأداء الوظيفي في الهيئات الإدارية الفلسطينية، دراسة تطبيقية على شركة كهرباء الخليل، رسالة ماجستير غير منشورة.جامعة القدس : فلسطين

مكناسي، سارة، العمراوي،زكية .(2017). دور الإبداع في تحقيق التنمية الإدارية، دراسة ميدانية بمؤسسة مطاحن سيدي ارغيس – أم البواقي-، جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي : الجزائر.

حجاحجة ، علي خلف .(2011). أوراق إدارية ط 1. عمان: دار قنديل للنشر والتوزيع.

حفيان، عبد الوهاب. (2015). دور إدارة الموارد البشرية في تحقيق الميزة التنافسية في المنظمات الطبعة العربية. الأردن: دار الأيام للنشر والتوزيع.

مرزوقي، رفيق .( 2014 ). القيادة الإدارية وعلاقتها بالإبداع الإداري . ورقة عمل مقدمة للمؤتمر  الدولي في تنمية الإبداع ودوره في الرفع من أداء المنظمات، (ص 9

مشهور، ثروت ( 2010 ). استراتيجيات التطوير الإداري ط 1.الأردن: دار أسامة للنشر والتوزيع.

السكارنة، بلال خلف ( 2011 ). الإبداع الإداري ط 1. الأردن: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.

خيري، أسامة ( 2012 ). إدارة الإبداع والابتكار ط 1. عمان: دار الراية للنشر والتوزيع.

الأخضر، خراز .( 2011 ). دور الإبداع في إكساب المؤسسة ميزة تنافسية. رسالة ماجستير في المالية الدولية. جامعة أبي بكر بلقايد، تلمسان.

A.J.Schuler.(2009). Business Creativity and Innovation: How to Build an Innovative Culture, www.SchulerSolutions.com last visit to the web site 20.03.2011

Tore Kristensen1,.(2004). The Physical Context of Creativity, V 13 No. 2 June 2004 Blackwell Publishing Ltd.

 

error: Content is protected !!