الإعاقة الحركية

الإعاقة الحركية:

مقدمة:

لقد استحق الإنسان تكريم وتفضيل الله سبحانه وتعالى له على سائر مخلوقاته لما وهبه الله من نعمة العقل وفضيلة العلم، فالإنسان هو اللبنة الأساسية في بناء أي مجتمع، وهو أحد أهم عناصر الإنتاج في أي منظمة أو منشأة، وقد يصاب الإنسان بأحد الإعاقات التي قد تعوقه عن قيامه بأدواره الاجتماعية في الأسرة والمدرسة والعمل والمجتمع ككل، ومن ضمن الإعاقات التي قد تصيب الإنسان الإعاقة الحركية، والتي زادت معدلاتها في الوقت الحاضر، نظرًا لعدة أسباب وراثية مثل انتقال صفات سالبة أو مشوهة من الوالدين للأبناء، وأخرى بيئية مكتسبة مثل: نقص الوعي الصحي في المجتمع، وزيادة معدلات تلوث البيئة بكافة أنواعه، وزيادة استخدام المكينة في الصناعة، وزيادة حوادث الطرق، وكذلك الحروب سواء الأهلية أو الخارجية بين الدول.

 

أولا: تعريف الإعاقة الحركية ( Motor Disability Concept)  :

– تعرف بأنها : حالة تحد من مقدرة الفرد على القيام بوظيفة واحدة أو أكثر من الوظائف التي تعتبر العناصر الأساسية لحياتنا اليومية من قبيل العناية بالذات أو ممارسة العلاقات الاجتماعية أو النشاطات الاقتصادية، وذلك ضمن الحدود التي تعتبر طبيعية”

-وتعرف أيضا بأنها : الحالات التي يعاني أصحابها من مشكلات في الحركة ناتجة عن خلل أو قصور في نمو الجهاز العصبي المركزي أو خلل في الأداء الوظيفي لبعض أجهزة الجسم تصل شدة وخطورة هذه الإصابة إلى درجة تحد من نشاط وحيوية صاحبها مما يؤثر تأثيرا واضحًا على أدائه الحركي وإنتاجه

– وتعرف أيضا بأنها تلك الإعاقات التي تنتج عن قصور أو عجز في الجهاز الحركي، وتحدث نتيجة لحالات الشلل الدماغي، أو شلل الأطفال، أو بتر طرف من أطراف الجسم نتيجة مرض أو حادث يؤدي إلى تشوه في العظام

أو المفاصل أو ضمور ملحوظ في عضلات الجسم، وربما تكون العوامل المسببة لهذه  الإعاقات عوامل وراثية أو مكتسبة.

وتعرف أيضا بأنه ذلك الفرد الذي تعوق حركته ونشاطه الحيوي فقدان أو خلل أو عاهة أو مرض أصاب عضلاته أو مفاصله أو عظامه بطريقة تحد من وظيفتها العادية.

– كما وتعرف “منظمة الصحة العالمية” الإعاقة: ” بأنها حالة من عدم القدرة على تلبية- الفرد لمتطلبات أداء دوره الطبيعي في الحياة، المرتبط بعمره وجنسه وخصائصه الاجتماعية  والثقافية، وذلك نتيجة للإصابة أو العجز في أداء الوظائف الفسيولوجية أو السيكولوجية”

وتعرف “منظمة العمل الدولية” المعاق: “بأنه كل فرد نقصت إمكانياته للحصول على عمل مناسب والاستقرار فيه، نقصًا فعليًا نتيجة لعاهة جسمية أو عقلية.

ويعرف المعاق حركيا: بأنه شخص يعاني من ضعف أو “Marschner بينما يعرف “مارشنر تلف في إحدى الوظائف الجسمية أو البدنية، بصرف النظر عما إذا كان ذلك راجعًا لعيب  خلقيًا أو مكتسبًا”

أو هو ذلك الشخص غير القادر على “Hallahan بينما يرى “هيليان توفير كافة ضروريات حياته اليومية بمفرده نتيجة لعجز في قدراته الجسمية والحركية.

أو هو  ذلك الشخص الذي أصيب بعجز أو قصور في جهازه الحركي أو في وظائف أعضاء الجسم الداخلية، مما اثر على حياته الطبيعية، بل ويجعله يشعر بأنه في مكانة اقل من غيره، ومن أمثلته ذلك المشوهين، المبتورين، المصابين بالكسور أو الحروق أو المعقدين أو المصابين بأمراض مزمنة مثل شلل  الأطفال أو الكساح أو روماتيزم المفاصل أو أمراض القلب.

 

ثانيا : أنواع حالات الإعاقة الحركية:

١- حالات البتر: وهم أولئك الأفراد المصابين بفقد الأطراف العليا أو السفلى أو جزء منهما أو كلاهما نتيجة للحوادث أو الحروب (انتفاضة الأقصى)، مما تجعل حياة الفرد أكثر صعوبة، بل وتزيد من حدة مشكلاته خاصة المهنية والتشغيلية.

٢- حالات الإقعاد: وهم المقعدون الذين لديهم سبب ما يعوق حركتهم ونشاطهم نتيجة فقدان أو خلل أو مرض أصاب عضلاته أو مفاصله أو عظامه بطريقة تحد من وظيفتها العادية وبالتالي تؤثر على حياته المهنية والتشغيلية.

٣- حالات شلل الأطفال: وهو مرض يصيب الأطفال الرضع ويؤدي إلى حدوث درجة من درجات الإعاقة الحركية، التي تؤثر على استخدامه لعضلاته أو أطرافه، وما يتولد عنه من تأثير على حياته بصورة كلية أو جزئية.

ويقصد بمفهوم المعاق حركيًا- عامليًا- ما يلي:

١- الشخص المصاب بإصابات جسدية أو إصابة في أجزاء الحركة أو بأمراض داخلية يفقده الحركة كليًا أو جزئيًا.

٢- الشخص الذي تقدم لجمعيات ومؤسسات تأهيل المعاقين لطلب التأهيل أو لصرف أجهزة تعويضية تساعده على الحركة أو ممارسة بعض الأعمال أو لطلب المساعدات الاجتماعية أو أي حق من حقوق الإنسان.

 

ثالثا : تصنيف المعاقين حركيا:

تعددت تصنيفات الإعاقة، ويرجع ذلك إلى تطور المعرفة في مجال رعاية المعاقين، ويمكن تقسيم أو تصنيف المعاقون في ضوء العوامل التالية

١) من حيث سبب الإعاقة مثل:

أ- معاقين ترجع إعاقتهم إلى عوامل وراثية، أو خلقية عن طريق انتقال بعض الأمراض أو العاهات من الأجداد والإباء إلى الأبناء، أو نتيجة إصابة الجنين أثناء الحمل أو الوضع.

ب- معاقين ترجع إعاقتهم إلى عوامل بيئية (مكتسبة غير وراثية) مثل الأمراض المعدية وغير المعدية والحوادث والإصابات.

٢) من حيث عامل الزمن مثل: 

أ- المعاقين ذوي الإعاقات المزمنة التي لا يرجى شفاؤها إلا في القليل النادر.

ب – المعاقين ذوي العجز الطارئ القابل للشفاء

٣) من حيث ظهور الإعاقة مثل:

أ- أصحاب عجز ظاهر: مثل المكفوفين والمقعدين والصم ومبتوري الأطراف.

ب – أصحاب عجز غير ظاهر: مثل مرضى الدرن والربو والقلب والسكر الفشل الكلوي.

٤) من حيث نوع الإعاقة: 

أ- إعاقة حسية. ب- إعاقة جسمية.

ج- إعاقة مرضية. د- إعاقة ذهنية.

إلا أن هذا التصنيف اعتبر الإعاقة المرضية احد أنواع الإعاقة، مع أنها تندرج تحت الإعاقة الجسمية، وأيضًا لم يظهر في هذا التصنيف أي إشارة إلى الإعاقة النفسية، والتي أيضًا تفضل أن لا تنطوي تحت الإعاقة الذهنية، وأيضًا لم يشر هذا التصنيف إلى الإعاقة  الاجتماعية ولا إلى أصحاب القدرات الخاصة كفئتين تدخلان تحت مفهوم الفئات الخاصة.

  • وهناك من صنف المعاقين إلى الفئات التالية:

١- فئة المتفوقون عقليًا.

٢- فئة المعاقون بصريًا.

٣- فئة المعاقون سمعيًا.

٤- فئة المعاقون ذهنيًا.

٥- فئة المعاقون بدنيًا.

٦- فئة المتأخرون دراسيًا وبطيئوا التعليم.

٧- فئة ذوو صعوبات التعليم (الأكاديمية والإنمائية).

٨- فئة المضطربون سلوكيًا وانفعاليًا.

٩- فئة الاجتراريون (الأطفال الذاتيون).

  • وهناك من صنف المعاقون إلى عدة أنماط:

1) المعاقون جسميًا (Physical Disabilities)

أ- المعاقون حركيًا: كشلل الأطفال والمقعدين ومبتوري الأطراف.

ب – المعاقون المصابون بأمراض مزمنة: كأمراض القلب والسكر والسرطان والإيدز.

٢) المعاقون حسيًا (Sensory Disabilities )

أ- المصابون بكف البصر.

ب – المصابون بالصمم وعيوب واضطرابات الكلام.

٣) المعاقون عقليًا (Mental Disabilities)

أ- المتخلفون عقليا ومن يعانون نقصا حادا في الذكاء.

ب – المرضى العقليون كالفصام والذهان.

٤) المعاقون انفعاليًا ونفسيًا (Psychological Disabilities)

أ- المرضى النفسيون مثل مرضى الاكتئاب والقلق.

ب – المصابون بالأمراض السيكوسوماتية.

٥) المعاقون اجتماعيًا (Social Disabilities)

أ- الأطفال المعرضون للانحراف (الأحداث المشردون).

ب- الأطفال المنحرفون (الأحداث المنحرفون).

ج- المدمنون.

د – المجرمون الكبار (المسجونون)

  • ويضيف البعض الآخر تصنيفًا للمعاقين حسب نوع الإعاقة يتضمن ما يلي:

١- فئات المعاقين من الناحية الخلقية: وتشمل المجرمون الكبار (نزلاء السجون)، وجنوح الأحداث (الأحداث الجانحين).

٢- فئات المعاقين من الناحية العقلية: وتشمل فئات خاصة من الناحية الإيجابية (المتفوقون)، وفئات خاصة من الناحية السلبية (فئات ضعاف العقول).

٣- فئات المعاقين من الناحية الجسمية: وتشمل فئة مبتوري الأطراف، فئة شلل الأطفال، مرضى السرطان، مرضى الفشل الكلوي.

٤- فئات المعاقين من الناحية الحسية: وتشمل فئة المكفوفين وفئة المعوقين سمعيًا (الصمم وضعاف السمع).

 

رابعا: تصنيفات الإعاقة الحركية:

  • هناك تصنيفات عديدة للإعاقة الحركية نذكر منها:-

التصنيف الأول: حسب درجة أو شدة الإعاقة:

فهناك إعاقة حركية شديدة أو متوسطة أو بسيطة.

التصنيف الثاني: حسب ظهور الإعاقة للآخرين من عدمه:

فهناك إعاقة حركية ظاهرة يمكن ملاحظتها ورؤيتها من جانب الآخرين مثل الإعاقات الحركية الجسمية ومنها: شلل الأطفال والبتر وتشوه الأطراف وكسور العظام وتشوه العمود الفقري، وكذلك هناك إعاقات حركية مرضية غير ظاهرة مثل: الإعاقات الصحية مثل إصابة الإنسان بأمراض متعددة والتي تؤثر تأثيرًا سلبيًا على ممارسة الفرد لحياته الطبيعية في المجتمع وعلى أدائه الذي يقل عن الشخص العادي.

التصنيف الثالث: حسب أسباب الإعاقة:

فهناك إعاقات حركية ترجع إلى أسباب وراثية يولد الشخص بها، مثل الشلل الدماغي والسكري الوراثي، والعيوب الخلقية وهناك إعاقات حركية ترجع إلى أسباب بيئية ناتجة عن إصابات أو أمراض تصيب الشخص بعد الولادة مثل: بتر الأطراف نتيجة الحوادث سواء في  المنزل أو في الشارع أو في المصنع أو في ميادين القتال.

التصنيف الرابع: حسب موقع الإعاقة:

وهنا يمكن تصنيف الإعاقة الحركية إلى هذه الأنواع:

١- إصابات الجهاز العصبي المركزي:

نذكر منها: الشلل الدماغي وشلل الأطفال وإصابة الحبل الشوكي وتصلب الأنسجة العصبية

٢- إصابات الهيكل العظمي:

نذكر منها: بتر الأطراف وتشوهها وكسور العظام والتهابها والتهاب وتيبس المفاصل وتشوه العمود الفقري.

٣- إصابات العضلات:

نذكر منها ضمور العضلات وتليف العضلات وانحلال وضمور عضلات النخاع الشوكي.

٤- الإصابات الصحية:

ويقصد بها الأمراض المختلفة التي قد تصيب الإنسان والتي تؤثر تأثيرًا سلبيًا على حركته وتنقله.

وهناك من يصنف الإعاقة الحركية إلى نوعين هما:

١- إعاقة حركية جسمية:

وهي إعاقة في الجهاز الحركي للجسم لها تأثير سلبي رئيسي وواضح على حركة الجسم واستقامته وتوازنه ومن أمثلته هذه الإعاقة: الشلل الدماغي وتشوه الأطراف وكسور العظام وضمور العضلات وشلل الأطفال وبتر الأطراف.

٢- إعاقة حركية مرضية:

وهي أي إعاقة في الجسم نتيجة إصابة الإنسان بأمراض صحية مزمنة لها مضاعفات صحية قد تؤدي إلى الوفاة المبكرة، وهذه الأمراض الصحية تؤثر تأثيرًا سلبيًا على ممارسة الفرد لحياته الطبيعية في المجتمع وعلى أدائه سواء في الدراسة أو في العمل، وهذه الأمراض الخطيرة أو المزمنة هي أمراض تهدد سلامة الكيان الجسمي للإنسان بشكل يعوق أداءه لوظائفه والاستمتاع بحياته ويهدد توافقه الشخصي والاجتماعي، ويعتبر إصابة الإنسان

بواحدة من هذه الأمراض تجربة مريرة وقاسية في حياته.

 

خامسا: أنواع الإعاقة الحركية:

تتعدد أنواع الإعاقة الحركية وتنتج عن إصابة الأجهزة الحركية أو الإصابة العضوية مما يؤثر تأثيرا بالغًا على النواحي النفسية والانفعالية أو العقلية والاجتماعية للمعاق، ومن أهم أنواع الإعاقة الحركية، المقعدين والمصابين بعاهات حركية كفقد الأيدي أو الأرجل أو احدهما، وشلل الأطفال، والمصابين بأمراض مزمنة.

وفيما يلي عرضا لأكثر أنواع الإعاقة الحركية انتشارًا:

١- شلل الأطفال:

– عبارة عن إعاقة تنتشر بين الأطفال وبصفة خاصة بين سن (  1-15 ) سنة وتقل نسبة الإصابة به فيما بعد هذا السن، وأثبتت الدراسات العلمية أن شلل الأطفال يرجع إلى اضطرابات نيرولوجية عصبية، ويشكل هذا المرض مشكلة تربوية وتأهيلية خطيرة، ومن علاماته عدم قدرة الطفل على الحركة بسهولة وصعوبة التآزر ويؤثر على قدراته على التوافق والتكيف النفسي والاجتماعي.

٢- الشلل الدماغي:

وهو عبارة عن اضطراب حركي يرتبط بالتلف الدماغي، وغالبا ما يظهر على صورة شلل أو ضعف أو عدم توازن حركي، والشلل الدماغي إعاقة للنمو الطبيعي ويوثر سلبا على مختلف مظاهر النمو لدى الطفل، ونسبة انتشاره المعتمدة ( ٣) لكل ( ١٠٠ ) طفل وتصل بالدول النامية إلى ( ٥) لكل ( ١٠٠ ) طفل.

٣- العمود الفقري المفتوح:

ويعتبر تشوه ولادي بالغ الخطورة ينتج عن عدم انسداد القناة العصبية أثناء مراحل التخلق بشكل طبيعي، ونسبة انتشاره ( ٢) لكل ( ١٠٠٠ ) طفل.

٤- الاستسقاء الدماغي:

تجمع غير طبيعي للسائل المخي الشوكي في الدماغ، ويودي إلى توسع حجيرات الدماغ، والضغط على الخلايا العصبية وبالتالي تلف الدماغ مما يقود إلى التخلف العقلي والشلل والنوبات التشنجية

٥- البتر:

ويقصد بالبتر إزالة أو عدم نمو الأطراف أو جزء منها، والبتر إما أن يكون ولاديًا أو مكتسبًا وقد يكون نتيجة لحوادث الطرق، حوادث الحرائق، حوادث الصناعة، حوادث الملاعب، حوادث السقوط، الإصابات في ميادين القتال والحروب، الكوارث الطبيعية مثل  البراكين والزلازل، الأورام والأمراض الخبيثة مثل السرطان.

٦- الوهن العضلي:

اضطراب عصبي عضلي يحدث فيه ضعف شديد في العضلات الإرادية وشعور بالتعب والإعياء وبخاصة بعد القيام بنشاط ما، ونسبة انتشاره ( ١) لكل ( ١٠,٠٠٠ ) فرد ولا تعرف الأسباب المسئولة عنه.

٧- العظام الهشة:

ومن أعراض المرض قابلية العظام للكسر لافتقار العظام للبروتين وهو مرض نادر يصيب واحد لكل أربعين ألف.

٨- انحناء العمود الفقري:

هناك العديد من الانحناءات للعمود الفقري والتي قد يكون لها تأثيرات سلبية خطيرة على وظائف الجسم، وأكثر هذه الانحناءات شيوعًا الصعر، والحدب والبزخ والجنف.

٩- إصابات النخاع الشوكي:

يتعرض مئات الآلاف من الأشخاص لإصابات النخاع الشوكي التي ينجم عنها حالات الشلل السفلي أو الرباعي، ومن الملفت للانتباه أن العدد الأكبر مكن هؤلاء المصابين من المراهقين مما يكون له عواقب نفسية واجتماعية كبيرة سواء على الفرد أو المجتمع.

١٠ – اضطراب المفاصل الروماتيزمي:

اضطراب عظمي مزمن يؤثر على المفاصل وخاصة الركبة والكاحل والحوض والرسغ، ويصيب الإناث أكثر من الذكور وغالبا ما يحتاج الشخص للعلاج الطبيعي للوقاية من التشوهات والعقاقير المسكنة

 

سادسا :  أسباب الإعاقة الحركية:

تعددت وتنوعت آراء العلماء حول أسباب الإعاقة بصفة عامة، وأسباب الإعاقة الحركية بصفة خاصة، وتختلف أسباب الإعاقة نتيجة تفاوت الظروف الاجتماعية والاقتصادية، ومدى ما يوفره كل مجتمع لتحقيق الرعاية لأفراده، حيث توجد هناك عوامل كثيرة تعتبر مسئولة عن ارتفاع أعداد المعاقين، ويمكن توضيح ذلك كما يلي:

أولا: الأسباب العامة للإعاقة:

١) العوامل الوراثية:

وتشمل الحالات التي تنتقل من جيل إلى جيل عن طريق الجينات الموجودة في الكروموزومات من الخلايا( ١)، مثل انتقال صفات وراثية شاذة (شذوذ الكروموزومات وشذوذالجينات) من كل من الأب والأم إلى الجنين، واضطرابات الغدد الصماء، واختلال في عنصر في دم الأم أثناء الحمل، ويمكن إضافة العوامل التالية أيضا لارتباطها بشكل أو بآخر RH بالعوامل الوراثية التالية:

نقص أو توقف وصول الأكسجين لمخ الجنين، والتعرض للإشعاع، إصابة الأم ببعض الحميات، معاناة الأم من السمنة أو الأنيميا، زواج الأقارب والذي يكثر بصفة خاصة في المناطق الريفية والبدوية والمناطق الحضرية العشوائية.

٢) العوامل البيئية:

( أ ) عوامل تحدث ما قبل الولادة وأثناء الحمل:

١- تناول الأم الحامل لبعض العقاقير دون استشارة الطبيب، كالمضادات الحيوية والمسكنات المختلفة كالأسبرين على سبيل المثال.

٢- تعاطي الأم للكحوليات والمواد المخدرة.

٣- إصابة الأم بمرض معدي يؤثر على الجنين مثل إصابتها بالحصبة الألمانية خلال الأشهر الأولى من الحمل.

٤- الاستخدام المتكرر للكشف والعلاج بالأشعة السينية في الثلاث شهور الأولى من الحمل.

٥- تعرض الجنين للخطر نتيجة لصدمة أو حادث يقع للام أثناء الحمل.

٦- إصابة الأم بالتسمم أثناء فترة الحمل كما في حالات تسمم الدم وزيادة نسبة الصفراء بالدم

٧- سوء الصحة العامة والأنيميا الحادة للام والنقص الشديد في الفيتامينات أثناء الحمل.

(ب) عوامل تحدث أثناء الولادة:

التي تعني عدم اكتمال نمو الطفل وولادته قبل الأوان. Immaturity

١- ولادة أطفال الخراج

٢- استخدام الآلات الحادة أثناء الولادة.

٣- تأخر وصول الأكسجين إلى مخ الجنين.

٤- وضع الجنين أثناء الولادة.

(ج) عوامل تحدث بعد الولادة:

١- كالحوادث التي تؤدي إلى إصابة الأطفال بالتلف المخي، أو كحوادث المرور والزلازل والحروب، أشكال العنف والدمار المختلفة، والأوبئة و المجاعات، والفقر، وعدم كفاية البرامج الوقائية والخدمات الصحية.

٢- شرب الطفل للأدوية والعقاقير الضارة.

٣- تناول المواد الكيماوية السامة.

٤- سوء تغذية الطفل.

ثانيًا : أسباب الإعاقة الحركية بصفة خاصة:

هناك بعض العوامل التي تؤدي إلى حدوث الإعاقة الحركية ويمكن توضيح ذلك فيما يلي:

١- الإصابة بالشلل الدماغي:

نتيجة خلل أو تلف في المخ ينتج عن تسمم الحامل، إصابة الأم الحامل ببعض الأمراض الخطيرة مثل الحصبة الألمانية والزهري والسكري، الولادة المتعسرة، إصابات الرأس، ظهور أمراض خبيثة لدى الطفل، وجود التهابات ميكروبية في المخ، انخفاض نسبة السكر في الدم…..الخ.

٢- إصابات الهيكل العظمي:

مثل تشوه الأطراف، الحروق، كسور العظام، نتيجة لإصابة الأم بالحصبة الألمانية، تسمم الأم الحامل بالمواد الكيميائية، تعرض الأم الحامل للأشعة، إدمان الأم الحامل للمخدرات أو المسكنات، وجود هشاشة في العظام نتيجة نقص الكالسيوم بها أما لسوء التغذية أو بسبب الحمل أو نظرًا لكبر السن، حوادث المنزل، حوادث الطرق، حوادث العمل، حوادث السقوط، الزلازل، البراكين، الحروق.

٣- إصابات العضلات:

يعتبر سبب الإصابة بضمور العضلات غير معروف، وان كان من الملاحظ انه مرض يصيب الأطفال الذكور أكثر من الإناث، وتعود الإصابة الوراثية عند الذكور إلى جينات متنحية، أما في حالة إصابة الإناث فأن الإصابة تعود إلى الجينات السائدة، وقد يرجع ضمور العضلات إلى وجود مشكلة في العصب المسئول عن تغذية العضلة أو في العصب الحسي المسئول عن إخبار المخ عن حالة العضلة أو في العصب المسئول عن التحكم في تغذية العضلة.

٤- شلل الأطفال:

يحدث نتيجة لميكروب غاية في الدقة وصغير الحجم لدرجة انه لا يرى بأدق الميكروسكوبات العادية، ويحدث بسبب التهاب فيروسي يهاجم الخلايا الحركية في النخاع الشوكي، ويدخل الفيروس إلى الجسم عبر القناة الهضمية، وينتقل عبر مجرى الدم ويستقر في الخلايا الحركية في النخاع الشوكي، وتكون نتيجة تعطل وظائف الخلايا الحركية التي تتحكم بالعضلات مما يقود إلى عدم الحركة.

٥- بتر الأطراف:

وذلك قد يكون نتيجة لحوادث الطرق، حوادث الحرائق، حوادث الصناعة، حوادث الملاعب، حوادث السقوط، الإصابات في ميادين القتال والحروب، الكوارث الطبيعية مثل البراكين والزلازل، الأورام والأمراض الخبيثة مثل السرطان

 

سابعا: سمات المعاقين حركياً:

للإعاقة آثار سلبية عديدة ومتنوعة، تترك بصماتها على المعاق وأسرته وحياته الاجتماعية والتعليمية والوظيفية، والإعاقة غالبًا ما تفرض قيودًا عديدة تحد قدرة المعاق على التفاعل والحركة، ومن الاستفادة الكاملة من الخبرات التعليمية والمهنية التي يستطيع الفرد العادي الاستفادة منها، ويمكن تحديد بعض السمات التي تفرضها الإعاقة على المعاق كالتالي:

( أ ) السمات الجسمية:

١- اضطراب في نمو عضلات الجسم التي تشمل اليدين والأصابع والقدمين والعمود الفقري.

٢- ضعف بعض الأعضاء لدى الشخص المعاق حركيا نتيجة قلة الحركة والانتقال.

٣- حدوث تغييرات غير مرغوبة في المظهر الجسمي للمعاق حركيًا.

٤- صعوبات في الحركة والانتقال.

٥- عدم القدرة على ممارسة أعمال معينة.

٦- عدم القدرة على استخدام أدوات وتسهيلات معينة.

.( ٧- فرض بذل المزيد من الجهد والطاقة على الجسم

٨- عدم التوازن والجلوس والقعود.

٩- عدم مرونة العضلات المصابة بالعجز بسبب الروماتيزم والكسور وبسبب اضطراب في الجهاز العصبي.

١٠ – الوهن العضلي.

١١ – عدم التآزر في الحركات واستعمال القلم عند الكتابة واللسان عند الشرب والمضغ.

١٢ – الحاجة إلى الأطراف الصناعية والعكاكيز وغيرها.

١٣ – نقص في التآزر لحركات الجسم

(ب) السمات النفسية:

٢- الشعور بالنقص أو الدونية.

٣- الشعور بعدم الأمن.

٤- الحد من قدرة المعاق على إدراك أشياء معينة.

٥- الشعور بالإعاقة كمصير ضاغط مؤلم.

٦- الخوف من المراقبة المستمرة من الآخرين.

٧- الخوف من المجهول ومن الموت.

٨- الشعور بالإحباط وانخفاض الحالة المعنوية.

٩- الاضطرار للاعتماد على الآخرين.

١٠ – التشاؤم والإحساس بعدم الرضا والسعادة.

١١ – عدم الرضا عن الذات

١٢ – هذا بالإضافة إلى الشعور بالخجل، والانسحاب، الانطواء، العزلة، الاكتئاب، الحزن..الخ

(ج) السمات الاجتماعية والسلوكية:

١- المعاناة المستمرة لمواقف الرثاء من جانب المجتمع.

٢- إشعار المعاق حركيا بالنقص والدونية.

٣- عدم تقبل المجتمع للمعاق حركيا بشكل كامل.

٤- ضعف الشعور بالانتماء للمجتمع

٥- سوء التوافق الاجتماعي.

٦- مواجهة صعوبات عديدة في الاستفادة من بعض الخدمات الترويحية أو الترفيهية

٧- مشكلات في عادات الطعام (اضطرابات الأكل المختلفة) الإفراط في البدانة وفقدان الشهية

٨- مشاكل النوم.

٩- مشاكل التبول و ضبط المثانة والأمعاء.

١٠ – مشاكل النظافة

 

ثامنا: احتياجات المعاقين حركياً:

إذا كانت الحاجات الفسيولوجية ضرورية للمحافظة على بقاء الفرد ونوعه، فأن الحاجات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية ضرورية لسعادة الفرد وطمأنينته، فإحباطها يثير في نفسه القلق ويؤدي إلى كثير من اضطرابات الشخصية، ويعرف قاموس علم الاجتماع أنها حالة من التوتر أو عدم الإشباع يشعر بها الفرد وتدفعه إلى التصرف Need الحاجة متجهًا نحو الهدف الذي يعتقد انه سوف يحقق له الإشباع( ١)، ونظرًا لأن الإعاقة الحركية تمثل

جانبًا واحد من أنواع كثيرة من الإعاقات فإنها بالتالي تجعل للمعاقين حركيًا احتياجات ذات طابع خاص تتفق في شكلها العام مع احتياجات الأفراد العاديين، وتختلف في مضمونها لتضع احتياجات خاصة بفئة المعاقين حركيًا. ويمكن توضيح هذه الاحتياجات فيما يلي:

١) حاجات فردية وتتمثل في: 

أ- حاجات بدنية: مثل استعادة اللياقة البدنية وتوفير الأجهزة التعويضية.

ب- إرشادية: مثل الاهتمام بالعوامل النفسية والمساعدة على التكيف وتنمية الشخصية.

ج- تعليمية : مثل توفير فرص التعليم المكافئ لمن هم في سن التعليم مع الاهتمام بتعليم الكبار.

د- تدريبية : مثل فتح مجالات التدريب تبعًا لمستوى المهارات وبقصد الإعداد المهني  للعمل المناسب للعائق

٢) حاجات اجتماعية وتتمثل في:

أ- علاقية: مثل ثوثيق صلات المعاق بمجتمعه وتعديل نظرة المجتمع إليه.

ب – تدعيمية: مثل الخدمات المساعدة التربوية والمادية واستمارات الانتقال والاتصال والإعفاءات الضريبية والجمركية.

ج – ثقافية: مثل توفير الأدوات والوسائل الثقافية ومجالات المعرفة

د- أسرية: مثل تمكين المعاق من الحياة الأسرية الصحيحة.

٣) حاجات مهنية وتتمثل في: 

أ- توجيهية: مثل تهيئة سبل التوجيه المهني مبكرًا والاستمرار فيه لحين انتهاء عملية التأهيل.

ب- تشريعية: مثل إصدار التشريعات في محيط تشغيل المعاقين وتسهيل حياتهم.

ج- محمية: مثل إنشاء المصانع المحمية من المنافسة لفئات من المعاقين يتعذر إيجاد عمل لهم مع الأسوياء.

د- اندماجية: مثل توفير فرص الاحتكاك والتفاعل المتكافئ مع بقية المواطنين جنبًا إلى جنب( ١)، هذا ومسئولية إشباع حاجات المعاقين مسئولية مشتركة بين المعاق والأسرة والأقارب والجيران والجمعيات ذات النفع العام والوزارات الحكومية المعينة مثل وزارة العمل والشئون الاجتماعية ووزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم حتى أن المنظمات  الإقليمية والدولية المعينة تلعب دورا هاما في هذا الشأن

وهناك تصنيف آخر لاحتياجات المعاقين حركيًا يتمثل في الآتي:

١- احتياجات توجيهية وإرشادية: لمواجهة المشكلات النفسية وبقية المشكلات الأخرى وعواملها المسببة، لمساعدة المعاقين حركيًا على التوافق النفسي والاجتماعي.

٢- احتياجات تدريبية وتأهيلية وتشغيلية: لمساعدة المعاقين حركيًا للعودة إلى المجتمع كأعضاء عاملين منتجين.

٣- احتياجات تدعيمية: مثل المساعدات المادية، والتسهيلات المختلفة في الانتقال والاتصالات، والإعفاءات الجمركية والضريبية.

٤- احتياجات المعاقين حركيًا لخدمات تشريعية: مثل التشريعات المناسبة في محيط تشغيل المعاقين حركيًا وتسهيل حياتهم.

٥- احتياجات مجتمعية: مثل توفير الخدمات الممكنة التي تقدمها الدولة والمجتمع لفئات المعاقين حركيًا بالمجان، أو بأجور رمزية كأماكن الترويح والمواصلات العامة والمحلات التجارية، والأندية، وما إلى ذلك.

٦- احتياجات ترفيهية: لشغل أوقات فراغ المعاقين حركيًا عن طريق برامج ترفيهية يعدها ويصممها الأخصائي الاجتماعي لتناسب ظروفهم واستعدادهم وقدراتهم.

٧- احتياجات أسرية: لمواجهة مشكلاتهم الاقتصادية والصحية والاجتماعية، لتمكين المعاق حركيًا من الحياة الأسرية السليمة.

 

 تاسعا : مشكلات المعاقين حركيا (:Motor Handicapped Problems) :

لقد أكدت الدراسات أن الإعاقة بصفة عامة والإعاقة الحركية بصفة خاصة آثارها تظهر بشكل ابعد من مجرد الحدود الفيزيقية، وتنطلق إلى مجالات أوسع من حياه الفرد، فالفرد يجمع كل خبراته الداخلية والخارجية في ضوء تصوره لذاته الجسمية ونقصد بها “فكرة المعاق” أو الصورة الذهنية لديه عن جسمه وهيئته ووظيفته، ويخطط معظم الناس لحياتهم بناء على مفهومهم لذواتهم الجسمية وقدراتها، والقدرات الأخرى المرتبطة بها وأي إعاقة في هذه القدرات تهدد الإنسان في حاضره ومستقبله وتؤدي إلى اضطراب قدراته الإنسانية وتؤدي بالتالي إلى إثارة مخاوفه وقلقه وإلى ظهور العديد من المشكلات يمكن تصنيفها كما يلي:

 ١) المشكلات النفسية (:Psychological Problems) :

لقد تعددت المشكلات النفسية الناتجة عن الإعاقة الحركية والتي يمكن تلخيصها فيما يلي:

( أ ) الشعور الزائد بالنقص:

والشعور بالنقص هو اتجاه يحمل صاحبه على الاستجابة بالخوف الشديد والقلق والاكتئاب وشعور الفرد بأنه دون غيره وميله إلى التقليل من تقديره لذاته، خاصة في المواقف الاجتماعية التي تنطوي على التنافس والنقد، وقد يكون لدى المعاق عقدة النقص وهي الاستعداد اللاشعوري المكبوت وينشأ من تعرض الفرد لمواقف كثيرة ومتكررة تشعره بالعجز والفشل، ومن العوامل التي تحول الشعور بالنقص إلى عقدة النقص وجود إعاقات جسمية بالفرد

(ب) الشعور الزائد بالعجز:

وهو يخلق نمطًا من المعاقين ذلك النمط الذي يتقبل قضاءه ويستكين للواقع ويحاول استخدام ضعفه في استجداء عطف الآخرين، وكذلك نمط فقد احترامه لنفسه حيث يجد في عاهته حجة لكي يتنصل من دوره في أسرته ومجتمعه ولا يجد بأسًا في العيش عالة على الآخرين

(ج) عدم الشعور بالأمن والاطمئنان:

يشعر المعاق حركيًا بعدم الأمن والاطمئنان نحو حالته الجسمية فهو لا يطمئن إلى الجري والوثب وقد يحدث اضطراب في الإدراك لعدم قدرته في التقدير الواقعي، كما انه يشعر بعدم الاطمئنان للغير للتفاوت في اتجاهات واستجابات الآخرين نحوه، وعدم وجود أدنى اتساق أو انسجام بينهما، أو عدم اطمئنان للنفس فهو في حالة تذبذب وتردد وحيرة

(د) الإسراف في الوسائل الدفاعية

حيث يميل المعاق حركيًا إلى نكوص السلوكي في مستوى اعتماده على الغير والتي تتأكد من خلال تقلص حركته والاحتياجات التي يعبر عنها للحفاظ على نفسه وذلك باعتماده على الآخرين، وكذلك الكبت حيث يضطر إلى استخدام ميكانيزمات غير توافقيه كالإسقاط،  وتحويل الانفعالات غير السوية مع الآباء إلى الآخرين.

 ٢) المشكلات الاجتماعية (Social Problems )

المقصود بالمشكلات الاجتماعية التي يواجهها المعاقين، هي كل أنواع المشكلات التي يواجهونها في تفاعلهم مع مجتمعهم المحيط ببيئتهم الأسرية والتي تسبب لهم المشكلات التي تعوق توافقهم الاجتماعي، وفيما يلي عرض موجز لأهم هذه المشكلات الاجتماعية:

 ( أ ) المشكلات الأسرية (Families Problems)

لقد أصبح من المتفق عليه إن إعاقة الفرد هي إعاقة لأسرته في نفس الوقت، حيث أن الأسرة بناء اجتماعي يخضع لقاعدة التوازن والتوازن الحدي، ووضع المعاق في أسرته يحيط بعلاقتها قدر من الاضطراب طالما كانت إعاقته تحول دون كفايته في أداء دوره الاجتماعي بالكامل، كما أن سلوك المعاق المسرف في الغضب أو القلق أو الاكتئاب يقابل من المحيطين به سلوك مسرف في الشعور بالذنب والحيرة مما يقلل من توازن الأسرة وتماسكها، وهذا يتوقف على مستوى تعليم الوالدين وثقافتهما ومدى الالتزام الديني بين أفراد الأسرة

 (ب) مشكلات الأصدقاء (Friends Problems)

تحتل جماعة الأصدقاء أو الرفقاء أهمية قصوى في حياة المعاق، حيث أن عدم شعور المعاق بالمساواة مع زملائه وأصدقائه، وعدم شعور هؤلاء بكفايته لهم، يؤدي إلى استجابات سلبية لينكمش المعاق على نفسه وينسحب من هذه الصداقات.

 (ج) المشكلات الترويحية (Recreation Problems)

إن العاهة تؤثر في قدرة المعاق حركيًا على الاستمتاع بوقت الفراغ حيث تتطلب منه طاقات خاصة لا تتوفر عنده( ٢)، قد يرجع ذلك إلى ما قد يجده الفرد من صعوبة في التعبير عما يريده لان تحقيق ذلك يتطلب شخصًا آخر يمتلك مهارة خاصة أو جهازًا ميكانيكيا فعا ً لا، وعدم شغل وقت الفراغ بطريقة مناسبة ربما نقرب الشخص من التخريب المتعمد للممتلكات العامة أو الخاصة أو أي سلوك إجرامي آخر، أو يتجه إلى الانحراف عن التوازن في الأنشطة  من حيث سوء التوقيت، خطأ التقدير.

 (د) المشكلات التعليمية (Education Problems)

يثير عالم المعاقين مشكلة تعليمهم إذا كانوا صغارا أو مشكلة تأهيلهم إذا كانوا كبارا، والمشكلات التي تواجه العملية التعليمية هي:

١- عدم توافر مدارس خاصة وكافية للمعاقين على اختلاف أنواعهم.

٢- الآثار النفسية السلبية لإلحاق الطفل المعاق بالمدارس العادية.

٣- شعور الرهبة والخوف الذي ينتاب التلاميذ عند رؤية المعاق وانعكاس ذلك على سلوك

المعاق الذي يكون إنسحابيًا أو عدوانيًا كعملية تعويضية.

٤- تؤثر بعض العاهات في قدرة المعاق على استيعاب الدروس.

٥- بعض حالات الإعاقة كالمقعدين تتطلب اعتبارات خاصة لضمان سلامتهم خلال توجههم أو تواجدهم بالمدرسة.

٦- تعليمهم يحتاج لوقت أطول وجهد أكثر من العاديين وتكرار مستمر بطرق متنوعة ومشوقة

٣) المشكلات الجسمية ومشكلات استخدام الأجهزة التعويضية (Physical Problems ) 

يحصل الفرد من خلال الوظائف الذي تؤديها أعضاؤه وأطرافه على إشباع معين لاحتياجاته، كما تؤدي هذه الأعضاء وظائف الإنسان كالإمساك بالأشياء أو الحركة وسهولة التنقل ما يضفي عليه شعورًا بالرضا، كما أن الإنسان بكامل أعضائه يستطيع ممارسة النشاط البدني ومزاولة الرياضيات العادية والهوايات والقيام بالرحلات وتناول الطعام وغيرها، إلا أن المصاب لأحد أعضائه أو أكثر فإنه يفقد وظيفة من وظائف هذا العضو ولا يستطيع الحصول

علي الإشباع لما ذكر سابقا من نشاط حركي للإنسان، وبالتالي لا يستطيع أداء هذه الواجبات حيث يجد أمامه أحد الحلول التالية:

أ- أن يتجنب القيام بالنشاط أو العمل.

ب – أن يعوض العضو المصاب عن طريق الاستفادة من الأطراف المتبقية لديه بأقصى طاقة بدنية ممكنة.

ج – يؤدي الوظيفة بالاستفادة من الطرف الصناعي الذي يحل محل الطرف المبتور أو المصاب.

كما أن استخدام أي جهاز تعويضي يتضمن بالضرورة درجة معينة من الإخفاق من حيث الوظيفة البدنية نتيجة لثلاثة عوامل تقع خارج نطاق سيطرة المصاب المعاق حركيًا هي:

أ- وجود عيب أو قصور في تصميم الجهاز أو تركيب أجزائه أو عدم صلاحيته للطرف المبتور أو المصاب ينشأ عنه إخفاق وظيفي.

ب- إذا لم يستطع المصاب المعاق حركيًا السيطرة على الطرف الصناعي أو الجهاز التعويضي سيطرة تامة واستخدامه بطريقة سليمة، فإنه ينشأ عنه إخفاق وظيفي.

ج – في حالة الشخص حديث الإصابة فإنه إذا لم يبلغ بعد مرحلة كافية من إحراز التوافق العصبي-العضلي بحيث يستطيع السيطرة على الطرف الصناعي أو الجهاز التعويضي سيطرة تامة، فإنه يعاني من إخفاق وظيفي

 ٤) المشكلات الاقتصادية ( Economic Problems)

تترك الإعاقة مشاكل عديدة للفرد، خاصة إذا كان العائل الوحيد للأسرة، وفي الغالب تؤدي إلى البطالة أو فقدان العمل أو قلة العمل أو قلة الإنتاج، مما يؤثر على الدخل الاقتصادي، وزيادة تكاليف العلاج والتأهيل أو عدم توافرها يزيد الأمور سوءًا  والمشكلات الاقتصادية من المشكلات الهامة في مجال علاج وتأهيل المعاقين، وتتمثل في عدم القدرة على شراء أنواع معينة من العلاج، وعدم القدرة على شراء بعض الأجهزة المعاونة (كالإطراف الصناعية)، كما قد يحتاج الأمر إلى إجراء العمليات الجراحية والتي قد تتكلف أموا ً لا تفوق قدرات الأسرة الاقتصادية، بالإضافة إلى الأعباء الاقتصادية الناجمة عن  إعالة المعاق لفقدان أو نقص دوره الاقتصادي في الأسرة وتتسبب الإعاقة الحركية الكثير من المشكلات الاقتصادية التي قد تدفع المعاق حركيًا إلى مقاومة العلاج أو تكون سببا في انتكاس المرض ومنها:

١- تحمله لكثير من نفقات العلاج.

٢- انقطاع الدخل أو انخفاضه خاصة إذا كان المعاق حركيًا هو العائل الوحيد للأسرة حيث أن الإعاقة تؤثر في الأدوار التي يقوم بها.

٣- قد تكون الحالة الاقتصادية سببا في عدم تنفيذ خطة العلاج. أيضا قد تنبع المشكلة الاقتصادية من عدم وجود دافع أو رغبة لدى المعاق حركيًا  بالعمل لعدم وجود طموحات لديه مما يقلل من أهمية القيمة الاقتصادية( ٢

 ٥) مشكلات العمل (Work Problems)

ارتبط العمل بالإنسان منذ بدء الخليقة وأصبح عنصر العمل من أهم عناصر الإنتاج على الإطلاق، إلا أن معظم الاقتصاديات وخاصة اقتصاديات الدول النامية تواجه العديد من المشاكل، ولعل أهمها مشكلة البطالة التي تعوق عملية التنمية، فضلا عما يترتب عليها العديد من الآثار السلبية سواء أكانت اقتصادية أم اجتماعية أم سياسية لذا، تمثل قضية التشغيل وتوفير مزيد من فرص العمل أهم التحديات التي تواجه معظم الاقتصاديات بصفة عامة، واقتصاديات الدول النامية بصفة خاصة الذات والثقة بالنفس، ويرتبط الفقر ارتباطا وثيقا بالإعاقة، فقلما نجد الظروف الاقتصادية تزدهر لدى الأسر التي يكون أحد أعضائها أو أكثر من المعاقين، كذلك فان المعاقين حركيًا

اصطدموا بمعيقات قانونية ومادية حالت دون حصولهم على هذا الحق، إذ إن الاشتراط القانوني لخلو الموظف من الأمراض والعاهات البدنية والعقلية قد حال من توظيف المعاقين،كما تصف الغالبية الساحقة من تقارير نسبة الإعاقة الصادرة عن وزارة الصحة، المعاقين بأنهم غير لائقين صحيا للعمل في الحكومة، ما يحول بينهم وبين التوظيف.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع:

أبو النصر، مدحت محمد .(2005)  الإعاقة الجسمية (المفهوم والأنواع وبرامج الرعاية)، مجموعة النيل العربية : القاهرة.

أبو النصر، مدحت محمد.(2004). تأهيل ورعاية متحدي الإعاقة، ايتراك للنشر والطباعة ، القاهرة.

الرنتيسي، أحمد محمد محمد . (2008). منظور للممارسات العامة في الخدمة الاجتماعية للتغلب على المشكلات التي تحد من التحاق المعاقين حركيا بفرص العمل، رسالة ماجستير ، جمعية المعاقين حركا ، غزة: فلسطين.

الشرقاوي، فاطمة محمد الحسيني (2002). متحدو الإعاقة السمعية وتأهيلهم” في احمد السنهوري وآخرون : الممارسة  العامة المتقدمة للخدمة الاجتماعية في المجال الطبي ورعاية المعاقين، دار النهضة العربية، القاهرة

حنا ، مريم إبراهيم وآخرون .(2000). الخدمة الاجتماعية مع الفئات الخاصة ، مركز نشر وتوزيع الكتاب الجامعي، القاهرة

حنا، مريم إبراهيم  وآخرون .(2006).  الخدمة الاجتماعية في المجال  الطبي ومجال رعاية المعاقين، مركز نشر وتوزيع الكتاب الجامعي ، القاهرة.

خليل، عرفات زيدان .(2000). الدافعية للإنجاز في العمل وتصور مقترح لدور طريقة خدمة الفرد في زيادتها، المؤتمر العلمي الثالث عشر، كلية الخدمة الاجتماعية، جامعة حلوان.

رجب، زين العابدين محمد على .(2001). برنامج عمل باستخدام الاتجاه العقلي في خدمة الفرد لتعديل الاتجاهات السلبية للوالدين نحو أبنائهم المعاقين حركيًا ،المنوفية، مجلة بحوث كلية الآداب، جامعة المنوفية، جمهورية مصر العربية.

سليمان، عبد الرحمن سيد .(2002). سيكولوجية ذوي الاحتياجات الخاصة ، مجلة الطفولة والتنمية، المجلس  العربي للطفولة والتنمية، القاهرة.

سرحان ،نظيمة احمد محمود .(2006). منهاج الخدمة الاجتماعية لرعاية المعاقين ، دار الفكر العربي، القاهرة.

شقير ، زينب محمود .(2004). نداء من الابن المعاق، كلية التربية ، جامعة طنطنا ، القاهرة.

صالح، عبد المحي محمود حسن .(2002). متحدو الإعاقة من منظور الخدمة الاجتماعية ، دار المعرفة . الجامعية، الإسكندرية.

عبد الرحمن، عبد الله محمد. (1996). سياسات الرعاية الاجتماعية للمعوقين في المجتمعات النامية ، دار  المعرفة الجامعية، الإسكندرية.

عبده، بدر الدين كمال .(2003).  الإعاقة في محيط الخدمة الاجتماعية ، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية.

عبد اللطيف، رشاد احمد وعبده، ، بدر الدين كمال. (2001). مهارات الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي والمعاقين، مطابع الطوبجي، القاهرة.

علي، ماهر أبو المعاطي .(2008) . الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية في المجال الطبي ورعاية المعاقين،  مكتبة زهراء الشرق، القاهرة،

عثمان، عبد الرحمن صوفي .(1997).  العوامل الاجتماعية المؤثرة في زيادة الوعي الإنتاجي للعاملين كمؤشرات تخطيطية، المؤتمر العلمي العاشر، كلية الخدمة الاجتماعية، جامعة حلوان، القاهرة.

غباري، محمد سلامة.(2003). رعاية الفئات الخاصة في محيط الخدمة الاجتماعية، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية.

فهمي، محمد سيد .(2005). واقع رعاية المعوقين في الوطن العربي ، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية.

فهمي، محمد سيد .(1998). السلوك الاجتماعي للمعوقين ، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية.

فهمي، سامية محمد وآخرون. (1997). الإعاقة السمعية والحركية ، المكتب العلمي للكمبيوتر والنشر والتوزيع، الإسكندرية.

موسى، رشاد علي عبد العزيز .(2002). علم نفس الإعاقة ، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة.

نجا، علي عبد الوهاب .(2005). مشكلة البطالة واثر برنامج الإصلاح الاقتصادي عليها ، الدار الجامعية، الإسكندرية.

Marschner, G. (1972). Handicapped Person in H.J. Eysench, Encyclopedia of Psychology,Vol.2ed, P: 46

 Hallahan, D & Kouffman, J.(1991). Exceptional Children,2nd ed, N.J Prentice Hall Inc. P:1100

error: Content is protected !!