الإعاقة البصرية – الكفيف

أولا: كف البصر: Blindness

(1) تعريفات كف البصر: Defining Blindness

(أ) تعريف كف البصر من المنظور اللغوي:

تعددت المصطلحات التي استخدمت في اللغة العربية للتعريف بكف البصر، كالأعمى والأكمة، والكفيف، والضرير، والعاجز، والبصير، وتم اختيار كلمة (الكفيف) في هذه الدراسة التي أصلها “الكف” ومعناه المنع والكفيف هو من كف بصره.

(ب) تعريف كف البصر من المنظور التربوي:

يعتمد التعريف التربوي لكف البصر على الوسائل التعليمية المستخدمة لمساعدة الأفراد على التعلم.

الطفل الذي يعجز عن استخدام بصره في الحصول على المعرفة، كما أنه يعجز نتيجة لذلك عن تلقي التعليم في المدارس العادية وبالطريقة العادية والمناهج الموضوعية للطفل العادي، أو هو الفرد الذي تبلغ به الإعاقة البصرية درجة تحتم عليه القراءة بطريقة برايل.

 ويرى جامز عام Games 1998 الكفيف تربوياً بأنه: الطفل الذي تنخفض لديه القدرة على الإبصار، أو شدة العجز البصري، وتقاس هذه القدرة البصرية عن طريق الحروف وإدراكها.

ويمكن تصنيف المكفوفين في ضوء مختلف التصنيفات السابقة على النحو التالي:

1- المكفوفين كلياً: هم أشخاص يعيشون في ظلمة تامة ويعجزون عن الرؤية إلا في الضوء فقط، ويمكنهم تحديد مسقطه، وهم أشخاص يتعلمون من خلال القنوات اللمسية أو السمعية فقط، ويعتمدون على طريقة برايل كوسيلة للقراءة والكتابة، ويطلق عليهم اسم قارئي برايل Braille Readers))، ويستطيعون باستخدام أدوات مساعدة خاصة، وإضاءة شديدة لأداء المهام المحتاجة إلى إبصار، أو أداء أبسط المهام التي تحتاج إلى إبصار ولكن بصعوبة شديدة جداً، بينما لا يستطيع أداء المهام الأكثر تعقيدا إطلاقاً.

2- المكفوفين جزئياً: هم أشخاص لديهم ضعف بصري شديد بعد التصحيح، لكن يمكن تحسين الوظائف البصرية لديهم، وهم أولئك الذين يستخدمون عيونهم للقراءة، ويطلق عليهم أيضا اسم قارئي الكلمات المكبرة (Large-Type Readers)، ويحتاجون إلى المزيد من الوقت والطاقة لأداء المهام، ويظل أداؤهم أقل دقة من الفرد العادي، وكذلك من الفرد المعاق بصرياً ذو إعاقة بسيطة حتى مع استخدام الوسائل البصرية المساعدة.

3- محدودو البصر: هم أشخاص يستخدمون البصر بشكل محدود في الظروف الاعتيادية، وهم من يتمكنون بصرياً من القراءة والكتابة بالخط العادي، سواء عن طريق استخدام المعينات البصرية كالمكبرات والنظارات أو بدونها، وهم الأشخاص الذين توجد لديهم بقايا بصرية يمكنهم الاستفادة منها في مهارات التوجه والحركة، ولكنها لا تفي بمتطلبات تعليمهم القراءة والكتابة بالخط العادي، فتظل طريقة برايل هي وسيلتهم الرئيسية في تعلم القراءة والكتابة.

(ج) تعريف كف البصر من المنظور المهني:

 الحالة التي لا يستطيع الفرد ممارسة عمله الذي يجيده بسبب ضعف، أو عجز في بصره الأمر الذي يؤدي إلى عجزه الاقتصادي بحيث لا يستطيع كسب عيشه.

 وقد عرّفت الجمعية الملكية للطب في لندن الكفيف من الناحية المهنية بأنه: الفرد الذي يضعف بصره لدرجة يعجز فيها عن عمل يحتاج أساساً إلى الرؤية.

 أما تعريف الكفيف من وجهة نظر (الهيئات والجمعيات) فعرفت هيئة اليونسكو التابعة لجمعية الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية إلى أنه: الشخص الذي يعجز عن استخدام بصره في الحصول على المعرفة وعليه يمكنه الاستفادة من حواسه الأخرى في الحصول على المعرفة.

(د) تعريف كف البصر من المنظور النفسي:

 فقدان البصر أو العجز عن الرؤية، وقد يكون عضوياً(Organic Blindness) بسبب نقص أو خلل عضوي، وقد يكون وظيفياً Functional Blindness)) لأسباب غير عضوية وهو مظهر من مظاهر الهسترية التحويلية، وقد يكون خلقياً بالولادة Congenital)).

(ه) تعريف كف البصر من المنظور الاجتماعي:

الشخص الذي لا يستطيع أن يجد طريقهُ دون قيادة في بيئة غير معروفة لديه، أو من كانت قدرة بصره تتصف بالضعف بحيث يعجز عن مباشرة مسؤولياته.

ويتحدد في ضوء اعتبارات معينة هي:

1- الحاجة إلى قيادة أو مساعدة من الغير في بيئة غير معروفة.

2- عدم القدرة على التفاعل بصورة ناجحة مع الغير.

3- عدم القدرة على التواصل الجيد.

4- عدم إدراك الإشارات الاجتماعية.

5- عدم القدرة على القيام بالدور المنوط به في المجتمع.

(و) تعريف كف البصر من المنظور الفسيولوجي(الطبي):

يختلف تعريف فقد البصر من الناحية الطبية من بلد لآخر، وإن كانت معظم هذه التعريفات تعتمد على لوحة المعلومات التي توصل إليها هيرمان سنلن عام 1868 Herman Snellen  لقياس حدة الإبصار.

  • الحالة التي يفقد فيها الكائن الحي القدرة على الرؤية بالجهاز المخصص، لهذا الغرض وهو العين. وهذا الجهاز يعجز عن أداء وظيفته إذا ما أصابه خلل، وهو إما خلل طارئ كالإصابة بالحوادث أو خلل ولادي يولد مع الشخص.
  • هو عبارة عن ضعف في أي من الوظائف الخمسة التالية: البصر المركزي، البصر المحيط، البصر الثنائي، التكيف البصري، ورؤية الألوان وذلك نتيجة تشوه تشريحي أو إصابة بمرض أو جروح في العين، وبذلك تعجز العين عن القيام بوظيفتها الوجه المطلوب إذ يضعف البصر على أثر ذلك إلى الدرجة التي يعجز الفرد فيها عن القيام بأي عمل يحتاج أساساً إلى الرؤية.

وفي ضوء أشروفت وزامبون عام Ashroft & zambone 1980 تم تعريف كف البصر على أنه: حالة عجز أو ضعف في الجهاز البصري تعيق أو تغير أنماط النمو عند الإنسان.

(ي) تعريف كف البصر من المنظور القانوني:

  • قسم الكفيف إلى قسمين:

1- الكفيف كلياً: هو شخص لديه حدة بصر تبلغ (20/200قدم) (6/60 متراً) أو أقل في العين الأقوى بعد اتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة، أو لديه حقل إبصار لا يزيد عن زاوية مقدارها على (20) درجة ويحتاج إلى خدمات التربية الخاصة، أو هو من يستخدم طريقة برايل في القراءة والكتابة.

2- الكفيف جزئياً: هو شخص لديه حدة بصر أحسن من (20/200قدم) (6/60متراً) ولكن أقل من(20/70) في العين الأقوى بعد إجراء التصحيح اللازم.

* ومعنى(20/200) أي ما يراه الأفراد ذوي الرؤية الطبيعية على بعد (200قدم) (60متراً) ويراه الكفيف على بعد (20 قدماً)(6 أمتار).

وفي ضوء ما سبق من تعريفات كف البصر نجد أنها تحددت في إطار مفهومين هما:

1- حدة الإبصار (Visual Acuity): وتعني قدرة الفرد على رؤية الأشياء وتمييز خصائصها وتفاصيلها.

2- مجال الرؤية (Field of Vision): وهو المحيط الذي يمكن للإنسان الإبصار في حدوده، دون تغيير في اتجاه رؤيته أو تحديقه(الأشرم، 2008).

وهكذا فإن من المتتبع للتعريفات السابقة يجد أنَّ كلاً منها قد ركّز على المجال الذي ينتمي إليه، فالتعريف الطبي ركّز على الخلل الذي يحدث في جهاز الإبصار ويؤثر على رؤية الفرد، أما التعريف التربوي فركز على مدى قدرة الفرد من الاستفادة من البرامج المدروسة المقررة والخدمات التعليمية المقدمة إليه، والوسائل المساعدة للفرد على التعلم، والطرق التي يستطيع بها القراءة والكتابة، بينما ركز المفهوم القانوني على قيام حدة الإبصار والتي حددها بالقدرة على تمييز الأشكال بوضوح على مسافة محددة لا تزيد عن(6 أمتار)، ونجد أن المفهوم الاجتماعي ركز على مدى قدرة الفرد على التعامل مع مهارات الحياة اليومية والتفاعل الاجتماعي مع مجتمعه وبيئته التي يعيش بها، بينما نرى أن المفهوم المهني ركز على ممارسة الكفيف للعمل الذي يجيده يسبب ضعف في بصره الأمر الذي يؤدي إلى عجزه اقتصادياً، أما من ناحية الهيئات والمنظمات فقد بينت بأنه الفرد الذي يضعف بصره لدرجة يعجز فيها عن عمل يحتاج أساساً إلى الرؤية، أو يعجز عن استخدام بصره في الحصول على المعرفة وعليه يمكنه الاستفادة من حواسه الأخرى في الحصول على المعرفة، ونرى أن المفهوم النفسي قد ركز بشكل عام على الأسباب العضوية وغير العضوية التي تسبب في نقص أو خلل عضوي لدى الكفيف.

مما سبق يمكن تعريف الكفيف بأنه:

الطفل الذي يعجز عن استخدام بصره في الحصول على المعرفة، يعجز نتيجة لذلك عن تلقي التعليم في المدارس العادية وبالطريقة العادية والمناهج الموضوعية للطفل العادي، أو هو الفرد الذي تبلغ به الإعاقة البصرية درجة تحتم عليه القراءة بطريقة برايل وهو شخص لديه حدة بصر تبلغ (20/200قدم) (6/60متراً) أو أقل في العين الأقوى بعد اتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة ويسمى (الكفيف كلياً) أو هو شخص لديه حدة بصر أحسن من (20/200قدم) (6/60متراً) ولكن أقل من (20/70) في العين الأقوى بعد إجراء التصحيح اللازم ويسمى (الكفيف جزئياً).

(2) أسباب كف البصر:  Causes Blindness

تعود أسباب كف البصر إلى عوامل عديدة ومختلفة، فمنها ما يولد به الطفل نتيجة لعوامل وراثية أو إصابة الأم أثناء الحمل، ومنها ما يحدث له بعد الميلاد نتيجة إصابته بمرض أو حادثة، وعلى هذا يمكن تصنيف أسباب كف البصر إلى أسباب وراثية(التهاب العصب البصري- اعتلال الشبكية الناتج عن السكري- أمراض الشبكية- التليف خلف العدسة – التهاب القرنية الجافة أو الرمد أو الجفاف العيني- الكتاراكت(الماء الأبيض)- الجلوكوما (الماء الأزرق أو الماء الأسود) وأسباب بيئية (مؤثرات ما قبل الولادة – مؤثرات أثناء الولادة – مؤثرات ما بعد الولادة) وأسباب تشريحية (أسباب خارجية – أسباب داخلية) وقد تؤدي أسباب كف البصر إلى عدة عوامل نفسية لها علاقة مباشرة وغير مباشرة بالسلوك التصلبي فالأسباب الوراثية والتشريحية لا تؤثر على التصلب بينما الأسباب البيئية منها ما ليس له تأثير على السلوك التصلبي (مؤثرات ما قبل الولادة) ومنها ما له تأثير على السلوك التصلبي (مؤثرات ما بعد الولادة)، فهي لها حالات متعددة منها حوادث السيارات وإصابات العمل وإصابات الحروب والإصابة بالأمراض الشديدة مثل شلل الأطفال والحمى الروماتيزمية والدرن وغير ذلك، يمكن أن يجعل الطفل المعاق بصرياً يصاب بالتصلب العقلي والوجداني والاجتماعي والشخصي نتيجة تأثر هذه الأمراض على حياته الاجتماعية.

ويقسم هول وهيل (Hall&Hill (1996 أسباب كف البصر إلى ثلاثة مجموعات كما يتضح في جدول التالي:

                   جدول تقسيم هول وهيل Hall & Hill (1996) لأسباب كف البصر.

أسباب تتضح بمجرد النظر للعينين أسباب مختلفة وراء العدسة شكل طبيعي للعين لكن السلوك النظري ليس طبيعي
* المياه البيضاء cataract

* إعتام القرنية

Cornea   Cataracts

* المياه السوداء Glaucoma

* المهاق Albinism

* تذبذب المقلتين Nystagmus

* العمى الحركي Oculomotor

تليف العدسة الخلفية

Retrolental

* أخطاء الانكسارRefractive error

* قصور الأنسجة coloboma

* العدوى الولادية

Congenital   infection

*التأخر في نضج البصر              visual Maturation Delayed

(Hall & Hill ,1996)

(3) تصنيف المكفوفين: Classification Blindness

1- تصنيف وفقاً لزمن حدوث الإعاقة:

أ- الأفراد ذوي الكف الكلي الولادي: هؤلاء الذين ولدوا عميانا أو أصيبوا بالكف قبل سن الخامسة.

ب- الأفراد ذوي الكف الكلي الحادث: هؤلاء الذين أصيبوا بالكف بعد سن الخامسة.

ج- الأفراد ذوي الكف الجزئي الولادي: هؤلاء الذين ولدوا أو أصيبوا بالعجز قبل سن الخامسة.

د- الأفراد ذوي الكف الجزئي الحادث: هؤلاء الذين أصيبوا بالكف بعد سن الخامسة.

يرجع سبب اختيار سن الخامسة كحد لتقسيم هذه الفئات إلى افتراض أن من يفقد البصر جزئياً أو كلياً قبل سن الخامسة، لا يمكنه الاحتفاظ في كبره بالصورة السابقة على فقده للإبصار، أما من يفقد بصره كلياً أو جزئياً بعد سن الخامسة، فلديه فرصة للاحتفاظ بإطار من الصور البصرية بدرجة أو بأخرى من الدقة.

2- تصنيف وفقا لدرجة الإعاقة وسببها:

تصنف منظمة الصحة العالمية للمكفوفين إلى ضعف البصر وكف البصر كما يتضح في الجدول التالي:

جدول تصنيف منظمة الصحة العالمية للمكفوفين.

التصنيف درجة الإعاقة حدة الإبصار بعد التصحيح ملاحظات
طبيعي Normal لا توجد أكثر أو مساوي لمستوى 7.5/6 مقارب للطبيعي
ضعف البصر

Low vision

بسيطة

متوسطة

أقل من 7.5/6

أقل من 18/7

هاتان الفئتان تستطيعان عد أصابعهم على بعد ستة أمتار
شديدة أقل من 6/48
كف البصر

Blindness

شديدة أقل من 60/3 يستطيع عد الأصابع على بعد 3 أمتار
شبه كلي أقل من 60/1 يستطيع عد الأصابع على بعد متر واحد
كلي لا يرى الضوء نهائيا

No light perception

لا يرى شيئا مطلقا وقد يتضمن غياب العين أساساً

(Webster, Roe ,1998)

وأشار وارن (warren (1994 إلى وجود وجهتي نظر حول أثر اختلاف سن ودرجة الإصابة بكف البصر هما:

– إن الطفل ذوي الإعاقة المكتسبة، أفضل إذا ما قورن بذوي الإعاقة الولادية، حيث يستفيد من الفترة التي يتمتع فيها بالبصر خاصة في اكتساب مفاهيم العلاقات المكانية، وكذلك في نواحي النمو الحركي.

– إن الفرد ذي الإعاقة البصرية الولادية أفضل لأن ذي الإعاقة المكتسبة:

1- يصعب عليه اكتساب النماذج السلوكية المعتمدة على البصر، كما أن الفرد تعوّد على استخدام الحركة والتنقل ويصعب عليه أداؤها بعد ذلك بدون البصر.

2- رد الفعل الانفعالي للطفل، والذي قد يتمثل في الحزن الشديد والاعتماد الشديد على الآخرين للاعتناء الشديد به تجاه الإعاقة.

كما أشار وارن Warren إلى أن البقايا البصرية تفيد في تسهيل السلوك الحركي، وتسهيل نمو المفاهيم المكانية، والاستجابة إلى الأحداث المسموعة، والتوازن الجسدي، كما تفيد في إكساب الفرد فهماً أكثر للعالم المادي، وكذلك فهم العلاقات الفراغية.

 

(4) العوامل المؤثرة في شخصية الكفيف: Factors in the personality of the blind

         هناك عوامل مختلفة تؤثر في شخصية الكفيف، وعلى أساسها تتشكل خصاله الوجدانية والعقلية واللغوية، ومن بين هذه العوامل ما يلي:

1- توقيت حدوث الإصابة: فالطفل الذي يصاب بكف البصر قبل سن الخامسة، لا يستطيع استرجاع الخبرات البصرية التي مر بها ويكاد يتساوى مع من ولد فاقدٍ للبصر، بعكس الفرد الذي فقد بصره بعد سن الخامسة.

2- درجة كف البصر: حيث لا يستوي الأعمى الذي لا يرى كلياً، مع من لديه بقايا إبصار حيث يمكنه الاعتماد معها على نفسه إلى حد ما، كما تحدد شدة الإصابة نوع التعليم الذي سيتلقاه الفرد عن طريق الحواس الأخرى.

3- اتجاهات المعاق نحو كف البصر: فإذا كان متقبلاً كانت نظرته للحياة متفائلة وإيجابية، وإذا كان رافضاً لذلك، فسيعاني من الصراعات النفسية والإحباط والشعور بالفشل والدونية.

4- الاتجاهات الاجتماعية نحو الكفيف: تلعب الاتجاهات الاجتماعية والوالدية التي يتبناها المحيطون بالطفل الكفيف دورا بالغاً في التأثير على شخصيته وخصاله، وتتراوح هذه الاتجاهات بين الرفض والإهمال والنبذ وعدم القبول، أو العطف المبالغ فيه والشفقة والحماية الزائدة وهذان الاتجاهان يؤثران سلبياً على شخصية الطفل الكفيف، كما هو الحال بالنسبة للطفل المبصر، أما الاعتدالية والإيجابية والموضوعية في التعامل مع المكفوفين بشكل واقعي يساعدهم على تنظيم شخصياتهم، بما يحقق لهم النضج النفسي والاستقلالية والشعور بالاكتفاء الذاتي والثقة بالنفس.

ومن أهم المشكلات التي تواجه المكفوفين مشكلتان أساسيتان هما:

1- إنه يجب أن يتعلم المهارات والأساليب التي يتمكن بمقتضاها من القيام بدوره في المجتمع كمواطن عادي منتج.

2- إنه يجب أن يكون على وعي باتجاهات الآخرين ومفاهيمهم الخاطئة عن العمى، وأن يتعلم كمواطن عادي منتج.

وبعد ما أوردنا أهم العوامل التي تؤثر في شخصية الكفيف، وأهم المشكلات التي تواجههم نذكر فيما يلي أهم الخصال التي يتميز بها المكفوفين.

(5) خصال المكفوفين: Characteristics Blindness

يتصف المعاقين بصرياً بخصال معينة تميزهم عن المبصرين، ومما لاشك فيه أن معرفة الخصال السيكولوجية للأفراد المكفوفين يعد أمراً ضرورياً سواء في الأسرة أو المدرسة من أجل التوصل إلى أفضل الطرق والأساليب للتعامل معهم.

وفيما يلي خصال الارتقاء لدى المكفوفين:

أولا: الخصال العقلية والمعرفية: Mental and cognitive

أشارت بعض الدراسات المقارنة بين الطلاب المبصرين والطلاب المكفوفين إلى أن العديد من المكفوفين يكون أداؤهم في اختبارات الذكاء حسناً نسبياً، كما أشار البعض الآخر إلى عكس ذلك تماماً، حيث أكدت بعض الدراسات أن ذكاء المكفوفين يعتبر أقل من ذكاء أقرانهم المبصرين، مثل دراسة ويلسون وهفرسن عام 1974 Wilson and Halverson ، وقد يكون السبب في تناقض هذه الدراسات راجعاً إلى صعوبة قياس ذكاء المكفوفين، حيث إن معظم الاختبارات والمقاييس التي تستخدم لقياس الذكاء، تشتمل على فقرات تحتاج إلى أن نتعامل معها بطريقة بصرية، ولهذا فإنه لقياس ذكاء المكفوفين فإنه من الضروري الاعتماد على مقاييس مصممة ومقننة على هذه الفئة، بحيث يراعي فيها الاعتماد على الأداء الحسي المتمثل في اللمس والحركة والسمع.

وأن الأطفال المكفوفين، يعانون نقصاً في الخيال والقصور في أنشطة اللعب، مما قد يشير إلى قصور في القدرة على التجريد، أو على الأقل ميلاً للمفاهيم المحسوسة بشكل أوضح مما يوجد لدى زملائهم المبصرين، وأنه من خلال التعرف المثير على حالات المكفوفين، ومن خلال توفير الظروف البيئية التي تتميز بالاستثارة المرتفعة التي تعتمد على الاستفادة القصوى من الحواس الأخرى، ومن خلال المعلمين الذين يتميزون بالمهارة العالية، ومن خلال كل ذلك يستطيع الطفل الكفيف أن يأمل في التغلب على الصعوبات التي يتضمنها تكوين المفاهيم.

الخصال العقلية والمعرفية للمكفوفين يمكن تلخيصها من خلال الجدول التالي:

جدول يبين الخصال العقلية والمعرفية للمكفوفين.

الخصال العقلية والمعرفية للمكفوفين.

لا توجد فروق بينهم وبين المبصرين في القدرة على التفكير. معدل أدائهم على اختبارات تتابع الذاكرة البصرية والترابط البصري أقل من المتوسط.
معدل ذكائهم أقل من مثيله عند أقرانهم المبصرين، وأرجع البعض ذلك إلى أن مقاييس الذكاء المستخدمة قد تم إعدادها أساساً للمبصرين. يعتمدون في تكوينهم للمفاهيم اللونية والإدراك الشكلي على أفكار وأساليب بديلة ومختلفة عما يستخدمه المبصرون.
يصعب عليهم أن يعبروا عن ذكائهم الفطري عن طريق الاختبارات فقط. تتفاوت قدراتهم الإدراكية تبعاً لدرجة فقدانهم البصري.
لا يمكنهم ممارسة النشاط التخيلي باستخدام عناصر بصرية. التصور البصري لديهم عبارة عن اقتران لفظي تم حفظه.
معلوماتهم العامة أقل من المبصرين، وقصور في نمو الخبرات. صعوبات في تعلم المفاهيم.
عدم القدرة على تنظيم العالم الخارجي. الاعتماد على حاسة اللمس والسمع لتكوين المفاهيم.

 

ثانيا: الخصال الأكاديمية: Characteristics Academy

تؤكد الدراسات انخفاض مستوى التحصيل لدى الطفل المعاق بصرياً بدءاً من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية، وسبب الانخفاض هو طبيعة المساقات الدراسية والعمل المدرسي الذي يتطلب إحساساً وإدراكاً لمحسوسات دقيقة، وألوان متباينة ومتداخلة، علاوة على القصور في تحديد معالم الأشياء والمثيرات البعيدة والصغيرة، والكتابة على السطور، والإكثار من التساؤلات والإجهاد نتيجة الاقتراب من الأشياء كتقريب الأوراق المكتوبة للعين

وأشار لونيفلد وآخرون عام 1969 al Lowenfeld,et إلى أن متوسط درجات المعاقين بصرياً في اختبارات الثانوية العامة كانت منخفضة عن زملائهم المبصرين في اختبارات التحصيل. ولقد أورد كيرك عام 1972 أنه في دراسة مسحية أجراها بيرش وآخرون عام 1966 Birch,et al لمعرفة مستوى التحصيل الدراسي لعدد(903) من الأطفال في الصف الخامس والسادس الابتدائي من المبصرين جزئياً، وجدوا أنه على الرغم من أن المستوى العام لذكائهم هو المتوسط وأن أعمارهم كانت أكبر من المتوسط العام للأعمار في هذه الصفوف الدراسية، إلا أن مستوى تحصيلهم الدراسي كان أقل من مستوى تحصيل أقرانهم المبصرين، كما أنهم لم يجدوا واحداً منهم متفوقاً في تحصيله الدراسي

وأنه ليس هناك اختلاف بين المكفوفين بوجه عام مع أقرانهم من المبصرين، فيما يتعلق بالقدرة على التعلم، والاستفادة من المنهاج التعليمي بشكل مناسب، ولكن يمكن القول إن تعليم الطالب الكفيف يتطلب تعديلاً في أسلوب التدريس والوسائل التعليمية المستخدمة لتتلائم مع الاحتياجات التربوية المميزة للمكفوفين، إذ ما من شك إن ضعف البصر أو كفه يحد من قدرة الطالب على التعلم بذات الوسائل والأساليب المستخدمة مع المبصرين.

ولا تقتصر الخصال الأكاديمية على درجة وطبيعة استعداد المعاق بصرياً للنجاح في الموضوعات الدراسية فقط، بل تتعداها إلى كل ما هو مرتبط بالعمل المدرسي، مثل درجة المشاركة في الأنشطة الصفية واللاصفية، وطبيعة التفاعل بين المدرسين والزملاء، فهناك عوامل كثيرة تؤثر مجتمعة أو منفردة على حسب طبيعة الخصال الأكاديمية للمعاق بصرياً، مثل درجة الذكاء وزمن الإصابة بالإعاقة (ولادية- طارئة)، ودرجة الإعاقة كف بصري (كلي – جزئي)، وطبيعة الخدمات الاجتماعية والتعليمية والتأهلية والنفسية والصحية، التي تقدم للمعاقين بصرياً في المجتمع، إن هذه العوامل بدورها مجتمعة أو منفردة تؤثر على كل من طبيعة مفهوم المعاق بصرياً، عن ذاته وعلى درجة تقبله لإعاقته وهما يؤثران بدورهما على طبيعة خصال المعاق بصرياً الأكاديمية.

 الخصال الأكاديمية للمكفوفين يمكن تلخيصها من خلال الجدول التالي:

جدول يبين بعض الخصال الأكاديمية للمكفوفين.

الخصال الأكاديمية للمكفوفين.

انخفاض مستوى التحصيل الأكاديمي. أخطاء في القراءة الجهرية.
بطء معدل سرعة القراءة سواء بالنسبة للغة برايل أو الكتابة العادية. الإكثار من التساؤلات والاستفسار للتأكد مما يسمع.
مشكلات خاصة ببعض أشكال معالجة المعلومات. الصعوبة المتعلقة بالكتابة في مجال التعلم المعرفي.

ثالثا: الخصال اللغوية: Linguistic characteristics

من النادر أن نجد طفلاً معاقاً بصرياً متمتع بحاسة سمع جيدة ولم ينمُ لديه التواصل اللفظي بشكل فعال. فغياب البصر لا يعتبر حاجزاً كبيراً أمام نمو اللغة والكلام، ولكن رغم ذلك فإن البحوث والدراسات في هذا المجال قد أوردت بعض الفروق بين كل من المكفوفين والمبصرين في طبيعة اللغة والكلام، وإن هذه الفروق راجعة إلى أن المكفوفين يعتمدون بشكل كبير على حاسة السمع والقنوات اللمسية في استقبال وتعلم اللغة والكلام، وهذا قد يؤدي إلى بعض القصور أو الاضطرابات في اللغة والكلام لديهم، لأن تعلم اللغة والكلام مرتبط أيضاً، إضافة إلى السمع بتتبع وملاحظة التلميحات الصادرة من المتحدث، وكذلك حركة الشفاه والتعبيرات الوجهية المصاحبة للكلام والتي يمكن للمبصر ملاحظتها وتقليدها، وبالتالي يسهل عليه تعلم اللغة والكلام، في حين يصعب على الكفيف ذلك، مما يؤدي إلى بطء في نمو اللغة والكلام لديه أو قصور واضطراب فيهما وإنه لا يعتبر ضعف حاسة البصر أو فقدانها من العوامل المعيقة لتعلم الطفل اللغة وفهم الكلام، إلا أن لها أثراً على بعض مهارات الاتصال اللفظي الثانوية.

وهناك اختلاف في الآراء حول النمو اللغوي للطفل الكفيف، فالبعض يرى أن كف البصر لا يؤثر على النمو اللغوي لأن حاسة السمع هي القناة الرئيسية لتعلم اللغة، والبعض يرى أن النمو اللغوي للكفيف يختلف عنه للمبصر حيث يوصف الطفل الكفيف بأنه لديه واقعية لفظية، وذلك يعني اعتماد الطفل الكفيف على الكلمات والجمل التي لا تتوافق مع خبراته الحسية، وهذا الطفل يصف عالمه اعتماداً على وصف المبصرين له، ولهذا فهو يعيش في عالم غير واقعي.

الخصال اللغوية للمكفوفين يمكن تلخيصها من خلال الجدول التالي:

جدول يبين الخصال اللغوية للمكفوفين.

الخصال اللغوية للمكفوفين.

يعتمد على حاسة السمع والتقليد الصوتي كما الحال للمبصرين في تعلم الكلام واللغة المنطوقة، إلا أن الكفيف يعجز عن تعلم الإيماءات والتعبيرات الحركية والوجهية. عدم قدرتهم على رؤية المشاعر والأفكار التي يعبر عنها عادة بالإيماءات عند المبصرين مثل حركات الجسد والابتسام ونظرات الغصب.

 

يعتمد في إدراكه لبعض المفاهيم على وصف المبصرين لها. تحريك اليدين بطريقة غير هادئة والدوران في المكان نفسه.
صعوبة في التواصل مع الآخرين. الاعتماد على تحديد مواقع الأشياء عن طريق حاسة السمع أو اللمس.
تدني الدافعية للوصول للأشياء والبحث عنها لأنهم لا يعرفون أنها موجودة (ليست مدركة بصرياً). القصور في الاتصال بالعين مع المتحدث والذي يتمثل في تحويل اتجاهات الرأس عند متابعة الاستماع لشخص ما.
لديهم اضطرابات اللغة والكلام في العلو كارتفاع الصوت قد لا يتوافق مع طبيعة الحدث الذي يتكلم عنه. لديهم اضطرابات اللغة والكلام في عدم تغير طبقة الصوت بحيث يصبح الكلام على نبرة ووتيرة واحدة.
لديهم اضطرابات اللغة والكلام في الاستبدال (كاستبدال) (ش) ب(س) أو (ك) ب (ق). لديهم اضطرابات اللغة والكلام في فهم بعض المفاهيم مثل اللون والعرض والعمق والسرعة.
لديهم اضطرابات اللغة والكلام في التشويه أو التحريف كاستبدال أكثر من حرف في الكلمة بأحرف أخرى تؤدي إلى تغيير معناها وبالتالي عدم فهم ما يراد قوله. لديهم اضرابات اللغة والكلام في التعبير كالقصور في الإدراك البصري لبعض المفاهيم أو العلاقات أو الأحداث وما يرتبط بها من قصور في استدعاء الدلالات اللفظية التي تعبر عنها.

رابعا: الخصال الحركية: Characteristics Kinetic

لقد أشار ريان عام 1981 Rhyne إلى أنه لا يوجد اختلاف في النمو الحركي للطفل الكفيف ولادياً في الأشهر الأولى من حياته بشكل واضح عن النمو الحركي للطفل المبصر، حيث إن معدل نمو القدرة على الجلوس والتدحرج من وضع الانبطاح إلى وضع الاستلقاء لا يختلف بين الطفل الكفيف وبين الطفل المبصر. ومع ذلك فإن بعض المهارات الحركية التي تتعلق بالحركة الذاتية للطفل مثل رفع الجسم، والجلوس في وضع معين، والمشي باستقلالية تكون متأخرة لدى الطفل الكفيف وذلك لارتباطها بقدرته على الثبات ودقة الحركة. وعندما يتمكن الكفيف من الثبات والدقة في الحركة فإنه يكون أبطأ في السرعة من الطفل المبصر فهو لا يتمكن من المشي باستقلالية إلا في حوالي الشهر التاسع عشر من عمره، في حين أن الطفل المبصر يتمكن من المشي باستقلالية في حوالي الشهر الثاني عشر من عمره

وأن الطفل الكفيف عندما ينتقل من مكان إلى مكان آخر فإنه يستخدم جميع حواسه فيما عدا حاسة البصر، فهو يستخدم حاسة الشم في تمييز الروائح المختلفة التي تصادفه، ويتحسس الأرض بقدميه أثناء سيره ليتعرف على طبيعتها، ويستخدم حاسة السمع في تمييز الأصوات التي يتعرف لها، ويقدر الزمن الذي استغرقه في المسافات التي يقطعها، ويقوم بربط جميع هذه العناصر ببعضها حتى يحصل على الصورة الذهنية للمكان الذي يتحرك فيه، ولاشك أن ذلك يستنفذ منه طاقة نفسية كبيرة.

 الخصال الحركية للمكفوفين يمكن تلخيصها من خلال الجدول التالي:

جدول يبين بعض الخصال الحركية للمكفوفين.

الخصال الحركية للمكفوفين.

تتسم حركته بالحذر واليقظة، حتى لا يصطدم بعقبات نتيجة تعثره بأي شيء أمامه. يستخدم الكفيف في تنقله من مكان إلى آخر جميع حواسه ما عدا حاسة البصر.
يواجه صعوبة في ممارسة سلوكيات الحياة اليومية مما يعرضه للإجهاد العصبي والتوتر النفسي والشعور بانعدام الأمن إلى جانب الارتباك في المواقف الجديدة. حركته محدودة نتيجة قدرته المحدودة على إدراك الأشياء وخاصة البعيد منها إلى جانب حرمانه من المثيرات البصرية.
تزداد المشكلات الحركية وقصوره الحركي كلما اتسع نطاق بيئته. يعاني من بعض اللزمات الحركية مثل فرك العينين، والتلويح بالذراعين، وهز الرأس والساقين.

خامسا: الخصال الاجتماعية والانفعالية: Characteristics Social and emotional

لقد أشار سومرز عام Somers 1944 في دراسته حول اتجاهات الوالدين وأثرها على البيئة الاجتماعية في سلوك المراهق الكفيف، وتوصل إلى أن درجة تكيف المكفوفين الاجتماعي أقل من المبصرين، وأن قدرات المكفوفات على التكيف أكبر من قدرة المكفوفين الذكور، وأن سوء التكيف والاضطرابات الانفعالية عند الكفيف يرجع إلى عوامل اجتماعية أكثر من رجوعها إلى عامل فقد البصر، وكذلك دراسة بريلاند((1950 Briland الذي استخدم مقياس (Bill) في التكيف إلى أن المكفوفين يعانون من ضعف في صحة أجسامهم أكثر مما يعانيه المبصرون، وأن لديهم نقصاً في درجة تكيفهم الانفعالي والاجتماعي.

وقد توصلت نتائج الدراسات التي أجريت في مجال الخصال الاجتماعية والانفعالية بدءاً من دراسة بيومان عام 1964 Bauman، وهاردي عام 1967 Hardy، وسامية القطان عام 1974، وحسنين عام 1989، والشخص عام 1992، والشافعي عام 1993، وآمال نوح عام 1995 التي أشارت جميعها إلى أن المكفوفين يغلب عليهم مشاعر القلق، والصراع والدونية، والسلبية، وعدم الثقة بالنفس، واختلال صورة الجسم، والانطواء، وأن هذه الفئة أكثر استخداماً للحيل الدفاعية كالكبت والتبرير والتعويض والانسحاب كما أنهم أكثر عرضة للاضطرابات الانفعالية.

 الخصال الاجتماعية والإنفعالية للمكفوفين يمكن تلخيصها من خلال الجدول التالي:

جدول يبين بعض الخصال الاجتماعية والانفعالية للمكفوفين.

الخصال الاجتماعية والانفعالية للمكفوفين.

تؤثر الإعاقة البصرية سلباً على مفهوم الفرد عن ذاته وعلى صحته النفسية. اضطرابات نفسية وأكثرها القلق نتيجة الشعور بالعجز والدونية والإحباط والتوتر.
السلوك العصابي، والعدوانية، والغضب، والخضوع. كثرة استخدام الحيل الدفاعية المختلفة كالكبت والتبرير والتعويض والانسحاب.
لا يستطيع استخدام الإشارات الاجتماعية الخاصة بالتواصل غير اللفظي مثل تعبيرات الوجه والإيماءات. يؤثر سلباً على التفاعل الاجتماعي واكتساب المهارات الاجتماعية اللازمة لتحقيق الاستقلالية والشعور بالاكتفاء الذاتي.
يجد صعوبة في تكوين الصداقات خوفاً من الغرباء مع اللجوء إلى العزلة أو الوحدة. عدم قدرته على تطوير الأنماط السلوكية الاجتماعية بسبب عدم تفاعل الآخرين معه.
أقل تقبلاً للآخرين، وأقل شعوراً بالانتماء للمجتمع من المبصرين. السلبية والاعتمادية على الآخرين(العجز المتعلم).
غياب الاتصال بالعين بينه وبين المتحدث مما قد يفسره البعض عدم اهتمام أو تهرب. سوء التكيف الشخصي والاجتماعي والإنفعالي نتيجة العجز البصري والاتجاهات الاجتماعية لبيئة الكفيف.
قد ينجح الكفيف في إقامة علاقات اجتماعية مع الآخرين، وخاصة في مجال الأسرة. اتجاهات الآخرين نحوه سالبة ومتدنية بسبب قصوره البصري.
ضعف الثقة بالذات. عدم الثقة بالنفس واختلال صورة الجسم.
فقدان الشعور بالطمأنينة والأمن. الشعور بالإحباط والعجز والفشل.
عدم الاستقرار النفسي والتكيف الاجتماعي. ضعف في الضبط الداخلي.
ضعف في تلقي التغذية الراجعة عن الآخرين عن طريق البصر. مستوى عالٍ من القلق ومستوى أقل من العدوان.
ضعف في تلقي المؤثرات البيئية عن طريق البصر. السلوكيات غير الناضجة مثل التهريج والقهرية والتشتت.

يلاحظ من العرض السابق لخصال المكفوفين أنهم يشكلون فئة غير متجانسة من الأفراد وإن اشتركوا في المعاناة من المشاكل البصرية، إلا أن هذه المشاكل تختلف في مسبباتها ودرجة شدتها وفي زمن حدوثها من فرد لآخر، وقد أدى عدم التجانس هذا إلى تنوع أساليب وأدوات التعامل معهم، والتي تسهم بدرجة كبيرة في تشكيل خصالهم المختلفة.

كما يتضح أن هناك ترابطاً واتصالاً بين خصال السيكولوجية للمكفوفين، فالجانب الحركي يؤثر على الجانب الانفعالي، والجانب اللغوي يؤثر على الجانب الأكاديمي والاجتماعي، كما أن هناك ترابطا بين الخصال الاجتماعية والانفعالية التي تنتج عن كف البصر على حياة المكفوف، بل إن الخصال الانفعالية تتأثر بالخصال الاجتماعية، وعلى هذا فهي سلسلة متصلة الحلقات لا يمكن فصل إحداها عن الأخرى، وحدوث الاضطراب في أحد الجوانب يؤثر بالسلب على الجوانب الأخرى

 

 

 

 

 

 

 

المراجع:

الببلاوي، إيهاب. (2002). قلق الكفيف تشخصيه وعلاجه. (ط2)،الرياض: دار  الزهراء  للنشر والتوزيع.

الحديدي، منى صبحي. (2011). مقدمة في الإعاقة البصرية. (ط4)، الأردن: دارالفكر.

الأشرم، رضا إبراهيم محمد. (2008). صورة الجسم وعلاقتها بتقدير الذات لذوي الإعاقة البصرية. رسالة ماجستير غير منشورة، مصر: مصر: كلية التربية،جامعة الزقازيق.

أحمد، عطية عطية محمد سيد. (2008). الضغوط النفسية لدى الكفيف وعلاقتها  باتجاهات الأسرة نحو الإعاقة. رسالة ماجستير غير منشورة، مصر: جامعة الزقازيق.

الجمال، رانيا عبدالمعز. (2009). تعليم الأطفال المكفوفين بين الواقع والمأمول.  الإسكندرية:  دار الجامعة الجديدة للنشر.

العجمي، محمد سعود. (2006). الفروق في الذكاء الشخصي والاجتماعي والانفعالي بين  الطلبة المكفوفين المتفوقين تحصيلياً ومتدني التحصيل في دول مجلس التعاون          للخليج  العربي، رسالة دكتوراه غير منشورة، الأردن: جامعة عمان العربية للدراسات  العليا.

العزة، سعيد. (2000). الإعاقة البصرية. عمان: الدار العلمية الدولية للنشر.

فتحي، السيد عبدالرحيم. (1983). قضايا ومشكلات في سيكولوجية الإعاقة ورعاية المعوقين:النظرية والتطبيق. الكويت: دار القلم.

دشتي، علي عبدالله، (2012).الفروق بين المكفوفين وغير المكفوفين في بعد المرونة – التصلب والتنبؤ من خلاله بمستوى التفوق العقلي لدى الطلاب بدولة الكويت ، رسالة ماجستير غير منشورة ، البحرين: جامعة الخليج العربي.

سيسالم، كمال سالم. (1997). المعاقون بصرياً خصائصهم ومناهجهم. القاهرة: دار المصرية اللبنانية.

شقير، زينب. (2004). الاكتشاف المبكر والتشخيص التكاملي لغير العاديين. القاهرة: كلية التربية، جامعة طنطا.

طموم، محمد نشأت أحمد. (2010).النشاط الحركي لذوي الإعاقة البصرية. الإسكندرية: مؤسسة حورس الدولية.

عبدالحميد، سعيد كمال. (2009). الإعاقة البصرية بين السواء واللاسواء. الإسكندرية: دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر.

عواد،أحمد أحمد، شريت،أشرف محمد عبدالغني. (2007). تنمية المهارات الاجتماعية للأطفال  ذوي الإعاقة البصرية. الإسكندرية: مؤسسة حورس الدولية.

Tobin, M. (1994). Assessing Visually Handicapped People An Iintroduction to test procedures. London: action typesetting  limited,Gloucester.

Warren, D. (1994). Blindness And Children :An Individual   Differences Approach. london: cambridage University press.

Webster, A. &Roe, J. (1998). Children With Visually impairments: Social international , language and learning. London and new   York: Rout ledge.

Mcinnes, J. &Treffry, J. (1993). Deaf-Blind Infants And Children  Adevelopmenteal Guide. London: university of Toronto.

 

 

error: Content is protected !!