أساليب اكتشاف ورعاية الموهوبين
كما تعددت مفاهيم وتعريفات الموهبة والموهوبين تعددت كذلك الأساليب التي تستخدم في اكتشافهم ، فقد تطورت هذه الأساليب وفقًا لتطور المفاهيم والتعريفات، ووفقًا لاحتياجات المجتمع ونظرته إلى الموهوبين، وأهداف وطبيعة البرامج التربوية والتعليمية لرعايتهم.
أساليب الكشف على الموهوبين
عندما كانت الموهبة مرتبطة بمفهوم القدرة العقلية العامة كانت اختبارات الذكاء هي الوسيلة الموضوعية الوحيدة المستخدمة في اختبار الموهوبين والكشف عنهم ، ثم تمت إضافة بعد التفكير الابتكاري، كأحد أبعاد التفوق والموهبة استحدثت العديد من المقاييس لقياس الإبداع والتفكير لابتكاري، ثم أضيف إلى ذلك اختبار التحصيل الأكاديمي، وبجانب الاختبارات والمقاييس الموضوعية التي تعتمد على التقدير الكمي للموهبة استخدمت كذلك الأساليب الذاتية التي تعتمد على الملاحظة والتقدير الشخصي لترشيح الآباء ، والمدرسين ، والزملاء، ودراسة الحالة
وإن عملية الكشف والتعرف على الطلبة الموهوبين تمثل المدخل الطبيعي لأي مشروع أو برنامج يهدف إلى رعايتهم وإطلاق طاقتهم ، فهي عملية في غاية الأهمية لأنه يترتب عليها اتخاذ قرارات قد تكون لها آثار خطيرة ، فيصف بموجبها الطالب على أنه موهوب أو غير موهوب “.
وأكدت نتائج العديد من الدراسات والبحوث إلى أن هناك اتفاقًا عامًا حيث كلما تم اكتشاف الموهوبين والتعرف عليهم مبكرًا ، أمكن للمتخصصين في مجال رعايتهم توجيه الجهود وتعزيز الخبرات التعليمية الملائمة وإعداد أنسب الوسائل والإمكانيات حتى يتحقق للموهوبين أقصى قدر ممكن من النمو، وأن التأخر في كشف هذه الطاقات يؤدي إلى خسارة كبيرة محققة ، ويعرقل النمو الطبيعي لإمكاناتهم واستعداداتهم “.
وقد صنفت أساليب الكشف عن الموهوبين إلى:
أ- الطرق اللا موضوعية (الاختبارات):
وهي مقاييس موضوعية معينة تمتاز بدرجة عالية من الصدق والثبات ومنها الاختبارات المستخدمة في التقييم الموضوعي.
ب -الطرق الذاتية ( اللا اختبارية ):
وهي مقاييس أقل موضوعية غير رسمية وتعتمد هذه الطريقة على السيرة الشخصية والتعاريف والملاحظة .
وسوف يتم التطرق إلى الأساليب التي استخدمت في اكتشاف الموهوبين مع بيان
الإيجابيات والسلبيات لكل طريقة على ضوء الدراسات التي تعرضت لهذه الأساليب:-
أولاً: اختبارات الذكاء:
تستخدم الاختبارات منذ بداية وجودها في أوائل هذا القرن حتى الوقت الحاضر كأهم الوسائل الموضوعية في التعرف على الموهوبين واكتشافهم وهي الاختبارات التي تقيس قدرة الفرد العقلية بشكل عام ، وأن الذكاء ، يمثل أحد الأبعاد السياسية في تعريف الموهبة ، وأن
الاختبارات وسيلة لا غنى عنها في عملية تشخيص التفوق العقلي وأنها ظلت لفترة طويلة
محكًا وحيدًا للكشف عن الموهوبين والمتفوقين وأن اختبارات الذكاء من الاتجاهات
العالمية المستخدمة في اكتشاف الموهوبين، وأكدت العديد من الدراسات أن الطلاب الذين تم
اختيارهم على أساس نسبة الذكاء المرتفعة هم الأكثر شيوعًا حيث تراوحت نسبة الذكاء ما بين ( ١٣٠- ١٥٠) وأن الأطفال الموهوبين هم الأطفال الذين يستطيعون تحقيق أداء مرتفع في واحد أو أكثر في مجالات الذكاء أو الاستعداد الأكاديمي الخاص أو التفكير الإبداعي أو مهارة فائقة في الفنون الأدائية أو البصرية.
وأن كثيرًا من الباحثين اعتمدوا على نسبة الذكاء، كأساس لتصنيف الموهوبين إلى مستويات عليا ومتوسطة ودنيا”. على الجانب الآخر هناك العديد من الباحثين يعارضون استخدام اختبارات الذكاء على أهمية اكتشاف الموهوبين حيث أكدت دراسة استخدام عدة محكات لاكتشاف الأطفال الموهوبين والمتفوقين وذلك انسجامًا مع الاتجاهات الحديثة في نظرية الذكاء ومفهوم الموهبة، حيث لم يعد مقبولً ذلك الاتجاه التقليدي الذي يساوي بين الموهبة والذكاء فكلما تنوعت مصادر البيانات قلت نسبة الخطأ في اختيار الموهوبين.
وأن من بين الانتقادات الموجهة لمقاييس الذكاء أنها متحيزة ثقافيًا وطبقيًا ، وتؤكد بعض الدراسات من عدم جدوى وكفاية اختبارات الذكاء والقدرات العقلية والاختبارات التحصيلية في تحديدها للأطفال الموهوبين والمتفوقين ، فحصول الفرد على معدل عال في اختبار الذكاء لا يعني أن لديه موهبة وقدرات ابتكاريه لأن الارتباط بين الذكاء ، والموهبة أو الإبداع ضعيف
وأنه بغض النظر عن الجدل الذي لم يتوقف حول طبيعة الذكاء وأساليب قياسه من جهة واستخدام هذه الأساليب في التعرف على الأطفال الموهوبين والمتفوقين من جهة أخرى فإن مقاييس الذكاء المعروفة تبقى مثيرة للجدل في الدوائر العلمية والأكاديمية إلى أن يتم التوصل إلى مقاييس أكثر فاعلية وصدقًا من مقاييس الذكاء.
أن اختبارات الذكاء تم تصنيفها إلى:
أ) اختبارات الذكاء الفردية: وهي أفضل طريقة ولكن تتطلب وقتًا طويلا لتطبيقها كما أنها ليست طريقة عملية للكشف عن المواهب ، خاصة في المدارس التي ليس لها عدد كاف من المختصين في علم النفس، ومن هذه الاختبارات (الاختبارات اللغوية الفردية لبينيه ) و(الاختبارات الأدبية لآرثر ) و( الاختبارات شبه الأدبية لوكسلر ) .
ب) اختبارات الذكاء الجمعي: وهي مفيدة في إعطاء فكرة عامة عن الأطفال لأنها تعد وسيلة عملية ومفيدة لأغراض المسح المبدئي لأعداد كبيرة من الأطفال، ويؤخذ عليها أنه ينقصها التفاعل الفردي بين الفاحص والمفحوص ،إلى جانب أنها أقل ثباتا من الاختبارات الفردية ومن بينها اختبارات رافن للمصفوفات المتتابعة، واختبار أوتيس- لينون للمقدرة العقلية ،واختبار كاليفورنيا للنضج العقلي،
أكد الكثير من الباحثين أن الاختبارات الفردية أفضل من الاختبارات الجمعية في تقدير وتشخيص القدرات العقلية لكل طفل على حده وبدقة “.
ثانيًا: اختبارات التحصيل الأكاديمي:
تعد هذه الاختبارات من أكثر الوسائل شيوعا في التعرف على الموهوبين بعد اختبارات الذكاء على أساس أن ارتفاع معدل التحصيل يعد مؤشرا قويا على تفوق الطفل وموهبته وسرعة فهمه واستيعابه، وأن القدرة التحصيلية العامة تعد أحد الأبعاد الأساسية المكونة للموهبة ، كما تحدد اختبارات التحصيل الأكاديمي موقع التلميذ بالنسبة لأقرانه”، فالتلميذ يعد موهوبًا إذا ازدادت نسبة تحصيله الأكاديمي عن ( %٩٠ )
وعرف اختبارات التحصيل بأنها اختبارات لقياس قدرة الفرد في الحصول على المعلومات والخبرات المدرسية العامة بطريقة معينة ، والتي يعبر عنها عادة بنسبة مئوية “.
أن اختبارات التحصيل تعتبر من أكثر الطرق استخدامًا وشيوعًا في الولايات المتحدة، كما يستخدم في أكثر البلاد العربية وفي المملكة العربية السعودية، وقد أكدت العديد من الدراسات من أن التفوق في التحصيل الدراسي العام أو التحصيل الدراسي في كل من العلوم والرياضيات يعد ضمن محكات التعرف والكشف عن الموهوبين في المملكة العربية السعودية
ومن أهم الاختبارات التحصيلية المقننة ما يلي:
– اختبار كاليفورنيا للتحصيل ويستخدم لقياس التحصيل من الصف الأول إلى الصف الثالث ثانوي في مجالات مفردات القراءة والفهم والاستدلال الحسابي واللغة .
– اختبارات جيتس للاستعداد للقراءة.
– اختبارات أيوا للمهارات الأساسية .
– اختبارات أيوا للقراءة الصامتة.
– اختبارات الاستعداد التحصيلي في الرياضيات واللغة والعلوم.
ورغم هذا فهناك العديد من الانتقادات على الاختبارات التحصيلية كمحك للموهبة
حيث وجد أن هناك أطفالاً موهوبين وعلى مقدرة عقلية كبيرة ولكنهم يفتقرون إلى القدرة على التحصيل أو إظهار مواهبهم في الاختبارات التقليدية
وأن من الباحثين شكك في قدرة الاختبارات التحصيلية الحالية على تحديد ما يمتلكه الفرد من مهارات وإمكانات وقدرات.
ومن أهم سلبيات اختبارات التحصيل :
أنها تقوم في الغالب على الحفظ والاستظهار والاستيعاب للمعلومات ولذلك فهي لا تقيس في الغالب إلا جانب القدرة على التذكر واسترجاع المعلومات .
– أن وسيلة التقويم للتحصيل الدراسي هي الامتحانات المدرسية، وهي منخفضة الصدق
والثبات، لارتباطها بتقدير المدرس التي قد تتفاوت من مدرس إلى آخر.
– أن التحصيل الدراسي مبني على المنهج المدرسي المصمم حسب مستوى غالبية تلاميذ الصف، ولذلك لا يجد الموهوب فيه تحديًا لقدراته واستعداداته فيؤثر ذلك في دافعيته ويخفض من مستوى أدائه .
– إن هناك عوامل أسرية واجتماعية واقتصادية قد تؤثر في مستوى تحصيل التلميذ الموهوب رغم ما يملكه من استعدادات وقدرات .
ثالثًا: اختبارات الإبداع ( التفكير الابتكاري ) :
تعد مقاييس الإبداع أو التفكير الابتكاري من المقاييس المناسبة لتحديد القدرة الإبداعية لدى المفحوص، وأن المفحوص يعد مبدعًا إذا حصل على درجة عالية في هذه المقاييس، كما يعد الفرد موهوبًا ، إذا تميز عن أقرانه المناظرين له في العمر الزمني في قدرته الإبداعية ، كما يعد التفكير الإبداعي مؤشرًا أساسيًا على الموهبة .
أن من أمثلة الاختبارات التي تقيس التفكير الإبداعي أو الإبداع مايلي:
– اختبارات جيلفورد للمقدرة على التفكير الإبداعي لعام ( ١٩٦٥ م ) .
– اختبارات تورانس للتفكير الإبداعي لعام ( ١٩٧٣ م ).
– اختبارات جتيزلز وجاكسون لعام ( ١٩٦٢ م ) .
– اختبارات والاس وكوجان لعام( ١٩٦٥ م ).
قد تباينت وجهات النظر حول مفهوم الإبداع فنجد من ينظر للإبداع كعملية ومن ينظر إليه كناتج ومن ينظر إليه من خلال سمات شخصية للمبدعين ومن ينظر إليه من خلال العوامل والظروف البيئية والتي تساعد على نمو الإبداع، ونتيجة لتعدد الاختبارات المستخدمة في قياس الإبداع، وأن هذه الاختبارات تحتاج إلى إعادة صياغة في محتواها العام والخاص مما يتطلب إعادة تقنينها حتى يمكن تطبيقها على عينات مختلفة من الطلاب.
ومن أهم الانتقادات الموجهة لاختبارات الإبداع : أن معظم الاختبارات المستخدمة في قياس الإبداع في البيئة العربية اختبارات معربة ليست لها معايير ثابتة في تصميمها وأن مفهوم الإبداع يختلف باختلافات الثقافات“،
و أنها اختبارات تبين ذكاء الأطفال الموهوبين ذوي القدرات الخاصة وهذه الاختبارات يمكن أن تمدنا بأدلة أكثر على الموهبة التي يجب أن تنمو على الرغم من أهمية هذا النوع من الاختبارات إلا أن التطرق له من قبل المؤلفين محدود بشكل كبير.
ومن أهم هذه الاختبارات مايلي :
– اختبارات القدرة اليدوية.
– اختبارات المهارات الميكانيكية.
– اختبارات المهارات الكتابية.
– اختبارات المهارات الفنية.
رابعا: مقاييس السمات الشخصية :
أن مقاييس السمات الشخصية والعقلية من الأدوات المهمة في تشخيص قدرات الموهوبين التي تتعلق بالطلاقة والمرونة، والأصالة، وبالإضافة إلى سمات شخصية أخرى كقوة الدافعية، وقوة الإرادة، والاجتهاد، والطموح، والقدرة على الالتزام بأداء المهمات الصعبة، أنه زاد الاعتماد على مقاييس السمات والخصائص السلوكية كأحد محكات الكشف والتعرف على الموهوبين والمتفوقين بعد التأكيدات المتوالية في التعريفات الحديثة للموهبة على أهمية العوامل الدافعية (غير العقلية) كالحاجة إلى الإنجاز، والثقة بالنفس ، والطموح والسيطرة.
ومن أهم هذه الاختبارات : اختبار قياس سلوك وسمات الطالب المتفوق ويقيس هذا الاختبار أربعة جوانب هي:
القدرة على التعلم ، والدافعية ، والإبداع ، والقدرة على القيادة .
وقد أورد العديد من الانتقادات التي وجهت لمقاييس السمات الشخصية أهمها:
– أن عددًا من فقرات هذه المقاييس يتضمن أكثر من فكرة واحدة مما يجعلها تبدو طويلة ومركبة من عدة أبعاد وبالتالي قد لا تكون جميعها متوافرة لدى الطالب وقد لا تكون جميعها ملاحظة من قبل المعلم، إذ إن دقة التقدير وموضوعيته تتأثر بصياغة الفقرات ومحتواها.
– عمل المعلم قد يكون صعبًا فهو الوحيد الذي يقوم بوضع تقدير لكل فقرة، وهذا يتضمن ملاحظته لسلوك الطالب على مدى طويل.
خامسا: تقديرات المعلمين:
تعد ملاحظات المعلمين وأحكامهم على عدد من الفعاليات الصفية واللاصفية التي يقوم التلاميذ وسيلة مهمة لتشخيص الموهوبين وتميزهم عن بقية التلاميذ العاديين .
وأن من أهم مميزات هذه الطريقة أنها تأخذ في الاعتبار الصفات والسمات الشخصية المتميزة للطفل الموهوب والتي يمكن أن يلاحظها المعلم من خلال متابعة سلوك الطالب داخل الفصل وخارجه، كالمثابرة، والاجتهاد، والطموح، والانتباه والتركيز، والمشاركة في حل المشكلات، وأن لأحكام المعلمين قيمة كبيرة في الكشف عن الموهوبين في بعض المجالات التي تستلزم القرب والاحتكاك المباشر مع الطفل وبخاصة القيادة الاجتماعية ، والمجالات الفنية والأدبية.
ومع ذلك فقد لوحظ أن هذه الطريقة أقل صدقًا ودقة من الأدوات المعينة كالاختبارات والمقاييس، ويرجع ذلك إلى ما يشوب أحكام المعلمين أحيانًا من تحيزات قد تجعلهم أكثر تفضيلا للطفل العادي من الطفل الموهوب ، وقد يستبعد المعلمون كثيرًا من التلاميذ الموهوبين بسبب قصور فهمهم لمعنى الموهبة تارة و تارة بسبب نقصان تدريبهم على ملاحظة سلوك الموهوب ، وتارة أخرى بسبب ضيقهم مما يثيره هؤلاء التلاميذ من متاعب نتيجة تساؤلاتهم غير العادية والبعيدة عن توقعاتهم .
لذا فإنه من الضروري أن يتلقى المعلمون ضمن مقررات إعدادهم داخل كليات التربية مقررًا على الأقل عن الموهوبين والمتفوقين وخصائصهم وأساليب الكشف عنهم.
سادسا: ملاحظة الآباء:
تعد ملاحظات الوالدين لأبنائهم ذات أهمية خاصة في الكشف عن الأطفال الموهوبين في وقت مبكر على الرغم مما تتصف به في كثير من الأحيان هذه الطريقة بالمغالاة أن الوالدين يمثلان مصدرًا هامًا للحصول والتحيز ، على بعض المعلومات التي تسهم في التعرف المبكر على موهبة الطفل ، وما أكثر الناس احتكاكًا به وتفاعلا وقربًا منه ومن ثم ملاحظة لسلوكه في المواقف غير الرسمية والنواحي غير الأكاديمية ، كاهتمامات الطفل وميوله ، وتفضلاته الشخصية، رغم ذلك يؤخذ على ترشيح الوالدين أن حكمهما لا يخلو من الهوى الشخصي والذاتية لما في طبيعتهما من ميل وتحيز لأبنائهم، كما يفتقر بعض الآباء والأمهات إلى المعرفة والفهم الصحيحين لمعنى الموهبة، ومن ثم فقد يعتمدون على مؤشرات غير دقيقة في الحكم على الطفل فربما يبخسون قدر الموهبة الحقيقية المخالفة التي يتمتع أطفالهم لأنها لا تتفق مع مفهومهم أو طموحاتهم.
ومما سبق يجب أن تؤخذ نتائج كل طريقة من الطرق السابقة بحذر عند استخدامها كمحكاً لتحديد الأطفال الموهوبين، وأن لا يعتمد على واحدة منها كليًا بل ينظر على أنها واحدة من المعايير المختلفة التي تتم وفقًا لها عملية اكتشاف الطلاب الموهوبين وتحديدهم .
النظرية الحديثة في اكتشاف الموهوبين
نتيجة للانتقادات السابقة التي وجهت لاختبارات ومقاييس اكتشاف الموهوبين السابقة ظهرت بعض الأساليب الجديدة المتبعة عالميًا في الوقت الحالي في اكتشاف الموهوبين كبديل للاختبارات السيكومترية حيث تعتمد هذه الأساليب على تقييم أداء التلاميذ من خلال مجموعة من المهام والأنشطة العملية القائمة على اتجاه جاردنر– Grdner في النظرات المتعددة للذكاء والتعريفات الحديثة للموهبة.
وأنه نظرًا للتباين الملحوظ في الاتجاهات السابقة لأساليب اكتشاف الموهوبين لفت ذلك أنظار الباحثين إلى ضرورة استحداث وتطوير وسائل ومحكات تتميز بما يلي:
– سهولة استخدامها في اكتشاف الموهوبين وتحديدهم .
– معالجة أوجه القصور في المقاييس السيكومترية التقليدية .
– إمكانية استخدامها في كل الهيئات الثقافية .
نظرية الذكاءات المتعددة Multiple lntelligences theory Gardner ودورها في اكتشاف نظرية الموهوبين:
جاردنر Gardner- افترض أن مستوى ذكاء الفرد يمثل قوى عقلية ذاتية التحكم تعمل بصورة فردية أو بصورة منسجمة مع بعضها، ومن خلال مراجعته للأبحاث والدراسات السيكولوجية والبيولوجية والثقافية قام بصياغة قائمة تتضمن ٧ أنواع للذكاء تمثل منظورًا جديدًا للذكاء الإنجازي يختلف عن المنظور التقليدي والذكاءات السبعة هي :-
١–الذكاء اللغوي ٢- الذكاء المنطقي ٣-الذكاء المكاني ٤- الذكاء الجسمي الحركي
٥– الذكاء الموسيقي ٦- الذكاء الشخصي ٧- الذكاء الاجتماعي.
كما أضاف إلى أن هذه ٧ أنواع من الذكاء تعمل بصورة مستقلة وهذا يعني أن المستوى المرتفع في ذكاء معين لا يتطلب مستوى مرتفعًا مشابهاً في ذكاء آخر، كما وضح أن الأداء في الذكاءات السبعة يختلف عن الأداء في الاختبارات التقليدية حيث يعتمد الأداء في الذكاءات السبعة على المهام ، والأنشطة ، والمقابلات بينما تعتمد الاختبارات التقليدية على الورقة والقلم.
مما سبق يمكن القول إن نظرية الذكاء المتعددة قد أسهمت في إثراء أدبيات البحث العلمي المتعلق بالموهبة واكتشاف الموهوبين، كما انبثق عنها مجموعة من برامج التقييم التي استمدت دعائمها وركائزها من هذه النظرية .
وعدد أهم هذه البرامج فيما يلي:
– التقييم باستخدام تقدير حل المشكلة .
– التقييم باستخدام برنامج النموذج الموهوب .
– التقييم باستخدام مشروع الدعم لتأكيد وزيادة الموهبة .
– التقييم باستخدام برنامج ( DISCOVER )
وقد قام بإعداد هذا البرامج ميكر Maker في عام ( ١٩٩٥ م ) وقدَّمها لأول مرة في جامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية وتم تطبيقه على تلاميذ الصفوف الثالث والرابع والخامس، وكان نتيجة لهذا التطبيق ارتفاع معدل التعرف على التلاميذ الموهوبين في هذه
المدارس مقارنة باستخدام الاختبارات السيكومترية التقليدية.
المراجع:
جروان ، فتحي. ( ٢٠٠٤ م). الموهبة والتفوق والإبداع ط ٢، عمان: دار الفكر.
حسانين ، حمدي. ( ١٩٩٧ م). “الموهوبون- رؤية سلوكية- تصنيفهم خصائصهم النفسية–
طرق وأساليب رعايتهم” ، بحث منشور ، الرياض : مكتب التربية العربي لدول الخليج العربي
آل شارع ، عبد الله وآخرون .( ١٩٩٧ ). مخلص التقرير النهائي لبرنامج الكشف عن الموهوبين ورعايتهم ، الرياض: مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ، اللجنة الوطنية للتعليم. .
الزغبي، محمد سيد. ( ٢٠٠٣ م). مقدمة في التربية الخاصة، القاهرة: دار الفكر العربي.
الزهيري، إبراهيم. ( ٢٠٠٣ ). تربية المعاقين والموهوبين ونظم تعليمهم إطار فلسفي وخبرات علمية ط ١ ، القاهرة : دار الفكر العربي
القريطي ، عبد المطلب .( ٢٠٠٥ م). الموهوبون والمتفوقون خصائصهم واكتشافهم ورعايتهم، ط ١ ، القاهرة : دار الفكر العربي.
سيد، إمام. ( ٢٠٠١ م). “اتجاهات معاصرة في اكتشاف الأطفال الموهوبين والمتفوقين“، دراسة مقدمة للمؤتمر العلمي الخامس (تربية الموهوبين والمتفوقين المدخل إلى عصر – التميز والإبداع، في القاهرة، كلية التربية جامعة أسيوط، خلال الفترة ١٤، ٢٠٠٢ م. /١٢/١٥
أبو زيد، سمير. ( ١٩٩٧ م). “الطفل الموهوب” ، ورقة عمل مقدمة للمؤتمر العلمي الثاني (الطفل العربي الموهوب اكتشافه – تدريبه – رعايته )، في القاهرة، كلية رياض ٢2 أكتوبر ١٩٩٧ م . – الأطفال، خلال الفترة 31
الروسان ،فاروق والبطش ،محمد وقطامي ، يوسف .( ١٩٩٠ م). “تطوير صورة أردنية معدلة عن مقياس برايد للكشف عن الموهوبين في مرحلة ما قبل المدرسة” . مجلة دراسات، العدد الرابع، عمان .
زحلوق، مها. ( ١٩٩٧ م). “استراتيجيات العناية بالأطفال الموهوبين“، دراسة منشورة، كلية رياض الاطفال، في عامر، طارق ( ٢٠٠٧ م). دراسات في التفوق والموهبة ١٢٩ )، عمان: دار اليازوري العلمية
. – والابداع والابتكار(ص ص ١٢
الزهراني، مسفر. ( ١٤٢٤ ه). إستراتيجيات الكشف عن الموهوبين والمبدعين ورعايتهم بين الأصالة المعاصرة، مكة المكرمة : دار طيبة .
الزغبي، محمد سيد. ( ٢٠٠٣ م). مقدمة في التربية الخاصة، القاهرة: دار الفكر العربي.
القريطي ، عبد المطلب .( ٢٠٠٥ م). الموهوبون والمتفوقون خصائصهم واكتشافهم ورعايتهم، ط ١ ، القاهرة : دار الفكر العربي.
أبو نيان ، إبراهيم والضبيان ، صالح. ( ١٩٩٤ م). ” أساليب وطرق اكتشاف الموهوبين في المملكة العربية السعودية “. بحث مقدم لندوة أساليب اكتشاف الموهوبين ورعايتهم في التعليم الأساسي بدول الخليج العربي، في دبي: الناشر مكتب التربية العربي لدول الخليج ١٩٩٧ م . /٩/٢١- العربي، خلال الفترة
الخليفة ، عمر .( ٢٠٠٠ م). هل الطفل آية متخلف عادي أم موهوب. مجلة الطفولة العربي،العدد الثاني، الكويت .
علام، صلاح الدين .( ٢٠٠٠ م). القياس والتقويم التربوي والنفسي أساسياته وتطبيقاته وتوجيهاته المعاصرة، القاهرة: دار الفكر العربي
الدريني ، حسين.( ١٩٩١ م). الإبداع وتنميته ، القاهرة: المركز القومي للبحوث.
الشهراني، فيصل .( ١٤٢٣ ه). إسهامات الإدارة المدرسية في اكتشاف ورعاية الطلاب
الموهوبين – دراسة ميدانية من وجهة نظر مديري المدارس الابتدائية والمشرفين التربويين بمحافظة بيشة . رسالة ماجستير غير منشورة . كلية التربية ،قسم الإدارة والتخطيط التربوي، جامعة أم القرى.
Davis,G&RimmS.(٢٠٠٤). Education of Thegift Talented (٣rd ed),
Englewood Gliffs ,NJ : Prentice Hall.