الإعاقة السمعية :
مقدمة
تحتل حاسة السمع أهمية بالغة في عمليات الإدراك الحسي والاتصال والتواصل، وبفقد الإنسان هذه الحاسة، لا يمكنه الاتصال أو التواصل إلا بلغة بديلة كالإشارة مثلاً، والتي قد يتقبلها الأفراد السامعون الناطقون؛ لأنها ليست لغتهم وتعلم هذه اللغة يحتاج إلى وقت وتقبل وصبر وللسمع أهمية عظيمة في حياة الإنسان إذ أنه يسمع عن طريق الكلام فيستطيع عن طريقه التفاهم مع الناس، ويستطيع التعلم والتثقيب، والتمييز بين الكثير من أحداث الحياة، وتحديد أماكن الأشياء من حيث قربها أو بعدها دون الحاجة للرؤية، ويميز بين الأصوات فيحمي نفسه من مصادرها إذا كانت ضار ة. وعلي الر غم من أهمية جميع الحواس في عملية الاتصال والتعلم والنمو، إلا أن حاسة السمع تعتبر أهم هذه الحواس فمن خلالها يتمكن الإنسان من تعلم اللغة
ويتطور اجتماعياً وانفعالياً ويعي عناصر بيئته وتظهر أهمية حاسة السمع جلية في القرآن الكريم عند حديثه سبحانه وتعالى عن حاسة السمع والبصر كان جل شأنه يقدم السمع على البصر في الآيات التي ذكرت في القرآن الكريم، كما في قوله تعالى “والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع
والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ” (سورة النحل آية : 78 )، وقوله “إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ً” (سورة الإسراء آية : 36 )، وكذلك قوله جل شأنه “وهو الذي أنشأ لكم .( السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون” (سورة المؤمنون آية: 78).
أولا: نبذة تاريخية عن الاهتمام بذوي الإعاقة السمعية:
عرف الإنسان الإعاقة السمعية ضعف السمع والصمم (منذ قديم الزمان، و لقد ورد في القرآن الكريم قوله ﴿ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 171] وقوله: ﴿ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ ﴾ [البقرة: 7]. وتفيد السير المتعلقة بهذه بأن الاهتمام بتربية الصم قد ظهر بعد القرن الخامس عشر الميلادي، وقد كان المعوقون سمعيا أول الأشخاص ذوي الحاجات الخاصة الذين قدمت لهم الخدمات التربوية التأهيلية وتمثل ذلك في مدرسة الصم التي أسسها راهب إسباني يدعى ديون ( (de Leonعام(1578م ( وفي القرن الثامن عشر بدأت تظهر المدارس والمؤسسات الخاصة في أنحاء مختلفة من أوربا. وفي تلك الحقبة الزمنية كان معلمو الصم والبكم رجال الدين معروفين أو رجالا دفعهم العامل الديني لمساعدة هؤلاء الأفراد وكانت غايتهم الاساسية مساعدة الصم والبكم على اكتساب المفاهيم الدينية والأخلاقية، وكانت الخدمات تقدم لأبناء الأسر الغنية فقط ولذلك كان المعلمون يحتفظون بسر المهنة لأنفسهم.
وقد سادت في أوربا مدرستان فكريتان في تعليم الصم:
المدرسة الأولى في تعليم الصم وكان من دعاة هذه المدرسة الالماني هينكي (Samuael Heincke) والبريطاني بريدود (Thomas Braidwood).
وفي الولايات المتحدة الامريكية أنشئت المؤسسة الامريكية لتعليم الصم والبكم عام (1817م) وذلك على يد توماس جالوديت (Thomas Gallauaudet)
وفي القرن التاسع عشر تواصلت الجهود لإنشاء مدارس ومؤسسات يديرها القطاع الخاص والقطاع الحكومي، وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر أصبح التركيز في تربية المعوقين سمعيا على تعليم الكلام والقراءة الشفاه واللغة اليدوية (لغة الإشارة وتهجئة الأصابع)
كان من رواد التربية الخاصة الصم في أمريكا الكساندر جراهام بل (Alexander Graham Bell ) وهو مخترع جهاز الهاتف.
وفي القرن العشرين أصبح وبإمكان المعوقين سمعيا الدراسة في المؤسسات الخاصة. واخيرا الاتجاهات الجديدة لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة ومن ضمنهم ذوو الاعاقة السمعية
ثانياً: نسبة انتشار الإعاقة السمعية:
أثبتت الدراسات المسحية التي أجريت لتحديد انتشار الإعاقة السمعية في عدد من المجتمعات المختلفة أن هذه العملية تعاني من صعوبات عديدة، تتمثل في كون أساليب التقييم غير دقيقة أو غير كافية، وفي كون العينات غير ممثلة، والافتقار إلى معايير ثابتة لتحديد مستوى الفقدان السمعي وتقدر منظمة الصحة العالمية عدد المعوقين سمعياً في العالم بحوالي (821) مليون نسمة؛ أي بنسبة (2.2 ٪) أما في الدول الغربية فلقد أشارت الدراسات أن حوالي (5٪) من طلاب المدارس لديهم ضعف سمعي ما، إلا أن هذا الضعف لا يصل إلى مستوى الإعاقة. أما بالنسبة للضعف السمعي الذي يمكن اعتباره إعاقة سمعية فتقدر نسبة انتشاره (1.5%)، وتقدر نسبة انتشار الصم بحوالي(1.5%) أما في الدول العربية فإنه لا توجد إحصاءات دقيقة وشاملة عن انتشار الإعاقة السمعية، وتجاهل هذه الإحصاءات في معظم هذه الدول يدل على أن مشكلة الإعاقة السمعية لم تطرح نفسها كقضية اجتماعية تستحق التعامل معها على أساس من التخطيط الجيد لها لمواجهتها. مواجهة بشكل علمي، وإنما تواجه الآن بأسلوب جزئي ، بينما في المملكة الأردنية الهاشمية، فإن الإعاقة السمعية تقع في المرتبة الثانية من حيث الانتشار، حيث بلغ عدد المصابين بالإعاقات السمعية حوالي (5111 ) شخصا ، وتشكل الإعاقة السمعية نسبة ( 8٪) من مجموع الإعاقات الأخرى وفقاً لإحصاءات عام 2011 وهناك دراسات تشير ان ما لا يقل عن (58 %) من الصم يتزوجون من صم أخرين وتشير نتائج قام بها (ليفين) أن 58 % من الاختصاصين لا يتوفر لديهم أي تدريب خالص كما أن (9%) منهم لا يجيدون استخدام الإشارة وتشير الدراسات الى ان(8% ) من الاطفال في سن المدرسة يعانون من مشكلات سمعيه ولكنهم لا يحتاجون الى خدمات تربوية.
ثالثا: تعريفات الإعاقة السمعية – الصم:
أوصى مؤتمر البيت الأبيض عن صحة الطفل والذى عقد عام 1998م ؛ بالتعاريف التالية:
وهم أولئك الذين يولدون فاقدين للسمع تماماً بدرجة تكفى لإعاقة الأطفال الصم بناء الكلام واللغة. أو هم الأطفال الذين يفقدون السمع في مرحلة الطفولة المبكرة قبل تكوين الكلام واللغة، بحيث تصبح القدرة على الكلام وفهم اللغة من الأشياء المفقودة بالنسبة لهم. وهم أولئك الأطفال الذين تكونت لديهم مهارة :Hard of Hearing.ضعاف السمع الكلام والقدرة على فهم اللغة، ثم تطورت بعد ذلك الإعاقة السمعية، مثل هؤلاء الذين يكونون على وعى بالأصوات.
كما تم تعريف الصم كالتالي:
– التلميذ الأصم: هو التلميذ الذى يعانى من فقدان في السمع يصل إلى (57 ديسبل) فأكثر بدرجة تجعله لا يستطيع فهم الكلام المنطوق.
– التلميذ ضعيف السمع: هو التلميذ الذى يشكو من ضعف في حاسة السمع يتراوح ما بين (17 ديسبل) وأقل من(57 ديسبل)، ويمكنه أن يستجيب للكلام المسموع استجابة تدل على ادراكه لما يدور حوله، بشرط أن يقع مصدر الصوت في حدود قدراته السمعية.
ويقصد بالإعاقة السمعية تلك المشكلات التي تحول دون أن يقوم الجهاز السمعي عند الفرد بوظائفه، أو تقلل من قدرة الفرد على سماع الأصوات المختلفة، وتتراوح الإعاقة السمعية في شدتها من الدرجات البسيطة والمتوسطة التي ينتج عنها ضعف سمعي إلى الدرجات الشديدة جدا والتي ينتج عنها صمم.
وقد تم تقسيم تعريفات الإعاقة السمعية – الصم كالتالي:
1- تعريف الموسوعات النفسية والاجتماعية والطبية للصم:
– إصابة الشخص بعاهات سمعية بحيث تصل نسبة فقد السمع إلى حوالي ٥٠ ٪ أو أكثر ولا ينتفع الصم بحاسة سمعهم لأغراض الحياة العادية.
– أو هو نقص أو تعويق حاسة السمع بصورة ملحوظة لدرجة أنها تمنع أو تعوق الوظيفة السمعية وبالتالي نجد أن حاسة السمع لا تكون الوسيلة الأساسية في تعلم الكلام واللغة.
– أو هو قدرة محدودة على سماع الأصوات خلال المدى العادي للسمع ,فإذا كان ثمة صمم للذبذبات العالية فقط في الكلام العادي نكون بإزاء صمم التردد المرتفع.
– أو هو الغياب الجزئي أو الكلي أو الفقدان الكامل لحاسة السمع.
2- تعريف من المنظور التربوي:
يركز المفهوم التربوي للإعاقة السمعية علي العلاقة بين فقدان السمع وتعلم اللغة والكلام، وقد عرف الإعاقة السمعية بأنها خلل وظيفي في عملية السمع نتيجة للأمراض أو لأي أسباب أخرى يمكن قياسها عن طريق أجهزة طبية، ولذلك فهي تعوق اكتساب اللغة بالطريقة العادية.
أن الشخص المعاق سمعياً هو من منذ ولادته أو قبل تعلمه الكلام إلي درجة تجعله – حتى مع استعمال المعينات السمعية – غير قادر علي سماع الكلام المنطوق، ومضطراً لاستخدام الإشارة أو لغة الشفاه أو غيرها من أساليب التواصل.
ويركز أيضا المنظور التربوي علي العلاقة بين فقدان السمع وبين نمو الكلام واللغة، فالأطفال الصم الذين لا يستطيعون تعلم الكلام واللغة إلا من خلال أساليب تعليمية ذات طبيعة خاصة وقد أصيبوا بالصمم قبل تعلم اللغة أما ضعاف السمع فهم الأطفال الذين يتعلمون الكلام واللغة بالطريقة النمائية العادية أو أصيبوا بالإعاقة السمعية بعد ، تعلم اللغة ويعني ذلك أن الطفل الذي افتقد السمع منذ ولادته يكون له خصائص وصفات يختلف فيها عن الطفل الذي افتقد حاسة السمع بعد تعلم الكلام ، فالطفل المحروم من حاسة السمع منذ الميلاد لم تتكون لديه أية معلومات عن البيئة التي يعيش فيها، وبالتالي فإنه يعيش في عالم صامت خالٍ من الأصوات – بعكس الطفل الذي حرم من حاسة السمع بعد نمو اللغة عنده في أي مرحلة، فإنه قد تكونت لديه خبرات تساعده علي أن يكون أكثر توافقا واندماجا مع من يحيطون به عن الآخر.
والإعاقة السمعية هي مستويات من الضعف السمعي تتراوح بين ضعف سمعي بسيط، وضعف سمعي شديد جداً، وخلافاً لاعتقادات البعض بأن الضعف السمعي ظاهرة يعاني منها الكبار في السن فقط، تؤكد الإحصائيات على أن مشكلات سمعية متنوعة تحدث لدى الأطفال والشباب، ولذلك يصف كثيرون الإعاقة السمعية بأنها إعاقة نهائية، بمعنى أنها تحدث في مرحلة النمو
أو تعرف بأنها تلك المشكلات التي تحول دون أن يقوم الجهاز السمعي عند الفرد بوظائفه أو تقلل من قدر ة الفرد على سماع الأصوات المختلفة، وتتراوح الإعاقة السمعية في شدتها من الدرجات البسيطة والمتوسطة التي ينتج عنها ضعف سمعي إلى الدرجة. الشديدة جداً، والتي ينتج عنها الصمم
وتعرف أيضا الإعاقة السمعية بأنها فقد حاسة السمع لأسباب وراثية أو فطرية أو مكتسبة سواء منذ الولادة أو بعدها الأمر الذي يعيق تعلم خبرات الحياة مع أقرانه العاديين وتحول بينه وبين متابعة دراسته ويتعذر عليه أن يستجيب استجابة تدل علي فهمه الكلام المسموع لهذا فهو في حاجة ماسة إلى تأهيل يناسب قصوره الحسي وحيث أن الإعاقة تشمل الصمم الكلي بالإضافة إلي الصمم الجزئي (ضعف السمع ) فإن إيضاح مفهوم الإعاقة السمعية يقتضي بالتالي إيضاح مفهومي الصمم وضعف السمع كالتالي:
1- مفهوم الصمم:
قد تناول مؤتمر البيت الأبيض لصحة الطفل وحمايته الأشخاص ذوى الإعاقة السمعية بأنهم:
أ- أولئك الأشخاص الذين يولدون ولديهم فقدان سمع مما يترتب عليه عدم استطاعتهم تعلم اللغة والكلام
ب – أولئك الأشخاص الذين أصيبوا بالصمم في طفولتهم قبل اكتساب اللغة والكلام
ج- أولئك الذين أصيبوا بالصمم بعد تعلم اللغة والكلام مباشرة لدرجة أن آثار التعلم قد فقدت بسرعة.
ويمكن تعريفه كالتالي : أن الأطفال الصم هم الأشخاص الذين يعانون من نقص أو إعاقة في حاستهم السمعية بصورة ملحوظة، لدرجة أنها تعوق الوظائف السمعية لديهم، ، وبالتالي فإن تلك الحاسة لا تكون الوسيلة الأساسية في تعلم الكلام واللغة لديهم.
ويقصد بالصمم حدوث إعاقة سمعية على درجة من الشدة، بحيث لا يستطيع معها الفرد أن يكون قادراً على السمع، وفهم الكلام المنطوق، حتى مع استخدام معين سمعي، ويقسم الصمم على أساس الوقت أو المرحلة التي حدث فيها فقدان السمع إلى نوعين كما يرى وهما كالآتي:
أ- الصمم الولادي: وهم الأفراد الذين ولدوا وهم مصابون بالصمم السمعية لديهم
ب-الصمم العارضي : يوصف به الأفراد الذين ولدوا بقدرة سمعية عادية، ولكن لم تعد الحاسة تقوم بوظيفتها بسبب حدوث مرض أو إصابة.
وينقسم الصمم إلى قسمين:
أ- صمم ما قبل اللغوي : يعتبر الصمم قبل لغوي إذ حدثت الإعاقة السمعية مبكراً وقبل تطور الكلام واللغة
ب- صمم ما بعد اللغوي : إذا حدث الصمم بعد أن تكون المهارات الكلامية واللغوية قد تطورت فهو يعرف بالصمم بعد اللغوي.
وهناك اختلافاً في معظم تعريفات مفهوم الصمم، فمنهم من يأخذ المنحنى التربوي ومنهم من يأخذ منحنى طبي ومنهم من يخلط ما بين الجانب التربوي والطبي، أن الصمم “هو إعاقة سمعية شديدة تتراوح شدتها من ( 70 ديسبل – 110 ديسبل ) نتجت عن إصابة الجهاز السمعي وبالتحديد الأذن الداخلية أو الوسطى، أو كلاهما، ويعزى الصمم إلى أسباب بيئية أو وراثية، ويؤدي الصمم إلى عدم القدرة على السمع وتفسير الكلام المنطوق بالشكل . الصحيح حتى لو استخدم معينة سمعية
2– مفهوم ضعف السمع:
عرف بعض الباحثين في مؤتمر البيت الأبيض لصحة الطفل وحمايته الأشخاص ضعاف السمع بأنهم أولئك الأطفال الذين تكون قد تكونت لديهم مهارة الكلام والقدرة علي فهم اللغة، ثم تطورت لديهم بعد ذلك الإعاقة في السمع – مثل هؤلاء الأطفال يكونون علي وعي بالأصوات ولديهم اتصال عادى – أو قريب من العادي – بعالم الأصوات الذي يعيشون فيه ولكن عارض ذلك مؤتمر مديري المدارس الأمريكية للأطفال الصم وذكروا أن ضعاف السمع هم الأطفال الذين تكون حاسة السمع لديهم رغم أنها قاصرة إلا أنها تؤدى وظائفها باستخدام المعينات السمعية أو بدون استخدام هذه المعينات.
3– تعريف من المنظور الطبي:
يتعلق المفهوم الطبي للإعاقة السمعية بالعجز والتلف السمعي نتيجة لسبب عضوي ولادى أو مكتسب، وفيما يلي عرضاً لمفهومي الصمم والضعف السمعي من الناحية الطبية
1- مفهوم الصمم:
يشير ستارك وكذلك روس وجيولاز إلي أن الأصم هو من تعدت لديه عتبة الحس على جهاز الأديوميتر(*) السمعي 90 ديسيبل Decibel القناة السمعية وحدها بل لابد من اللجوء إلي القنوات الحسية الأخرى كالبصر، واللمس، والإحساسات العميقة، وتم وصف الذين لا يسمعون بكلتا الأذنين، وتكونان غير قادرتين تماماً علي الاستقبال أو التعامل مع الأصوات البشرية حتى مع أقصي درجة في التكبير السمعي، وأن الصم هم أولئك الذين تعطل لديهم المجال السمعي نتيجة ظروف طبيعية ولادية أو مكتسبة بيئية وبالتالي فإنهم فقدوا القدرة السمعية، حتى مع استعمال معينات في أقصي حدودها التكبيرية.
2- مفهوم ضعف السمع:
– يعرف بأنه ذلك الشخص الذي فقد جزءاً من سمعه بالرغم من أن حاسة السمع لديه تؤدى وظيفتها، ولكن بكفاءة أقل ويصبح السمع لديه عادياً عند الاستعاضة بالأجهزة السمعية.
– يعرف بأنه هو الشخص الذي يعجز سمعه بمقدار فقد في استخدام أداة سمعية، بمعني أنه مازال يستطيع فهم الكلام عن طريق الأذن ولكن بصعوبة.
-يعرف بأنه فقدان سمعي يبلغ من الشدة درجة يصبح معها التعليم بالطرائق العادية غير ممكن وغير مفيد، وبالتالي فلابد من تقديم البرامج إلي المفحوص خلال سماعة ويطلب الفاحص منه أن يشير بإصبعه متى سمع الصوت ومتى لم يسمعه، ثم يتم تسجيل ذلك علي ورقة تسمي إديوجرام وبذلك يتم تحديد درجة القصور السمعي ، وتكون درجة الفقدان السمعي لدى ضعاف السمع تتراوح بين (26 -89 ديسيبل).
واغلب شكاوي ضعاف السمع تكون نتيجة للمعاناة من ضعف في السمع بالأذنين علي آلا تقل درجة فقدانه في الأذن الأحسن سمعاً عن 40 وحدة سمعية أو أكثر، وذلك يخرج عن نطاق تقدير كل مصاب بضعف أو صمم في أذن واحدة فقط مهما كانت درجته.
رابعا: المؤشرات السمعية التي تدل على وجود مشكلة في السمع:
يمكن للقريبين من الطفل كالأسرة والمعلمين ملاحظة بعض المؤشرات التي تصدر عن الطفل وتدل على وجود مشكلة سمعية لديه وهذه المؤشرات هي:
1- صعوبة فهم التعليمات
2- ألم في الأذنين بشكل متكرر
3- صوته مرتفع كثيرا أو منخفض كثيرا
4- يخرج سائل من أذنيه
5- يتنفس من الفم
6- تلتهب اللوزتين بشكل متكرر
7- التوتر والارتباك عند الحديث مع الآخرين
8- يدير رأسه إلى أحد الجانبين لسمع الشخص الذي يتحدث معه
9- صعوبة التركيز والانتباه
10 – يميل إلى الانسحاب الاجتماعي
11- أداؤه على الفقرات اللفظية في الاختبارات أقل بكثير من أدائه على الفقرات غير اللفظية
12- عدم الاتجاه بسرعة إلى مصدر الصوت وإنما يميل إلى الاستكشاف عندما ينادى من قبل الآخرين.
13- يطلب من الآخرين إعادة ما يقوله بشكل متكرر
خامسا : مستويات السمع:
ويمكن الإشارة الى ان الديسبل هى: وحدة قياس شدة الضوء طبيعي، درجة السمع (27 ديسبل).
1- إعاقة طفيفة (Slight) : درجة السمع بين(27 و 07 ديسبل).
2- إعاقة متوسطة (Mild ): درجة السمع بين(07 و 77 ديسبل).
3- إعاقة ملحوظة (Moderate) : درجة السمع بين (77 و 57 ديسبل).
4- إعاقة شديدة ( Severe ) : درجة السمع بين(57 و 97 ديسبل).
5- إعاقة تامة ( Profound ) : درجة السمع( 97 ديسبل فما فوق).
سادسا: شدة الإعاقة: انما هي نتاج لشدة الضعف في السمع وتفاعله مع عوامل اخرى أهمها:
1- العمر عند فقدان السمع.
2- العمر عند اكتشاف الفقدان السمعي ومعالجته.
3- المدة الزمنية التي استغرقها حدوث الفقدان السمعي.
4- نوع الاضطراب الذي ادى الى فقدان السمع. فاعلية ادوات تضخيم الصوت.
5- الخدمات التأهيلية المقدمة.
6- العوامل الاسرية والقدرات التعويضية او التكيفية.
7- الشخص الاصم هو الشخص الذي تحول إعاقته السمعية دون فهمة للكلام عن طريق حاسة السمع وحدها سواء باستخدام السماعة الطبية او بدونها. اما الشخص ضعيف السمع فهو الشخص الذي يعاني من صعوبات في السمع.
سابعا: أسباب الإعاقة السمعية:
تقسم أسباب الإعاقة السمعية إلى مجموعتين رئيسيتين من الأسباب:
1- أسباب وراثية:
تؤدي إلى الصمم الوراثي الذي يتضمن فقدان السمع بدرجة حادة ويكون قابل للعلاج، ومن بين العوامل الجينية التي قد ينتج عنها الصمم ما يطلق عليها زملة أعراض (تريتشر وارنبرج) وزمالة أعراض.
2- أسباب ما قبل الولادة:
أ – إصابة الأم الحامل ببعض الفيروسات أثناء الحمل مثل الحصبة الألمانية والإصابة بالزهري والتهاب أغشية الدماغ للطفل داخل الرحم.
ب -استخدام بعض العقاقير التي قد يترتب على استخدامها وجود إعاقة في السمع من جراء وبعض استخدام هذه العقاقير ومنها : Streptomycin Kanomycin- Neomycin وقد تسبب إصابة خلايا القوقعة في الأذن بالتلف وهذه Mgcin العقاقير الأخرى من مجموعة العقاقير تؤثر على الجنين أثناء الحمل عند الأم , وتؤثر أيضا على الطفل حديث الولادة وكذلك الشخص الراشد
ت -هناك أسباب تحدث أثناء الولادة منها إهمال الطبيب للأم، الولادة قبل الميعاد ( المبتسرة ) إصابة مخ الطفل بتريف أثناء الولادة، نقص الأكسجين في الدم أثناء الولادة يؤدي إلى تلف بخلايا المخ.
3- أسباب ما بعد الولادة
إصابة الطفل ببعض الأمراض خصوصاً في السنة الأولي من حياته مثل الحميات الفيروسية والميكروبية كالحمى الشوكية أو الالتهاب السحائي والحصبة والتيفود والأنفلونزا والحمى القرمزية والدفتريا، ويترتب علي هذه الأمراض تأثيرات مدمرة في الخلايا السمعية والعصب السمعي . وتعتبر الحصبة الألمانية أكثر الأسباب الولادية شيوعاً مسببة للضعف أن الصمم يحدث في حوالي ثلث الأطفال Martin السمعي والصمم، فقد ذكر مارتن المصابين بالحصبة الألمانية، وأشار نفس المؤلف إلي أن القضاء علي الحصبة الألمانية . يقضي علي خمس حالات من الصمم الولادى وهناك أنواع أخرى من الأمراض تؤدى إلى ظهور العديد من الاضطرابات السمعية كالتهاب الأذن الوسطي الذي يشيع بين الأطفال في سن مبكرة، وأورام الأذن الوسطي أو تكدس بعض الأنسجة الجلدية بداخلها
-يحدث في بعض الحالات أن يتأثر الجهاز السمعي لدى الطفل نتيجة لوجود بعض الأشياء الغريبة داخل الأذن أو القناة الخارجية مثل الحصى والخرز والحشرات والأوراق وغيرها وكذلك نتيجة لتراكم المادة الشمعية أو صملاخ الأذن في القناة السمعية مما يؤدى إلي انسداد الأذن، فلا تسمح بمرور الموجات الصوتية بدرجة كافية، أو يؤدى وصولها مشوهة إلي طبلة الأذن.
– وتمثل الحوادث التي تصيب الفرد سواء في الرأس أو الأذن واحدة من العوامل البيئية العارضة التي تؤدى إلي إصابة بعض أجزاء الجهاز السمعي كإصابة طبلة الأذن الخارجية بثقب وحدوث نزيف في الأذن نتيجة آلة حادة أو لطمة أو صفعة شديدة أو التعرض لبعض الحوادث، كحوادث السيارات والسقوط من أماكن عالية، ويذكر شاك نكت أن صدمة الرأس التي تكفي لإذهاب الوعي عن الطفل يمكنها أن تسبب ارتجاجاً في القوقعة وينتج عنها ضعف سمعي .
– وكذلك من أسباب ضعف السمع تؤدي إلي التهابات الجهاز التنفسي العلوي مثل التهابات الأنف والجيوب الأنفية والحلق واللوزتين وا للحمية، والحنجرة والبلعوم الأنفي بقناة استاكيوس مما يؤدى إلي الالتهاب غير الصديدي للأذن الوسطى والذي يؤدى إلي وجود رشح خلف طبلة الأذن ومن ثم يتسبب في ضعف السمع أو الالتهاب الصديدي المتكرر والمزمن والذي يتسبب في ثقب طبلة الأذن وتآكل عظيمات السمع.
-كما يحدث في بعض الحالات أن تسد قناة استاكيوس عند إصابة الفرد بالبرد الشديد أو الزكام، وينتج عن ذلك أن يكون الضغط الخارجي علي طبلة الأذن شديداً، وهنا لا تهتز الطبلة عند وصول الصوت إليها، ومن ثم لا تستطيع أن تؤدي وظيفتها.
-وقد يحدث الضعف السمعي نتيجة تحطم السائل الداعم في القوقعة الهلالية الموجودة في الأذن الداخلية، أو نتيجة للتعرض لبعض الأمراض أهمها الحصبة الألمانية والحمى الفيروسية ومرض مينير والنكاف والتهاب السحايا أو إصابة الأذن الداخلية وخاصة عصب السمع بأمراض تتلفها أو تعطلها عن العمل.
– وتمثل الضوضاء عاملاً من أكثر العوامل تأثيراً على عملية السمع ، وطبقاً لإحصاء المركز القومي لإحصاءات الصحة 1994 فإن الضوضاء تمثل 23.4 % من جملة الأسباب المؤدية للإعاقة السمعية أما الأصوات الحادة الفجائية فتمثل 10.3% .
ويذكر ألبرتي أنه توجد أنواع عديدة للضعف السمعي الناتج عن الضوضاء والعمل ويمكن أجمالها الآتي:
1- إزاحة عتبة السمع المؤقتة الناتجة عن الضوضاء.
2- إزاحة عتبة السمع الدائمة الناتجة عن الضوضاء.
ويتطلب كلا النوعين تعرضاً للضوضاء، سواء أكانت ذات طبيعة مستقرة أو علي هيئة صدمة أو مزيجاً من الاثنين ويضاف إلي ذلك الضعف السمعي الناتج عن مصدر صوتي قوى مكثف مثل: الطلقة النارية، صوت الانفجار قنبلة مثلاً.
كما يمكن تقسيم أسباب الإعاقة السمعية حسب مكان الإصابة في الأذن، وهناك يمكن أن نميز ثلاث مجموعات من الإصابة:
1- إصابة طرق الاتصال السمعي:
وتمثل الإصابة هنا خللاً في طرق الاتصال السمعي أو التوصيلي، وغالباً ما تؤدي الأسباب هنا إلى إصابة الأذن الخارجية والوسطى، والتي تبدو في صعوبة تشكيل قناة الأذن الخارجية، أو الالتهابات التي تصيب قناة الأذن الخارجية، أو التي تبدو في ا لتهاب الأذن الوسطى والتي قد تنتج بسبب التهاب قناة استاكيوس، أو بسبب الحساسية، وغالبا ما تكون نسبة الخسارة السمعية نتيجة لهذه الأسباب أقل من 60 وحدة ديسبل.
2- إصابة طرق الاتصال الحسي العصبي:
وتمثل الإصابة هنا خللاً في طرق الاتصال الحسي العصبي، وغالباً ما تؤدي الأسباب هنا إلى إصابة الأذن الداخلية، والتي تشكل مشكلة رئيسية لدى الأطباء والمربين على حد سواء، مثالاً على إصابة الأذن الداخلية، وتبدو أعراض هذه الحالة (Dysacusis) وتمثل الحالة المسماة والتي (Tinnitus) في صعوبة فهم الكلام أو اللغة المنطوقة لدى الفرد، وكذلك الحالة المسماة تبدو أعراضها في طنين الأذن، وغالباً ما تكون نسبة الخسارة السمعية نتيجة لهذه الأسباب أكثر من 60 وحدة ديسبل.
ويمكن تلخيص اسباب ضعف السمع كالتالي:
1 – العوامل الوراثية.
2- التشوهات الخلقية سواء ذلك في طبلة الاذن او العظيمات او القوقعة او صيوان الاذن.
3- اصابة الام بالعدوى خلال الحمل وخاصة الحصبة الالمانية.
4- الولادة قبل الاوان.
5- المضاعفات الناتجة عن بعض الولادات العسرة والتعقيدات التي قد تحدث اثناء عملية الولادة.
6- اصابة المولود باليرقان خاصة اذا كان في الساعات الاولى بعد الولادة او في الايام الثلاثة الاولى.
7- زيادة الافرازات الشمعية في الاذن مما يودي الى اغلاق القناة السمعية.
8- الاجسام الغريبة التي توضع في الاذن.
9- الحوادث والصفعات واللكمات على الاذن.
10 – اصابة الطفل ببعض الامراض المعدية مثل التهاب الاذن الوسطى الحاد والمزمن.
11 – التعرض لفترات طويلة للضجة والضوضاء والاصوات العالية.
ثامنا: تصنيفات الإعاقة السمعية:
أولاً: التصنيف تبعا للسن الذى حدثت فيه الإعاقة:
ويعد السن الذى حدثت فيه الإعاقة من المتغيرات الهامة في تحديد الآثار الناجمة عن الإعاقة السمعية، والتطبيقات التربوية المتعلقة بها، فالطفل الذى يصاب بالصمم منذ الولادة لانتاج له فرصة التعرض لخبرة لغوية، أو لخبرة الأصوات المختلفة في البيئة، بينما إذا حدثت الإصابة عند عمر سنتين أو ثلاثة سنوات فإن الطفل يكون قد خبر الأصوات وتعلم الكلام، وهذا يجعل إمكاناته واحتياجاته في مجال تعلم التواصل مختلفة عن الحالة الأولى، ولا ينطبق ذلك على الإعاقة السمعية البسيطة.
وتصنف الإعاقة السمعية تبعا لمرحلة النمو اللغوى إلى:
1- الصمم ما قبل اللغوي (Pre lingual Deafness)
يشير إلى حالات الصمم التي تحدث منذ الولادة أو في مرحلة سابقة على تطور اللغة والكلام عند الطفل، ويعتقد أن سن 1 سنوات هو السن الفاصل.
2- الصمم بعد اللغوي (Poslingual Deafness)
يشير إلى حالات الصمم التي تحدث بعد حيث يكون الطفل قد اكتسب مهارة الكلام واللغة.
ثانيا: التصنيف تبعا للإعاقة السمعية:
يقوم هذا التصنيف على تحديد الجزء المصاب من الجهاز السمعي المسبب للإعاقة السمعية، وعلى الرغم من أن هذا التصنيف ذو علاقة فسيولوجيا السمع ويبدو ضمن الاختصاص الطبي، فإن معرفة المعلم لطبيعة الإعاقة السمعية له أهمية في تخطيط البرنامج التربوي، وتقسم الإعاقة السمعية وفقا لذلك إلى ثلاثة أشكال:
1– الفقدان السمعي التوصيلي (Conductive Hearing loss):
يشير إلى الإعاقة السمعية الناتجة عن خلل في الأذن الخارجية أو الأذن الوسطى على نحو يحول دون وصول الموجات الصوتية بشكل طبيعي إلى الأذن الداخلية، وعليه فإن المصاب يجد صعوبة في سماع الأصوات المنخفضة، بينما يواجه صعوبة أقل في سماع الأصوات المرتفعة، وبوجه عام فإن الفقدان السمعي الناتج لا يتجاوز 67 ديسبل.
2- الفقدان السمعي الحس عصبي (Sensorineural Hearingloss ):
ويشير إلى الإعاقة السمعية الناجمة عن خلل في الأذن الداخلية أو العصب السمعي، فعلى الرغم من أن موجات الصوت تصل إلى الأذن الداخلية إلا أن تحويلها إلى شحنات كهربائية داخل القوقعة قد لا يتم على نحو ملائم، أو أن الخلل يقع في العصب السمعي فلا يتم نقلها إلى الدماغ بشكل تام، والفقدان السمعي الحسي عصبي لا يؤثر فقط على القدرة على سماع الأصوات بل وعلى فهمها أيضا، فالأصوات المسموعة تتعرض إلى تشويه يحول دون فهمها، وفى معظم الأحيان يعانى المصاب من عجز في سماع النغمات العالية. والحالات التي تتجاوز 57 ديسبل هي في العادة حالات فقدان سمعي حس عصبي كما أن استفادة المصاب من السماعات أو تكبير الصوت قليلة.
3- الفقدان السمعي المختلط (Mixed Hearing loss)
يجمع هذا الشكل بين الإعاقة السمعية التوصيلية والإعاقة السمعية الحس عصبية ولذلك يجب تحديد نوع وطبيعة الإعاقة السمعية لما لذلك من انعكاسات على العملية التربوية.
4- الفقدان السمعي المركزي:
تحدث في حالة وجود خلل يحول دون تحويل الصوت من جذع الدماغ إلى المنطقة السمعية في الدماغ، أو عندما يصاب الجزء المسئول عن السمع في الدماغ، ويعود سبب هذه الإصابة إلى الأورام أو الجلطات الدماغية أو إلى عوامل ولادية أو مكتسبة.
وهناك تصنيف آخر للإعاقة السمعية وفق عدة أبعاد ويمكن عرضها كالتالي :
1 – العمر الذي تحدث فيه الإعاقة السمعية:
وتصنف الإعاقة السمعية وفق هذا البعد إلى:
أ – صمم ما قبل تعلم اللغة : ويطلق هذا التصنيف على تلك الفئة من المعاقين سمعياً الذين فقدوا قدرتهم السمعية قبل اكتساب اللغة، أي ما قبل سن الثالثة، وتتميز هذه الفئة بعدم قدرتها على الكلام لأنها لم تسمع اللغة.
ب – صمم ما بعد تع لم اللغة: ويطلق هذا التصنيف على تلك الفئة من المعاقين سمعياً الذين فقدوا قدرتهم السمعية كلها أو بعضها بعد اكتساب اللغة، وتتميز هذه الفئة بقدرتها على الكلام؛ لأنها سمعت وتعلمت اللغة.
2- مدى الخسارة السمعية:
وتصنف الإعاقة السمعية وفق هذا البعد إلى أربع فئ ات حسب درجة الخسارة السمعية، والتي تقاس بوحدات تسمى ديسبل كما تشير إلى ذلك وهي:
أ- فئة الإعاقة السمعية البسيطة : وتتراوح قيمة الخسارة السمعية لدى هذه الفئة ما بين 20 – 40 وحدة ديسبل.
ب – فئة الإعاقة السمعية المتوسطة : وتتراوح قيمة الخسارة السمعية لدى هذه الفئة ما بين 40 – 70 وحدة ديسبل.
ج- فئة الإعاقة السمعية الشديدة: وتتراوح قيمة الخسارة السمعية لدى هذه الفئة ما بين 70-90 وحدة ديسيبل.
د- فئة الإعاقة السمعية الشديدة جداً، وتزيد قيمة الخسارة السمعية، لدى هذه الفئة من15- 92 وحدة ديسبل.
وقد – ويرى كراز أن الإنس ان الطبيعي لديه فقدان في حاسة السمع تتراوح من 1 تصل إلى 20 ديسبل ولا يحتاج إلى أي خدمات سمعية، وبناء على ذلك يجب أن تكون هناك رؤية فكرية تربوية خاصة لهذه الفئة من المعوقين، خصوصاً بعد هذه العروض لمستويات فقدان السمع، الأمر الذي يحتم على معلمي الصم تحديد المستويات المتعددة للأهداف تنسق مع كل مستوى من مستويات فقدان السمع، والأخطر من هذا هو ما تحتاجه هذه الفئات من الأساليب التكنولوجية، وأساليب التدريس المناسبة لكل مستوى، والواقع يشير إلى أن التطور العلمي والتكن
ان السمع وهي : بسيط ومتوسط وشديد وحاد ومتطرف، والتصنيف الثالث والذي يتخذ من موقع الإصابة أساساً له وهو تصنيف فسيولوجي يعتمد علي نوعية الخلل الفسيولوجي في أجهزة السمع.
وهناك تصنيف أخير يختلف تماماً عن التصنيفات السابقة، وهو تصنيف مورثان وآخر (1980م ) والذي يبرز عنصر مدى قدرة الإنسان علي استقبال الترددات المختلفة للصوت .
ولوجي أعطى ولا يزال يعطي الاهتمام لبرامج إعداد معلمي الفئات الخاصة .
3 – تبعاً لطبقة ونبرة الصوت:
يشير كل من مورثان( Morthan) عام (1980م) إلي أن هناك بعض الأفراد يستطيعون سماع الأصوات الخافتة (الهمس) بشرط آلا تكون ذات طبقة عالية والقياس المستخدم هنا هو تردد الصوت ويتم التعبير عنه من خلال عدد الترددات في الثانية أو وحدات الهرتز، والشخص الذي لا يستطيع سماع النبرات العالية (ذات التردد المرتفع) يعتبر معاقاً سمعيا ً.. ومثل ذلك سيواجه مشكلات في استقبال وفهم الأصوات المتماثلة أو الحروف الساكنة .. وكذلك فإن الشخص الذي لا يستطيع سماع الأصوات منخفضة التردد سيواجه صعوبة في تمييز الأصوات.
وهكذا يتضح أن هناك تصنيفات متعددة للإعاقة السمعية قد تتقارب أحياناً وتتباعد أحياناً أخرى، ويرجع ذلك إلي الأساس الذي تم عليه التصنيف، فالتصنيف الأول وهو تصنيف تربوي والذي يتخذ من العمر عند الإصابة أساساً له، يستند إلي تعلم اللغة ويصنف الإعاقة السمعية إلي ولادية قبل تعلم اللغة ومكتسبة بعد تعلم اللغة ، وخاصة في الشق الأول والذي يلقي الضوء علي أن الصمم قبل سن الثالثة له آثار سلبية علي شخصية الفرد؛ لأن الطفل الذي يولد أصماً معرض لأن يصبح أبكما ً، وهو ما يطلق عليه الأصم الأبكم أو الأصم كلياً، وكنتيجة لذلك فلن يستطيع اكتساب اللغة (حتى مع استعمال المعينات السمعية ) ويكون مضطراً لاستخدام لغة الإشارة أو لغة، الشفاه أو غيرها من أساليب التواصل مع الآخرين
أما التصنيف الذي يتخذ من شدة الفقدان السمعي أساساً له، ففيه تصنيفات عدة وكثيرة ولكنها في النهاية تتفق علي أن هناك عدة مستويات لدرجة فقدان السمع وهي : بسيط ومتوسط وشديد وحاد ومتطرف، والتصنيف الثالث والذي يتخذ من موقع الإصابة أساساً له وهو تصنيف فسيولوجي يعتمد علي نوعية الخلل الفسيولوجي في أجهزة السمع.
وهناك تصنيف أخير يختلف تماماً عن التصنيفات السابقة، وهو تصنيف مورثان وآخر (1980م ) والذي يبرز عنصر مدى قدرة الإنسان علي استقبال الترددات المختلفة للصوت .
تاسعا: المظاهر العامة للإعاقة السمعية:
يسهل على المعلم اكتشاف حالات الصمم، إلا أنه في كثير من الأحيان ليس من السهل الكشف عن حالات الضعف السمعي البسيطة، وفيما يلى قائمة ببعض الأعراض التيه يمكن أن تعتبر مؤشرات على احتمال وجود صعوبة سمعية:-
1- الصعوبة في فهم التعليمات وطلب إعادتها.
2- أخطاء في النطق.
3- إدارة الرأس إلى جهة معينة عند الإصغاء للحديث.
4- عدم اتساق نغمة الصوت.
5- الميل للحديث بصوت مرتفع.
6 – وضع اليد حول إحدى الأذنين لتحسين القدرة على السمع.
7- الحملقة في وجه المتحدث ومتابعة حركة الشفاه.
8- تفضيل استخدام الإشارات أثناء الحديث.
9- ظهور إفرازات صديدية من الأذن أو احمرار في الصيوان.
10- ضغط الطفل على الأذن أو الشكوى من طنين في الأذن.
وإذا لاحظ المعلم أن الطفل يظهر بعض الأعراض السابقة بصورة متكررة فعلية أن يسعى إلى تحويله إلى الطبيب واختصاصي قياس السمع حتى يتسنى له التحقق فيما إذا كان الطفل يعانى من إعاقة سمعية أم لا. وحتى يتم الكشف المبكر عن حالات الضعف السمعي فمن الأهمية بمكان أن يتم فحص جميع الأطفال فى المدرسة فحصا سمعيا بسيطا للكشف الأولى عن الحالات المحتملة تمهيدا لتحويلها إلى إجراء تشخيصي أدق.
عاشرا: طرق التواصل للمعاقين سمعياً (Communication )
هناك ثلاثة طرق للتواصل هي:
1- الطريقة اللفظية (OralCommunication)
تقوم هذه الطريقة في التواصل على تعليم الأطفال ضعاف السمع أو الصم استخدام الكلام كما هو الحال لمن لا يعانون من إعاقة سمعية، وقد بدأت الطريقة اللفظية تكتسب اهتماما أكبر كوسيلة من وسائل الاتصال في تعليم المعوقين سمعيا في منتصف القرن التاسع عشر. واستخدام الطريقة اللفظية يتضمن تدريب البقايا السمعية عند الطفل وهو ما يعرف بالتدريب إضافة إلى ذلك فإنها تتضمن تعليم الطفل قراءة الكلام السمعي.(Auditory Training) ويؤكد الدراسات على ضرورة استخدام المعينات السمعية (Speech Reading ) كالتالي:
أ. التدريب السمعي ( Auditory Training)
ويقصد به تعليم الطفل المعوق سمعيا لتحقيق الاستفادة القصوى من البقايا السمعية المتوفرة لديه، ويشتمل التدريب السمعي على تدريب الطفل على الإحساس، والوعى بالأصوات المختلفة في البيئة وتمييز أصوات الكلام، وللتدريب السمعي دور هام في تطوير قدرة الطفل على السمع، وتطوير النمو اللغوي لدى الطفل خاصة إذا ما تم البدء بتقديم التدريب في سن مبكرة، ويفضل أن يستعين المعلم أو الوالدين بالتقنيات الحديثة أثناء تدريبهم للطفل على التدريب السمعي وعدم الاعتماد على السماعة الفردية التي يضعها الطفل. وتمتاز أجهزة التدريب السمعي بأنها توفر للطفل صوتا أكثر نقاءا، ومستوى ثابتا من شدة الصوت بغض النظر عن بعد الطفل عن مصدر ذلك الصوت. كما أنه يمكن ضبط هذه الأجهزة والتحكم فيها بما يلائم حاجة الطفل.
ب. قراءة الكلام (SpeechReading)
ويقصد بذلك تعليم الطفل (Lip Reading )ويشار إلى قراءة الكلام أحيانا بقراءة الشفاه المعوق سمعيا على استخدام ملاحظاته البصرية لحركة الشفاه ومخارج الأصوات، بالإضافة إلى بقايا السمع من أجل فهم الكلام الموجه إليه، وهناك أساليب مختلفة لتعليم قراءة الكلام منها الأسلوب التحليلي الذى يقوم على تجزئة الكلمة إلى مقاطع لفظية لتعليم الطفل تمييزها، ومن ثم يجمع بين هذه المقاطع ليميز الكلمة كاملة، وهنالك أسلوب آخر يقوم على تعليم الطفل فهم معنى النص أولا، ومن ثم تمييز الشفتين عند نطق أصوات بعض الحروف، علاوة على أن بعض الحروف الحلقية لا تظهر على الشفتين، فإن البعض يستخدم حركات اليد أمام الوجه لمساعدة قارئى الشفاه لتمييز تلك الأصوات الصعبة ويعرف هذا الأسلوب بأسلوب الكلام المرمز، وبالطبع فإن الطريقة اللفظية لا تقتصر على تعليم الطفل فهم كلام الآخرين، وإنما تعلم الكلام أيضا وعلاج عيوب النطق، وهناك إحدى طرق التدريب على النطق وهى طريقة اللفظ المنغم، وتقوم هذه الطريقة على استخدام الحركات الجسمية خاصة حركات الجزء العلوى من الجسم وتدريبات التنفس المختلفة في التدريب على النطق، ويعتقد أنصار هذه الطريقة بأن الحركات الجسمية المصاحبة للموسيقى تساعد في إخراج الأصوات وإتقانها.
2- الطريقة اليدوية ( Manual Communication )
وتشير الطريقة اليدوية في الاتصال إلى استخدام اليدين في التعبير بدلا من النطق اللفظي، وتقسم الطريقة اليدوية إلى الإشارة الكلية وأبجدية الأصابع وغالبا ما يصطلح على الطريقة اليدوية في الاتصال بلغة الإشارة.
في الإشارة الكلية يتم استخدام إشارة محددة بواحدة من اليدين أو كليهما للدلالة على شيء ما، وما من شك أن الإشارات المستخدمة يتم التعارف عليها بعد شيوع استخدامها. وفى كثير من الحالات يقوم المختصون بجمع هذه الإشارات التي يستخدمها الأشخاص الصم في أماكن سكناهم ومجتمعاتهم المحلية، ومن ثم تنقيح هذه الإشارات وتوثيقها واستخدامها في التعليم على مستوى أوسع، وعليه فإن لغة الإشارة تختلف من قطر إلى آخر، وإن كان هناك درجة من التشابه في بعض الإشارات، وبالنسبة للموضوعات المستجدة في المجتمع كالمستحدثات التكنولوجية فإنه يتم استحداث الإشارات اللازمة من قبل المختصين العاملين في مجال لغة الإشارة.
أما بالنسبة لأبجدية الأصابع فهي عبارة عن استخدام أصابع اليدين في تهجئة الحروف المختلفة وذلك بإعطاء كل حرف شكلا معينا، ويتم التفاهم بين مستخدمي أبجدية الأصابع عن طريق حركات الأصابع وتهجئة الكلمات يدويا بدل نطقها لفظيا.
3- التواصل الكلي (TotalCommunication)
طريقة التواصل الكلى عبارة عن استخدام أكثر من طريقة من الطرق السابقة معا فى الاتصال مع الصم، كما تتضمن أيضا طريقة تنمية البقايا السمعية، وتعتبر طريقة التواصل الكلى من أكثر طرق الاتصال شيوعا في الوقت الحاضر، ويعتبر الكثيرون أن استخدام اللفظ والإشارة معا أثناء الحديث مع الطفل الأصم يساعد في التغلب على الثغرات التي قد تنجم عن استخدام أي منهما بشكل منفرد علاوة على أن هذه الطريقة تستجيب بشكل أفضل للخصائص المتميزة لكل طفل، فالأطفال الذين يتقنون أبجدية الأصابع نستخدم في حديثنا معهم اللفظ وأبجدية الأصابع، بينما نقرن اللفظ بالإشارة الكلية بالنسبة لمن يتقنون الإشارة ولا يتقنون أبجدية الأصابع ، ولذلك يتضح أن إعاقة الطفل السمعية ودرجة الإعاقة والعمر الذى حدثت فيه الإعاقة، ومدى توافر الخدمات المختلفة كالتدريب على النطق أو التدريب السمعي أو قواميس لغة الإشارة والوسائل السمعية المعينة تعتبر عوامل هامة في تحديد طريقة التواصل الأكثر مناسبة. وتعتبر طريقة التواصل الكلى هي الطريقة الأكثر مناسبة لمختلف فئات المعوقين سمعيا. فعلاوة على أنها تيسر الاتصال فهي توفر الفرصة للأطفال لتعلم لغة الإشارة من جهة وتنمية قدرتهم اللفظية من جهة أخرى. وكذلك فإن هذه الطريقة أيضا تجعل المعوق سمعيا أكثر أهلية للنجاح في الاندماج الاجتماعي، إذ أنها تسهم في التغلب على الصعوبات الناجمة عن عدم إتقان العامة للغة الإشارة من جهة والمساعدة في توضيح ما قد يشوب لفظ الطفل الأصم من عيوب وعدم وضوح.
وهناك تصنيف آخر لطرق الاتصال والتواصل لدى المعوقين سمعياً:
إن أعظم التحديات التي تواجه الصم في مجتمعاتنا العربية تتمثل في كيف يتفاهمون؟ كيف يتعلمون؟ ماذا يفعلون؟ وما هي الطرق المثلى للاتصال معهم ومع المجتمع؟ وهل طرق الاتصال والتواصل الموجودة لديهم ولدى المجتمع تؤهلهم إلى الانخراط والاندماج في المجتمع بشكل الطرق المتاحة للاتصال والتواصل مع : طبيعي؟ ومن هذا المنطلق عرض المعوقين سمعياً، والتي ستكون أيضاً محور للبحث، والطرق هي:
1 – الطريقة الشفهية:
تجمع هذه الطريقة بين استخدام الكلام وبقايا السمع وقراءة الكلام، ولكنها تحرم على التلاميذ استخدام لغة الإشارة وهجاء الأصابع في عملية الاتصال، ومن هذه الطريقة:
أ- قراءة الكلام : قد يطلق عليه اسم قراءة الشفاه، ولكن فهم قراءة الكلام أعم وأشمل يضم تعبيرات الوجه والإيماءات ولغة الجسد وطبيعة الموقف والكلام وحركات الفك والشفاه، وتعرف قراءة الكلام بأنها: “القدرة على فهم أفكار المتكلم بملاحظة حركات الوجه والجسد، ومن خلال المعلومات المستمدة من الموقف وطبية الكلام”.
وهناك طريقتان لهذه المهارة وهي :
– الطريقة التحليلية:
وفيها يركز المعاق سمعيا على حركة من حركات شفتي المتكلم ثم ينظمها معا لتشكل المعنى المقصود .
– الطريقة التركيبية :
وفيها يركز المعاق سمعيا على معنى الكلام أكثر من تركيزه على حركة شفتي المتكلم لكل مقطع من مقاطع الكلام .
ومما يجدر الاشارة إل يه أنه لا يوجد أفضلية لطريقة على أخرى إنما نجاح أي طريقة يعتمد على عدد من الأمور أهمها :
* مدى فهم الفرد المعاق سمعيا للمثيرات البصرية المصاحبة للكلام .
* مدى سرعة المتحدث .
* مدى ألفة موضوع الحديث للفرد المعاق سمعيا .
*مدى مواجهة المتحدث للفرد الماق سمعيا .
* وأخيرا القدرة العقلية للفرد المعاق سمعيا .
وعلى الرغم من فاعلية هذه الطريقة (قراءة الشفاه ) في تنمية مهارة التواصل لدى المعاق سمعيا إلا أنها تعاني من مشاكل رئيسية أهمها :
1 – أن بعض الأصوات متشابهة في النطق وبالتالي يصعب تمييزها من خلال النظر إلى الشفتين.
2 – إن بعض الكلمات هي حلقية وغير مرئية مقارنة بالكلمات التي تتضمن أحرفا شفوية مما يجعل من الصعب قراءتها
ب- التدريب السمعي : يعتقد أصحاب الطريقة الشفهية أنه كلما قلت درجة فقدان السمع، كلما كان التدريب السمعي أفضل، ولكما زادت درجة فقدان السمع كلما كانت قراءة الكلام أفضل، وعلى ذلك فإن الأصم بدرجة حادة لا يجدي معه استعمال تدريب السمع.
يجب مراعاة واتباع الخطوات التالية لتحقيق أهداف التدريب السمعي كالآتي:
أ- تنمية إدراك الصوت.
ب – تنمية القدرة على تمييز الأصوات.
ج- تنمية القدرة على تمييز الأصوات المألوفة وغير المألوفة
2- الطريقة اليدوية:
تجمع هذه الطريقة بين استخدام لغة الإشارة المتمثلة باليدين، وإيماءات الوجه وحركات الجسم من جهة، وهجاء الأصابع من جهة أخرى في عمليات الاتصال والتواصل مع المعوقين سمعياً، وسنعرض أهم أشكال التواصل اليدوي ألا وهي:
1- الاتصال والتواصل الإشاري (لغة الإشارة ): تعتبر لغة الإشارة اللغة المرئية للاتصال بين الصم أنفسهم والعالم أيضاً، وهي عبارة عن نظام الحركات اليدوية والرموز المعبرة التي تستخدم فيها حركات الأيدي وتعبيرات الجسد والوجه وكل أنحاء الجسم بالتناغم مع حركة اليدين ليكون الاتصال أكثر فعالية، ولتصل الرسالة بشكل تام للمستقبل، وتنقسم الإشارات إلى نوعين:
أ- إشارات وصفية:
وهي التي لها مدلول معين، يرتبط بأشياء حسية ملموسة في ذهن التلميذ الأصم، ويقوم بالتعبير عنها بالإشارة، مثل مدينة القاهرة يعبر عنها بالهرم.
ب- إشارات غير وصفية:
وهي إشارات ليست لها مدلول معين مرتبط بشكل مباشر بمعنى الكلمة التي يتم التعبير عنها
2 – هجاء الأصابع أو أبجدية الأصابع:
هو نوع من الاتصال يستخدمه التلاميذ الصم في مدارسهم؛ لتعلم العلوم المختلفة حينما يصعب عليهم التعبير عن كلمة بالإشارة، فيلجأ الصم لهذا النوع من الاتصال، حيث يتم تشكيل وضع الأصابع لتمثل الحروف الهجائية باستخدام أصابع اليد.
وتعتبر لغة الإشارة من وجهة نظر المؤيدين والمتحمسين لها، هي اللغة الأم للأفراد الصم، وأن هناك ما يبر ز أن يتعلمها الأفراد السامعين بغية استخدامها في عملية التواصل مع الأفراد المعوقين سمعيا . ومع أن هناك تشابها في الإشارات بين المجتمعات المختلفة، إلا أن الإشارات تختلف من مجتمع إلى آخر، إن التطور الكبير في استخدام الإشارات واستحداث الجديد منها من قبل المختصين، أدى إلى توثيق هذه الإشارة، وإدخال التحسينات عليها من خلال قواميس ومعاجم خاصة بلغة الإشارة ساهمت في تبادل المعلومات والخبرات بين المختصين في مجال تعليم الأفراد الصم . هذا وتجدر الإشارة أنه من السهل تعلم لغة الأصابع حيث يمكن التعبير عن الأسماء أو
الأفعال التي يصعب التعبير عنها بلغة الإشارة، ومع ذلك يمكن الجمع بين لغة الإشارة والأصابع معا لتكوين جملة مفيدة ذات معنى وتسمى هذه الطريقة بطريقة الاتصال الشامل: وهي طريقة تجمع بين الطريقة اليدوية والطريقة الشفهية
احدى عشر : طرق الوقاية من الإعاقة السمعية:
أشارت منظمة الصحة العالمية إلى ثلاث مستويات من الوقاية من الإعاقة السمعية وهى:
المستوى الأول:
ويهدف إلى إزالة العوامل التي أدت لحدوث الإعاقة السمعية وهى:
1- التطعيم ضد الحصبة الألمانية وضمان حصول المرأة على الطعون قبل الحمل.
2- الكشف عن حالات عدم توافق الدم عند الخطيبين (RH).
3- عدم تناول الأم الحامل لأية أدوية دون استشارة الطبيب.
4- الحد من زواج الأقارب.
5- رعاية الأم الحامل.
المستوى الثاني:
ويهدف للتدخل المبكر لمنع المضاعفات الناتجة عن العوامل المسببة لحالة الخلل أو الإعاقة ويتمثل ذلك فيما يلى:
1- تقديم العلاج الطبي اللازم للحالات التي يكتشف الإصابة لديها في الجهاز السمعي ويمكن علاجها.
2- الكشف المبكر عن حالات الصعوبة السمعية.
3- تقديم المعينات السمعية المناسبة لمحتاجيها.
المستوى الثالث:
ويهدف لمنع حدوث مضاعفات محتملة لحالة العجز وهى مثل:
1- توفير خدمات التربية الخاصة وتوفير فرص العمل للمعوقين سمعياً.
2- إعفاء الأجهزة الخاصة بالصم من الرسوم الجمركية.
3- إقامة دورات مجانية لتعليم لغة الإشارة لأسر ذوى الإعاقة السمعية وأبناء المجتمع حتى يمكن تسهيل فرص الاتصال والتفاعل الاجتماعي لذوى الإعاقة السمعية.
4- توفير أنشطة مختلفة على جميع المستويات ويكون لذوى الإعاقة السمعية حق الاشتراك فيها من خلال: النوادي مع الأفراد عادى السمع للحيلولة دون عزلهم اجتماعياً.
5- تخصيص عدد من المواطنين بالدوائر الحكومية والقطاع العام لتقديم الخدمات الخاصة بذوى الإعاقة السمعية.
6- العمل على بقاء المواطنين ذوى الإعاقة السمعية على دراية بجميع الأحداث المحلية والعالمية من خلال تلخيص يبث لهم عن تلك الأحداث بلغة الإشارة.
اثنا عشر: طرق الوقاية العامة من الإعاقة السمعية:
1- الوقاية من الصمم الوراثي بعدم تشجيع زواج الأقارب في العوامل المعروف فيها توالد الصم وتوعيتهم لمنع الحمل وإنجاب الأطفال.
2- الصمم الولادي، تشريعات الزواج الحديثة تمنع الزواج من المرضى الذين يؤدي زواجهم إلى إنجاب الأطفال المشوهين خلقياً، ومعالجة الأمهات والآباء بعد الحمل.
3-العناية بصحة الأم الحامل ووقايتها من الأمراض والعوارض وامتناعها عن تناول العقاقير الضارة الجنين والمخدرات، والمسكرات وتوفير التغذية الضرورية الوافية لها واتخاذ الإجراءات الحديثة لمعالجة تنافر فصائل الدم في الوالدين.
4- العناية في الولادة العسرة وإتباع الطرق الصحيحة لتجنب كل ما يعرض الوليد للشدة الاختناق عند المحاولة لإنقاذ الأم.
5- الوقاية من أمراض الطفولة بالتحصين ضد الأمراض باللقاح اللازم.
7- معالجة أمراض الأذن والأمراض التي لها أثر سيئ على الأذن والسمع بوقت مبكر.
8- منع الشدة على الأذنين ووقاية السمع من التعرض لصوت الانفجارات والضجيج المتواصل أثناء العمل اليومي
9- عدم الإفراط في التدخين والكحوليات والامتناع عن تناولها
10- التشخيص المبكر لأمراض الأذن واكتشاف الحالات التي تؤدي الى فقدان السمع وحالات الصمم بالمسح لسمع الطلاب والأطفال بصورة عامة
11- توعية الآباء وتوجيه المعلمين لاكتشاف حالات ضعف السمع أو الصمم بين الأطفال
12- توفير العلاج اللازم في الأدوار المبكرة في الإصابة بأمراض الأذن
ثالث عشر :خصائص المعاقين سمعياً وطبيعتهم:
للمعاق سمعياً خصائص فرضتها عليه إعاقته التي أثرت بدورها على جميع مظاهر نموه المعرفي واللغوي والاجتماعي والنفسي نظراً لارتباط هذه المظاهر بتعلم اللغة والكلام . وعندما يلتحق الأصم بالمدرسة يكون قد مر قبل المدرسة بمرحلة نمو لها خصوصيتها من حيث المفاهيم التي اكتسبها، ومن حيث الفروق الفردية بينه وبين أقرانه، والتي ترجع إلى الاختلاف في أسباب الإصابة واختلاف درجة فقدان السمع والاتجاهات الوالدية نحو، إضافة لاختلاف البيئات التي نشأ فيه كل معوق، والأهم من كل ذلك نظرة المجتمع للأصم التي تلازمه طيلة سنوات حياته. إن كل هذه الأمور تجعل للأصم طبيعة، وخصائص تنعكس بشكل واضح على قدراته وميوله وإمكا ناته، واهتماماته وتؤثر أيضاً على انفعالاته ونظرته للحياة وفاعلية المشاركة فيها، ونظراً لأهمية خصوصية اللغة لدى المعوقين سمعياً يبدأ بمناقشتها قبل الخصائص الأخرى.
1- الخصائص اللغوية:
يعاني المعاقون سمعياً من مشكلات لغوية بدرجات متفاوتة، تبعاً لدرجة الإعاقة، ووقت حدوثها في مرحلة مبكرة أم متأخرة من حياة المعاق، وكذلك تبعاً لوجوده في أسرة أحدهما أو كلاهما أصم، وأياً كانت درجة الإعاقة السمعية فإن المعاق يعاني من مشكلات كالتالي:
– صعوبة سماع الأصوات خاصة المنخفضة.
– صعوبة فهم ما يدور حوله من مناقشات.
– نقص عدد المفردات اللغوية.
– صعوبة التعبير الشفوي.
وهذه المشكلات تؤدي إلى العجز عن فهم اللغة السائدة والتحدث بها، ذلك أن الأصم لا يتلقى أي رد فعل لفظي من الآخرين، عندما يصدر أي صوت من الأصوات كما أنه لا يتلقى أي تعزيز لفظي إضافة إلى أنه لا يتمكن من سماع النماذج الكلامية؛ كي يقلدها خاصة إذا ولد أصم، وترتبط الخصائص اللغوية بالنمو المعرفي حيث هناك خصائص معرفية للمعاق سمعياً.
ويذكر جاكسون ( 1997 )عدداً من خصائص التركيب الصوتي لضعاف السمع وهي ما يلي:
1 – استهلاك أكثر للهواء – إيقاع بطئ للعبارات – صوت ضعيف وعلي نغمة واحدة.
2- حذف أو استبدال أو تحوير المقاطع التي لا تعد وقفات أثناء الكلام.
3 – ازدياد الرنين الأنفي مما يؤثر بدوره علي عملية النطق.
4- يستخدم ضعاف السمع الأصوات المتحركة أكثر من الساكنة بنسبة 1- 2 وذلك لأن الأصوات الساكنة عادة تمثل الترددات العليا ذات الشدة الصوتية المنخفضة التي يصعب علي ضعيف السمع استقبالها وبالتالي عملية إصدارها.
5 – زيادة المدة الزمنية في نطق بعض المقاطع إلي 3-4 مرات زيادة عن الكلام العادي.
6- استبدال الأصوات المهموسة بمثيلتها الأصوات المجهورة أو العكس.
أن كلام ضعيف السمع يتسم بعدة خصائص هي ما يلي:
1 – عدم النضوج.
2- عدم القدرة على التحكم في الفترات الزمنية بين الكلمة والكلمة التي تليها ؛ بمعنى أنه قد يقضى وقتاً أطول في نطق كلمة واحدة، فحين أن الكلمة التالية قد يسرع في نطقها.
3- عدم القدرة على فصل الأصوات المختلفة ، وتوضيحاً قد يحدث أن يكون هناك تداخل بين بعض الأصوات.
4- عدم الضغط الكافي على الكلمات أثناء نطقها مما يؤدي إلى أن الأشكال الصوتية لهذه الكلمات تكون غير واضحة وأحياناً تكون مختفية تماماً.
2- الخصائص المعرفية:
يرتبط النمو المعرفي للأصم باللغة، فقد أشار كل من (بينيه وسيمون ) إلى أن عمليات التفكير لدى الأصم تنمو قبل تعلم اللغة، وتتم هذه العمليات من خلال اللغة المرئية ذات الخصوصية المختلفة عن اللغة المنطوقة، الأمر الذي ينعكس على اللغة التي يكتسبها الأصم، والتي تتميز بأنها ذات جمل بسيطة (غير مركبة ) وقصيرة إضافة أن التراكيب اللغوية مفككة غير مترابطة المعنى ولا تلتزم بالقواعد النحوية أو الإملائية مما يعكس انخفاضاً في مستوى القراءة،
الصم يشكلون فئة غير متجانسة في الخصائص المعرفية، حيث الفروق الفردية واضحة وكبيرة بينهم، ويعود السبب في ذلك إلى أمور أهمها:
- التأخر في اكتشاف الإصابة أو حدوثها.
- نوع الصمم ومدى عمق الإصابة.
- ولادة الطفل الأصم لآباء صم أو عاديين.
- السن عند التحاق الأصم بالمدرسة.
- إصابة الصم بعاهات أخرى كالإعاقة البصرية أو التأخر العقلي.
3 – الخصائص الشخصية والنضج لدى المعوقين سمعياً:
أوضحت نتائج دراسة (عطية، 2000 ) على عينة من الأطفال الذكور والإناث الصم بمرحلتي الطفولة الوسطى والمتأخرة أن المشكلات السلوكية لديهم جاءت مرتبة بحسب شيوعها، من وجهة نظر معلميهم على النحو التالي – الاندفاعية
– عدم التروي
– سلوك عدم الثقة بالآخرين
– الاضطرابات الانفعالية
– سلوك التمرد والعصيان
– السلوك المضاد للمجتمع
– عدم الثقة في
_ الآخرين والسلوك المدمر العنيف.
كما أوضحت وجود فروق دالة إحصائياً بين البنين والبنات الصم في كل من السلوك المدمر العنيف، والسلوك المضاد للمجتمع، وسلوك عدم الثقة في الآخرين لصالح البنين. و في دراسة حول السمات الشخصية للصم والخدمات المقدمة لهم برزت أهم السمات الشخصية للأصم ألا وهي:
– سمة الخجل تحتل المرتبة الأولى من ترتيب السمات.
– سمة عدم الثقة بالنفس.
– سمة الخوف.
– سمة حب النفس.
– الانطواء.
– الميل للعدوانية
4 – الخصائص العقلية:
تتضارب الآراء حول مدى تأثير الإعاقة السمعية علي النمو العقلي، فهناك من يرون أن للإعاقة السمعية تأثيراً سلبياً علي النمو العقلي، بينما يقرر آخرون أنه ليس ثمة علاقة واضحة للإعاقة السمعية علي النمو العقلي.
فعلي الجانب الأول يعتبر بنتر أول من أشار إلي علاقة الحرمان الحسي بتخلف القدرات العقلية للأصم، حيث توصلت دراسته إلي أن مستوى القدرات العقلية للمعاق سمعياً في الصغر تكون أقل منها لدى الطفل العادي، ويعلل ذلك بأن الأمراض المسببة لحدوث الإعاقة السمعية أثرت علي المخ، وبالتالي سببت التخلف العقلي.
أن القدرات العقلية للمعاق سمعي تتأثر سلباً نتيجة إصابته بالإعاقة، وذلك بسبب نقص المثيرات الحسية في البيئة، مما يترتب عليه قصور في مدركاته، ومحدودية في مجاله ا لمعرفي، بل أحياناً تأخر في نموه العقلي مقارنة بأقرانه من العاديين
وأثبت الإحصاء لبعض الدراسات أن ضعف السمع في حد ذاته لا يؤثر على نسبة الذكاء ، وذلك على الاختبارات الأدائية ، إلا أن هناك نوعيات معينة من بين فئات الضعف السمعي يتواجد بها خلل أو عطب في الجهاز العصبي بالإضافة إلى الضعف السمعي ، وتكثر في هؤلاء نسبة الضعف الفكري، مما يدل على أن الإصابة الدماغية هي التي تكمن وراء التخلف العقلي وليس الضعف السمعي ، إضافة إلى أن القدرة على التفكير المجرد لا تختلف لدى ضعاف السمع عن العاديين، أطفالاً كانوا أم مراهقين. ويؤيد هذا الاتجاه وجود عدد كبير من الصم المتفوقين في الإحصاء والرياضيات، تؤثر الإعاقة السمعية بشكل واضح على النمو اللغوي للفرد إذ أن هناك علاقة طردية بين
درجة الإعاقة السمعية، ومظاهر النمو اللغوي، فكلما زادت درجة الإعاقة السمعية، زادت المشكلات اللغوية للفرد، وعلى ذلك يشير كثير من علماء النفس التربوي إلى ارتباط القدرة العقلية بالقدرة اللغوية، ويعني ذلك تدني أداء المعاقين سمعياً على اختبارات الذكاء، وذلك بسبب تشبع تلك الاختبارات بالناحية اللفظية، وعلى ذلك كله يصعب اعتبار الصم معاقين عقلياً على اختبارات الذكاء بسبب النقص الواضح في قدراتهم اللغوية، إلا إذا صممت اختبارات عقلية خاصة بالصم .
نجد أن حرمان الأصم من حاسة السمع كان له الأثر في عاداته السلوكية وعدم تناسق حركاته ومدى التحكم في إصداره للأصوات وإحساسه لها وتقليده لها وقد تبين إن الأطفال الصم وضعاف السمع لديهم نفس التوزيع العام في الذكاء كباقي الأطفال العاديين وكذلك في عدم وجود علاقة مباشرة بين الصمم والذكاء إلا أن الحرمان الحسي السمعي يترك بعض آثاره على النشاط العقلي للطفل كما يلي:-
أ- التحصيل الدراسي:
هذا المجال يتأثر بعمر الطفل عند حدوث الإعاقة السمعية فكلما زاد السن الذي حدث فيه الصمم كانت التجارب السابقة في محيط اللغة ذات فائدة كبيرة في العملية التعليمية وقد بينت البحوث أن السن الحرجة والخطيرة عند الإصابة بالصمم هي ما يقع بين السنة الرابعة والسادسة وهي الفترة التي تنمو فيها اللغة وقواعدها الأساسية لهذا فكل من الأطفال المولودين بالصمم أو غالباً ما يعانون تخلفاً في التحصيل الدراسي في المستقبل لو قورنوا – من فقدوا سمعهم فيما بين بمن أصيبوا بالصمم في سن متأخرة عن ذلك وبين أن الأصم يتأخر في النشاط العقلي بمقدار سنتين وخمس سنوات دراسية عن زميله العادي إلا أن هذا الفرق يتضاءل قليلاً بالنسبة لمن أصيبوا بالصم بعد ست سنوات مما يتعذر معه أن يحصل الأصم على نفس المقدار العلمي الذي يحصل عليه التلميذ العادي.
ب- الذاكرة:
ثبت أن هناك أثر للحرمان الحسي والسمعي على التذكر ففي بعض أبعاده يفوق المعوقون سمعياً زملائهم العاديين وفي بعضها الآخر يقلون عنهم فمثلاً تذكر الشكل أو التصميم وتذكر الحركة يفوق فيه الصم زملائهم العاديين بينما يفوق العاديون زملائهم الصم في تذكر المتتاليات العددية المطالب التربوية للنمو العقلي:-
1- ربط الكلمات التي يتعلمها الأصم بمدلولاتها الحسية.
2- تحقيق مبدأ التكرار المستمر في تعليمه.
3- استخدام الوسائل التعليمية البصرية لأن الصم يسمعون بعيونهم.
4- إتاحة الفرصة للأصم لتحقيق النجاح والشعور بالثقة والأمان.
5- عدم مقارنة الأصم بغيره من التلاميذ ومتابعة تقدمه بمقارنة إنتاجه وتحصيله هو لا بتحصيل غيره.
5 – التحصيل الأكاديمي لدى المعاقين سمعياً:
يتأثر أداء الأطفال المعوقين سمعياً بشكل سلبي في مجالات التحصيل الأكاديمي كالقراءة والعلوم والحساب نتيجة تأخر نموهم اللغوي، وتواضع قدراتهم اللغوية، إضافة إلى تدني مستوى دافعيتهم وعدم ملاءمة طرق التدريس المتبعة، وي بدو ذلك واضحاً في الانخفاض الملحوظ في معدل التحصيل القرائي خاصة، وتشير نتائج البحوث إلى أن هذا المعدل يقل في المتوسط بأربعة أو ثلاثة صفوف دراسية عن مستوى تحصيل العاديين في العمل الزمني نفسه.
وقد تبين من نتائج دراسة أجراها كلوين ( 1985 ) على حوالي ألف مفحوص من الأطفال الصم ممن لديهم مشكلات سلوكية أن الصعوبة المشتركة أو الأكثر شيوعاً فيما بينهم هي ضمن المقدرة على القراءة، كما كشفت نتائج البحوث أن الأطفال الصم من آباء صم تكون درجة تحصيلهم القرائي أعلى من أقرانهم الصم من آباء عاديين، كما وأنهم يكونون أكثر توافقا ً اجتماعياً ونفسياً ومدرسياً، وأكثر تفاعلاً ونضجاً، وتقديراً، وضبطاً لذواتهم من الأطفال الصم لآباء.
6 – الخصائص الاجتماعية:
يمر النمو الاجتماعي للإنسان بثلاث مراحل هي:
المرحلة الأولى: هي رعاية الإنسان لنفسه بأداء حاجاته الضرورية ويكتمل نمو الطفل اجتماعيا في
هذه المرحلة عند 1-5 سنوات
المرحلة الثانية: هي المرحلة التي تمكنه من توجيه نفسه وقدرته على اختبار متطلباته وهذه المرحلة تكتمل في سن 81 سنة.
المرحلة الثالثة: هي قدرته على التخطيط للمستقبل ومساهمته في أنشطة المجتمع العام وقيامه بدور فعال في رعاية الآخرين وهذه المرحلة تكتمل في سن 27 ستة تقريبا وقد أوضحت الدراسات النفسية للنمو الاجتماعي أن المعوقين سمعياً في المرحلة الأولى لم يظهر لديهم أي قصور في النمو الاجتماعي ولكن ظهر أن للحرمان الحسي السمعي آثار سلبية على معدل النمو الاجتماعي في مجموعات المعوقين سمعياً فوق سن 85 سنة ويستمد هذا الفرق إلى 87 سنة واضحاً في قصور النمو الاجتماعي لدى المعوقين سمعياً إلى سن الثلاثين من عمره وما بعدها.
المطالب التربوية للنمو الاجتماعي:-
1- الشعور بالتقبل ممن حوله في الأسرة والمدرسة والمجتمع لما للتقبل الاجتماعي من دور كبير في
تحقيق نمو التوازن الانفعالي.
2- عدم التدخل المتعسف في اختيار المجال المهني الذي سيعده للمهنة التي سيكسب بها عيشه.
3- تعويده على تحمل المسئولية وإتاحة الفرصة لممارستها حتى يتعلم كيف يخدم نفسه ويخدم البيئة المحيطة به.
4- تشجيعه على تكوين علاقات جديدة مع جماعة الرفقاء.
5- تعويده عن الاستقلال العاطفي عن الوالدين والكبار.
6- تكوين قيم سلوكية تتفق والفكرة العملية الصحيحة عن العالم المتطور الذي يعيش الفرد في إطاره.
بينت دراسات أجريت في هذا المجال أن التلاميذ الصم أقل نضجاً من الناحية الاجتماعية من العاديين، وتؤدي صعوبة التوافق الاجتماعي لدى الصم غالباً إلى ظهور أعراض انفعالية مثل القلق والخجل والأنانية والضيق وسرعة الغضب والاندفاع، والشك في الآخرين والبعد عن تحمل المسئولية وفقدان الثقة بالنفس وسهولة التأثر بأفكار الآخرين ، ولذلك فإن الأشخاص المعاقين سمعيا يميلون للتفاعل مع أشخاص يعانون من الإعاقة السمعية نفسها (
وقد أكدت على هذه الخصائص دراسات عديدة وأضافت خصائص أخرى تتمثل في الانطوائية والعدوانية، إضافة إلى شعور الصم بالإحباط والحرمان والتمركز حول الذات، وعدم المقدرة على ضبط النفس . وتؤدي هذه الأعراض عادة انتشار سلوكيات كالسرقة والكذب والعناد، وعدم الامتثال للأوامر إضافة للحساسية الزائدة في التعامل مع الآخرين والوشاية وإتلاف الممتلكات والشذوذ الجنسي، ومن السمات السيكولوجية للمصابين بالصمم، الانطواء على الذات، وقد يشعر المريض بالنقص ويصفه م البعض بالصلابة والانقباض وتأخر النمو العاطفي، وضعف التقدم التعليمي، ولذلك كانت هناك ضرورة حتمية لإنشاء مؤسسات لتعليم الصم .
أن أكثر ما يميز الأطفال الصم من الناحية الاجتماعية والانفعالية :
– الانعزال الاجتماعي :
يفضل الطفل الأصم وضعيف السمع الانزواء النفسي والعيش في عزلة، فهو يتسم بالعجز في إقامة علاقات سليمة مع أقاربه. إلا أنه يقوم بدوره الاجتماعي وسط جماعه الصم وضعاف السمع التي يجد فيها الحب والصداقة والترويح، مما يساعده على تأكيد ذاته والحفاظ على استقرار شخصيته وثباتها على حالة العزلة التي يعيش فيها .
-سوء التكيف الاجتماعي:
يجد الطفل الأصم وضعيف السمع صعوبة ومشقه في الاتصال الفكري بالآخرين لأنه مضطر أن يعبر للناس عن أفكاره بواسطة الإشارة والتلميح ومن ذلك يتضح أن عجز الطفل الأصم وضعيف السمع في التعبير اللفظي يؤدي إلى عجزه في النضج الاجتماعي، وعجزة عن تكوين علاقات اجتماعية بالمحيطين به ويزداد سوء تكيف الأصم وضعاف السمع مع الآخرين كلما زادت حدة الإعاقة السمعية.
7- الخصائص الجسمية والحركية:
يعاني المعاقون سمعياً من اضطرابات في التأثر الحركي وقدرتهم على السيطرة على الأطراف والتنسيق بينها، وتوجيه الحركات وحفظها وتكرار حدوثها بيسر وسهولة، مما ينعكس على قدراتهم في ضبط الحركات الدقيقة والتحكم في مسك القلم أو التقاط الأشياء الصغيرة، وتحريك الفكين أثناء النطق والكلام مما يصعب تعلمهم في استخدام بقايا السمع استخداماً مثمراً وفعالاً أو استخدامهم لأساليب تعلم الكلام وقراءة الشفا ه. وعليه يمكن القول أن هناك قيوداً مفروضة على النمو الجسمي للمعوقين سمعياً ترجع بلا شك إلى مشكلات التواصل التي تحد من اكتشافهم للبيئة والتفاعل معها، لذا فمن الضروري تزويد المعوقين باستراتيجيات بديلة للتواصل من أجل نموهم النمو الجسمي السليم.
لقد أثبتت الدراسات الحديثة أنه لا يوجد فرق بين الفرد الأصم والعادي في خصائص النمو الجسمي من حيث معدل النمو أي سرعة النمو والتغيرات الجسمية في الطول والوزن في جميع مراحل النمو التي يمر بها الطفل الأصم فهو كنظيرة العادي تمام اً، ولهذا لا توجد فروق ظاهرة بالنسبة للمتطلبات الجسمية للأصم والعادي وكل ما يظهر من فروق بينها هو أثر الإعاقة السمعية على بعض العادات الجسمية الخاصة بالصم.
* المتطلبات التربوية للنمو الجسمي للمعوق سمعيا :-
1- العمل على استغلال جميع الحواس الأخرى البصر واللمس والتذوق والشم في العملية التعليمية وهذا يقتضي الاهتمام بالوسائل التعليمية والتنويع فيها بالقدر الذي يناسب الصم وما يوجد بينها من فروق فردية واضحة.
2- استخدام الأجهزة التعليمية الحديثة في العملية التعليمية.
3- إتاحة الفرصة للتدريب على التنفس لتنشيط وتقوية العضلات التي تسهم في إحداث الصوت وتعود استعمال الصم في دفع هواء الزفير.
4- التدريب السمعي للمحافظة على بقايا السمع لدى الأطفال الصم وتقويتها واستغلالها.
5- التدريب على إخراج الأصوات بنغمات متفاوتة حتى يفهم المعوق سمعياً نوع النغمة.
6- أن تفهم وتتقبل الفتاة الصماء التغيرات التي تحدث لها نتيجة لنمو الجسمي.
8- الخصائص النفسية:
1- سوء التكيف الذاتي والمدرسي ولاجتماعي.
2- الجمود بمعنى صعوبة تغيير السلوك لتغير الظروف.
3- مستوى الطموح غير الواقعي أما بارتفاعه كثيراً عن الإمكانيات والقدرات أو انخفاضه كثيراً عنها.
4- عمد الاتزان الانفعالي بمعنى سرعة الانفعال أو شدته أو زيادة حدته أو التقلب الانفعالي.
5- الانقباض بمعنى زيادة الحزن ولوم النفس.
6- الانطواء الانسحاب من المجتمع.
7- العدوان والتمرد والعصيان.
8- الشك وعدم الثقة في الغير.
9- حب السيطرة.
10- الخوف وعدم الاطمئنان.
9- الخصائص الإنفعالية:
المطالب التربوية للنمو الانفعالي:-
1- إحاطة المعوق بجو من العلاقة الدافئة والتقبل مما يقوى ثقته بنفسه وبالآخرين.
2- العمل على أن يتقبل المعوق إعاقته وأن يمتصها في إدراكه الذاتي وأن يعمل وينتج ويعيش في ظلها كحقيقة واقعة حيث أنه وجد أن المعوق لا يتقدم في التكيف ما دام متعلقاً بالأمل في استرداد إعاقته.
3- إشعاره بالاحترام والحب والحنان والأمن حتى ينتزع من نفسه أحاسيس الخوف والقلق.
4 – الاهتمام بالأنشطة التعليمية والاجتماعية التي تخلق صفات سلوكية سليمة والعمل على حل المشكلات التي تواجهه.
5- توعية الآباء بأصول تربية الصم وكيفية التعامل معهم والاتصال بهم.
رابع عشر : طرق تعليم المعوقين سمعياً :
يعتمد على عدد من الأساليب المستخدمة للتواصل معه، ومنها:
1- التواصل الملفوظ (Oral Communication):
وهى تؤكد على المظاهر اللفظية في البيئة، وتتخذ من الكلام وقراءة الشفاه المسالك الأساسية
لعملية التواصل ؛ أو الأسلوب السمعي الشفهي ويركز على العلاج المكثف لمهارات الاستماع المتبقية لدى الأصم. وتستخدم هذه الطريقة مع المتعلمين الذين يعانون تخلفاً سمعياً خفيفاً كما يستخدم فيها العديد من الأدوات المساعدة مثل مكبرات الصوت. ويجب أن تشارك الأسرة فى تطبيق هذه الطريقة لأنها تكمل المدرسة في ذلك.
2- التواصل اليدوي Manual Communication)).
وهو نظام يعتمد على استخدام الرموز اليدوية لإيصال المعلومات للآخرين وللتعبير عن الأفكار والمفاهيم والكلمات، ويشمل هذا النظام في التواصل استخدام: وتقسم إلى لغة الإشارة ( Sign Language) إلى :
أ. الإشارات الوصفية: هي التي تصف شيئا معينا او فكره معينه وتساعد على توضيح صفات الشيء مثل فتح الذراعين للتعبير عن الكثرة وهكذا وفى الوقع ان الصم والأسوياء كلاهما يستعمل هذه الإشارات الوصفية لتوضيح المقصود بالكلام.
ب.الإشارات غير الوصفية: هي عباره عن اشارات لها دلاله خاصه للغة متداوله بين الصم كأن يشير الأصم بإصبعه الى اسفل فإنه يعنى ان الشيء ردئ
3-أسلوب الاتصال الكلى:
وهو أسلوب يجمع ما بين لغة الإشارة واللغة المسموعة معاً.
4– أسلوب الكلام التلميحي :
وهو عبارة عن مزيج من قراءة كلام شفهي وسمعي، وهو أسلوب شفهي اكثر من كونه يدوى ويستخدم في مساعدة المتعلمين فأقدى السمع أو ضعاف السمع على التفريق ما بين الأصوات المختلفة التي تبدو متشابهة على الشفاه وأيضاً تسهيل قراءة الكلام.
خامس عشر : تكنولوجيا تأهيل الإعاقة السمعية:
تكنولوجيا التأهيل السمعي:
أنعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان فعلمه الكلام، الذي هو الوسيلة الأولى والأساسية للتعامل بين الناس، وقد أثبتت التجارب العلمية أن قدرة الإنسان على الكلام ما هي إلا نتيجة طبيعية لحاسة السمع. فالشخص الذي يصاب بنقص في قدرته السمعية كثيرا ما يعاني من اضطرابات تخاطبيه ونفسية ناتجة عن عدم القدرة على التعايش أو التعامل مع الآخرين. وتتفاقم هذه المشاكل الناتجة عن ضعف السمع كلما ازدادت درجة الفقدان السمعي عند الفرد، ودون أن يعالج طبيا أو جراحيا أو تعويضيا، وقد شهدت الأعوام القليلة الماضية تقدما ملحوظا في الوسائل التكنولوجية المستخدمة في تأهيل المعاقين سمعيا فعلى سبيل المثال أصبح متاحا حاليا المعينات السمعية على درجة عالية من الدقة وبمواصفات فنية خاصة يمكن ضبطها لكي تلائم الفقدان السمعي لدى كل فرد.
إن تنوع المساعدات السمعية التكنولوجية في الوقت الحاضر للأفراد المعاقين سمعيا. وتحسن الأدوات المساعدة مهارات التواصل وتعزز وعي الفرد المعاق سمعيا وإدراكه بالأصوات البيئية. كما تعمل تكنولوجيا السمع على تزويد الطفل المعاق سمعيا بنوعية أفضل من الأصوات التي تمكنه من الوصول إلى اللغة المنطوقة كما تعطيهم الفرصة في البدء بالتعلم لفهم الكلام والأصوات البيئية في بيئاتهم وتتنوع وسائل تكنولوجيا التأهيل السمعي الخاصة بالأطفال المعاقين سمعيا ومنها:
1- الأدوات المساعدة على السمع (ALDs Assesstive Listening Devices)
تعتبر إحدى المساعدات التكنولوجية التي تساعد ضعاف السمع والصم أيضا على استعادة بعض وظائف السمع من خلال توفير وسائط بديلة للاتصال مع الآخرين أو ممارسة أنشطة الحياة اليومية، وهذه الأدوات هي عبارة عن السماعات الطبية التي تساعد ثقيلي السمع على استغلال أفضل البقايا السمعية، والتي تعمل على تضخيم الأصوات لتسمح للشخص سماعها بشكل أسهل وضمن المدى الطبيعي، بالشكل الذي يساعد ثقيلي السمع على الاستفادة وحضور برامج التعليم العام، إلا أن استخدام السماعات الطبية لا يعني شفاء الفرد من الإعاقة السمعية ولكنها تساعد على استغلال البقايا السمعية لديهم.
2- أدوات الاتصال عن بعد ( .Deaf “TDD“ Telecommunication Devices For The)
أجهزة الاتصال عن بعد هي أجهزة مساعدة تحسن من تواصل ومهارات الاستماع لأجهزة التلفاز والراديو والتسجيل، والتي منها:
– أداة الاتصال عن بعد للصم ((TDD : ويسمح هذا الجهاز للأشخاص أن يجروا أو يستقبلوا مكالمات هاتفية من خلال طبع معلومات على الهاتف.
– مكبرات الصوت (Sound Amplifiers):
تمكن هذه المكبرات المعاقين سمعيا من الاستماع مباشرة للصوت من جهاز التلفاز أو من المسجل. وهي مكونة من وحدة ضبط صغيرة متصلة مع التلفاز أو المسجل من خلال ميكروفون موجود بالقرب من مكبر الصوت أو موصولا بوصلة التلفاز، وعلى الرغم من أن هذه الطريقة تمكن الفرد من الاستماع إلى الصوت باستخدام سماعة طبية أو بواسطة وصل وحدة الضبط من خلال سماعات توضع على الرأس أو من خلال سماعات طبية مخصصة لكل فرد، إلا أنها قد تقطع الصوت عن الأشخاص الآخرين الموجودين في الغرفة، والجدير بالذكر أن مكبرات الصوت من السهل تحريكها، ونقلها.
– سماعات الأذن (Head Phones):
سماعات صغيرة توضع حول الرأس تستخدم في العديد من أجهزة التلفاز أو المسجلات يوجد لديها وصلات سماعات توضع على الرأس، بحيث يسهل التحكم بمستوى الصوت لكل أذن على حدة، إلا أنها قد لا توفر مستوى مرتفع من الصوت كما توفره الأجهزة الأخرى.
– معدات مساعدة على الحياة اليومية (Equipment Devices Daily):
يواجه المعاقون سمعيا صعوبة في سماع بعض الأصوات التي تصدر في البيئة المنزلية، كصوت جرس الباب أو الهاتف، أو الساعات المنبهة. ولذا هم يحتاجون لتكييف مثل هذه المعدات بالشكل الذي يساعدهم على استخدامها عن طريق إجراء بعض التعديلات عليها. وهناك الكثير من المعدات التي صمتت خصيصا أو كيفت لتناسبهم، ونذكر منها:
– أجهزة تنشيط الصوت (Sound Activated Systems):
وهي عبارة عن أجهزة ذات نظم خاصية يمكنها الكشف عن صوت الهاتف وجرس الباب بواسطة أجهزة إرسال صغيرة يرتديها الشخص حيث تقوم بتنبيهه أثناء وجود الجرس من خلال المحولات الموزعة في أنحاء المنزل، والتي تقوم بتحويل الترددات الصوتية إلى ضوئية ذات ذبذبات مرتفعة يسهل الإحساس بها.
– ساعات تنبيه (Alarm Clocks):
وهي تعمل من خلال وجود ضوء ساطع في الساعة أو نظام ذي ترددات وذبذبات مختلفة تصل إلى أسفل الوسادة بحيث يصبح من السهل إيقاظ الشخص النائم في الوقت المحدد.
– كاشفات أو منبهات دخان الحريق (Smoke or Fire Alarms and):
وهي نوعان تستخدم حسب درجة الفقدان السمعي، فالنوع الأول هو من كاشفات الدخان ذات الصوت المرتفع ( (Detectorsوالتي تستخدم مع ذوي الفقدان السمعي البسيط. أما النوع الثاني فهو من كاشفات الدخان ذات الأضواء الساطعة والذبذبات المرتفعة والتي يستمر عملها وإن تسبب الحريق في عطل الكهرباء.
– هواتف فيديو (Video Phones):
وهي مصممة خصيصا لأولئك الذين يستخدمون للغة الإشارة كلغة أساسية في حياتهم اليومية، فهم يستطيعون بواسطة هذا الجهاز تبادل الحوار مع بعضهم البعض من خلال شاشة صغيرة مزود بها الهاتف تمكنهم من رؤية بعضهم البعض.
– تكنولوجيا زراعة القوقعة (Cochlear Implant):
تعتبر تكنولوجيا زراعة القوقعة من أحدث ما توصل إليه العلم لأولئك الذين يعانون من فقدان سمعي تام أو شبه تام في الأذنين، والتي تقف المعينات السمعية على الرغم من تقدمها عاجزة عن تعويض فقدانهم السمعي. ونظرا لعدم توفر بقايا سمعية لدى هؤلاء قام الباحثين باكتشاف وسيلة بديلة وهي حث العصب السمعي عن طريق قطب يزرع بداخل الأذن الداخلية في هذه الحالة يتم استقبال الصوت بواسطة مكبر للصوت صغير يوضع خارج الأذن، ثم يحول الصوت ليتم معالجته تكنولوجيا بهدف تبسيطه بحيث يسهل على الأذن إدراكه.
* محاولات تطوير لغة الأشاره:
وهناك الكثير ممن يقومون بالعديد من المحاولات لتطوير لغة الإشارة الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، وبالفعل كانت هناك محاولات عديدة لدخول هذا العالم، وذلك عن طريق تطبيقات بسيطة تساعد على تعلًم لغة الإشارة. ومنها:
قفازات إلكترونية تقرأ لغة الإشارة :
فقد تم اختراع قفازات إلكترونية تقرأ لغة الإشارة وتترجمها إلى لغة نصية مكتوبة أو منطوقة، فهي مزودة بحساسات ومجسات متحركة حيث يقوم تطبيق برمجي على الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي بترجمة ما ترسله هذه المجسات الى نصوص يمكن المستخدم قراءتها أو من خلال قراءة التطبيق لها بصورة صوتية، ويعد هذا الاختراع نموذجاً لاستخدام التكنولوجيا في تسهيل حياة البشر اليومية، برنامج تواصل المترجم الإرشادي العربي تواصل هو برنامج هدفه المساهمة في تقديم أفضل الإمكانيات لمساعدة الأصم وذويه، والمساهمة في تعزيز التواصل فيما بينهم. تواصل يعرض لغة الإشارة بتأثيرات ثلاثية الأبعاد. وهو يجمع بين خدمة الترجمة والتعليم، فمن خلال تواصل يمكنك ترجمة النص إلى لغة الإشارة العربية، كما يمكنك تعلم إشارات الكلمات، وكذلك كتابة نص بحروف الإشارة.
ويمكن تحميل النسخة التجريبية من تواصل والتي تشمل على أكثر من أربعمائة كلمة عربية والتي تمكنك من أخذ انطباع عن فكرة وأداء البرنامج. يعمل برنامج تواصل على الأجهزة الشخصية بنظام تشغيل ويندوز.
ومن خصائص تواصل:
إمكانية ترجمة النص المكتوب بعد تحليله إلى لغة الإشارة العربية. وعرض لغة الإشارة بتأثيرات ثلاثية الأبعاد. و سهولة استخدام البرامج. و إمكانية تعلم لغة الإشارة بطريقة ممتعة. وإمكانية كتابة نصوص وإصدارها بحروف لغة الإشارة.
قاموس لغة الإشارة العربي للآيفون:
قاموس لغة الإشارة هو برنامج مجاني للآيفون حيث يوفر هذا التطبيق للمستخدم قاموس للغة الإشارة للصم و البكم وهو قاموس عربي لمختلف الكلمات العربية حيث يتم توضيحها بالصورة التي تتضمن اشخاص يطبقون اشارة كل كلمه. يستطيع المستخدم البحث من خلال فهرس أقسام الكلمات على أي كلمة يريدها. البرنامج متوفر في الأب الستور وهو مجاني.
ونظرا لتعدد الوسائل التقنية والتكنولوجية التي من نشأنها أن تساعد أبناءنا من المعاقين سمعيا فأنه من السهل علينا الآن أن نقوم بتكييف المناهج التربوية وأساليب التدريس والوسائل التعليمية بما بتناسب مع وضعهم الجديد الذي يسمح لهم بإدراك المثيرات الصوتية، والمعلومات المقدمة بشكل أفضل من خلال التقنيات السمعية الحديثة التي يزودون بها.
وهنا علينا كمختصين الإلمام بهذه الوسائل والتقنيات، وأهميتها وكيفية استخدامها، لأن ذلك يساعدنا على تحديد أفضلها لأي طفل من الأطفال بناء على ما يتمتع به من بقايا سمعية.
* أهم الوسائل والخدمات التكنولوجية التي تقدم لهذه الفئة:
1 – الحواسيب الشخصية والطرفيات والأقراص المدمجة:
من بين التطورات الجديدة قدرة الحاسوب على التنبؤ بالكلمة فبمجرد أن يطبع أو ينطق حرفاً أو حرفين من الكلمة يقوم الحاسوب باستخدام قاموس فيه، وتظهر نافذة على الشاشة بها عدة اختيارات وإذا وجد المستفيد الكلمة التي يرغب بها فيمكنه التعبير عن ذلك بإشارة واحدة أو بالضغط على مفتاح واحد ويمكن للمعوقين حركياً الاستفادة من هذه التقنية.
2- استخدام لغة ” بلس موبيلكس “
وهي لغة بصرية وفعاليتها كأساس لنظم الاتصال البديلة للمعوقين، وتحتوي هذه اللغة على مفردات محورية عددها (2077) رمزاً وبعضها يأتي بشكل مصور للموضوع الذي يمثله والبعض الأخر يعتمد على أشكال مصورة رئيسية، ولكل منها معنى محدد مرتبط بها. وقد أشارا إلى إمكانية تطوير أو تعديل الرموز الحالية أو إضافة رموز جديدة بتطبيق إستراتيجيات منطقية وقواعد لغوية الذي طور لنظام أبل ماكنتوش حيث ” مبسطة. وأيضاً نظام ” هيبربلس ( (HYPERBLISS يقوم المستخدم بتطبيق المعلومات التي يكتسبها من رموز نظام بلس لبناء جمل وعبارات من عنده.
3- قفازات للصم:
يمكن أن تترجم لغة الإشارة إلى لغة مكتوبة وذلك بتوصيلها بحاسوب يقوم بتحويل الإشارات إلى نصوص على الشاشة
4- الطابعة الهاتفية:
من أهم الأجهزة للمعوقين سمعياً ” الطابعة الهاتفية حيث يمكن للمعوقين سمعياً استخدامها من منازلهم للاتصال بالمكتبة لطلب الكتب أو تقديم أسئلة مرجعية. بالإضافة إلى استخدام برنامج حاسب خاص يترجم الكلام على الشاشة، أما بالنسبة لصعوبات السمع فيمكن استخدام ” نظام المجال الصوتي (Easy Listener Sound Field System ” Lisiecki 1999).
5- التليفزيون وشرائط الفيديو
6- الصور الفوتوغرافية والصور المتحركة
7- العينات التي تجعل الدراسة واقعية
8- الرحلات وزيارة المتاحف والمعارض
9- مجلات الحائط والمطبوعات
10 – محرك بحث للغة الاشارة
طرح مركز ابحاث الصم في جامعة بريستول أول محرك بحث مخصص للغة الاشارة المصورة يضم في قاعدة بياناته والمخصصة للهواتف الجوالة. محرك البحث المسمى (Mobilesign) أكثر من(7777) مقطع فيديو تفسر المصطلحات العامة للغة المنطوقة بلغة الإشارة، ستساعد قاعدة البيانات هذه في التواصل الفعال بين الشخص الطبيعي والشخص الأصم وذلك بمعرفة الاشارة المستخدمة في الاشياء من حولنا من دون الحاجة لوجود شخص يعمل على الترجمة، فقد صمم الموقع لجعل تصفحه من هواتف الجيل الثالث ميسرا وأيضا تحميل مقاطع الفيديو على الهاتف مباشرة، ونرى أن عمل فكرة مثيلة لها ومخصصة للناطقين باللغة العربية ستكون إضافة مهمة للصم والمهتمين بتعلم لغة الاشارة.
سادس عشر : دور الأسرة في تنمية المهارات الاجتماعية عند ابنها المعاق سمعيا :
قد يكون تعلم المهارات الاجتماعية أكثر صعوبة بالنسبة للطلبة المعاقين سمعيا إذا كانوا يفتقرون إلى بعض المهارات المعرفية اللازمة لإدراك المواقف الخطرة أو إلى القدرة الجسمية اللازمة للهرب أو طلب المساعدة ومن الاستراتيجيات الفعالة لتعليم هؤلاء الأطفال لعب الأدوار والمواقف التوضيحية للتعرف إلى حاجياتهم والقيود المفروضة عليهم وبما أن الأسرة أكثر المؤسسات التصاقا بالفرد، فإن أسلوب التنشئة فيها يساعد على ارتقاء مهاراته، إذا سار في الوجهة التي تدعم السلوك الاجتماعي المناسب .
ومما يؤكد ذلك التصور الدراسة التي قام بها مصيلحي ( 1994 ) حيث أكد على أن هناك علاقة ارتباطية دالة بين اتجاهات الوالدين ومستوى النضج الاجتماعي للصم .
ويشير هومان وبريجا ( 1981 ) : إلى نمط التفاعل بين الوالدين والطفل يختلف من أسرة إلى أخرى، حيث إن بعض الأسر تبذل مجهودا لادماج أطفالهم في محادثاتهم وقراراتهم، مما ينعكس على سلوكيات آبائهم وتوافقهم الشخصي والاجتماعي في مواقف الحياة المختلفة (كاشف،
وتتباين وجهات النظر لدى علماء النفس في تفسيراتهم للدور الوالدي الذي يسهم في بناء شخصية الطفل الأصم، لذا يشير صادق ( 200 ) إلى وجود طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة في الأسرة قد يؤثر على دور حياة الأسرة إذ يتم ذلك في اتجاهين :الأول: تباطؤ نمو الطفل الذي لديه احتياجات خاصة بمقارنته بإخوته العاديين، والثاني :تأثر أعضاء الأسرة الآخرين ونقصان الاهتمام بهم كمرجع للرعاية المضاعفة لذلك الطفل، والطفل الأصم في حاجة إلى الشعور بأنه مرغوب فيه، وأن والديه يقدمان له يد المساعدة والتشجيع، بل ويوجهانه نحو النجاح في الدراسة وفي علاقاته بالآخرين، وأنهما يحبان التواجد معه واصطحابه ومشاركته أفراحه وأحزانه، و أنهما يخافان عليه دون قلق أو لهفة، ويفخران بأعماله الحسنة، لذلك يشعر هذا الطفل بالحنان والدفء الأسري.
كما أن العمل على جذب اهتمام الطفل والاقتراب منه واكتسابه كصديق والاعتراف به كشخص له أهميته، سوف يؤثر في بنائه النفسي إلى حد كبير، إذ نجحنا في تحقيق هذا الشعور فمن الممكن تنشيط دوافعه واكتسابه كصديق بدلا من عزلته وانطوائه، وقد تدفعه عملية العزلة المفروضة عليه إلى حقده على الآخرين الذين يستطيعون أن يفعلوا ما لا يستطيع هو، فيزداد حقده وكرهه إلى من حوله، وتتسم تصرفاته وسلوكياته مع الآخرين بالعنف والتحدي
وقد لوحظ أن الأطفال الصم يستطيعون إدراك اتجاهات والديهم نحوهم عن طريق تبادل المشاعر والحركات والإشارات المستنبطة، والتي تظهر للطفل من خلال مشاعر الخوف والغضب والرفض واليأس والتبرير والألم النفسي، الذي يعانيه الوالدان كنتيجة لإعاقة طفلهما .
كما أن تحديد الأبناء لمستوى طموحهم يتم تبعا للنشاط الاجتماعي لهؤلاء الأفراد وعلاقاتهم بالآخرين، فالآباء الذين يضعون ضوابط معتدلة على أبنائهم وفي نفس الوقت يعطونهم المتزايدة بصورة تدريجية للاستقلال والتي عادة ما يسهمون بصورة فع الة في تدعيم ثقة الأبناء بأنفسهم وضبط ذواتهم والقدرة على الاعتماد على أنفسهم وعلى العكس فإن الآباء الذين يحكمون بصورة تتسم بالصرامة والجمود عادة ما نجدهم يميلون إلى الإضعاف التدريجي من ثقة أبنائهم وقدرتهم على الاستقلال.
المراجع:
أبو حمزة، عيد: ( 2003 ) دراسة لبعض المتغيرات الشخصية لدى عينة من ضعاف السمع ومرضى الطنين والدوار مقارنة بالعاديين، رسالة ماجستير، جامعة طنطا، جمهورية مصر العربية .
أبو منصور ، حنان خضر. (2011). الحساسية الانفعالية وعلاقتها بالمهارات الاجتماعية لدى المعاقين سمعياً في محافظات غزة، رسالة ماجستير، الجامعة الإسلامية ، كلية الدراسات العليا: غزة.
الهذيلى ، نهاد صالح (2005) . فاعليه برنامج تدريبي مستند الى اللعب في تنميه التفكير الابتكاري فاعليه برنامج تدريبي مستند الى اللعب في تنميه التفكير الابتكاري لدى الاطفال المعاقين سمعيا في مرحلة ما قبل المدرسة في عينه اردنيه ، رسالة دكتوراه ، كلية الدراسات العليا ، الجامعة الأردنية : الأردن.
الصنعانى ، عبده سعيد محمد احمد . (2009). العلاقة بين الاغتراب النفسي واساليب المعاملة الوالدية لدى الطلبة المعافيين سمعيا في المرحلة الثانوية ، رساله ماجستير ، جامعة تعز : اليمن.
القريوتي ، يوسف ، وآخرون. (2001) مدخل الى التربية الخاصة، دار القلم للنشر والتوزيع : دبي.
الأشول، عادل ( 1987 ) موسوعة التربية الخاصة، الأنجلو المصرية، القاهرة .
القريطي، عبد المطلب: ( 1996 ) سيكولوجية ذوي الاحتياجات الخاصة وتربيتهم ، دار الفكر العربي، ط 1، القاهرة .
الشخص، عبد العزيز: ( 1980 ) مجالات علم النفس، سيكولوجية الأطفال الغير عاديين، مكتبة مصر، القاهرة
الشخص، عبد العزيز ( 1985 ): دراسة لجحم مشكلة النشاط الزائد بين الأطفال وبين الأطفال الصم وبعض المتغيرات المرتبطة به، مجلة كلية التربية، جامعة عين شمس، العدد التاسع، القاهرة.
الخطيب، جمال: ( 1997 ) الإعاقة السمعية، دار المكتبة الوطنية، ط 1، الأردن .
الخطيب، جمال، الحديدي، منى: ( 2004 ) برنامج تدريبي للأطفال المعاقين ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عمان – الأردن
الروسان، فاروق: ( 1998 ) سيكولوجية الأطفال غير العاديين . مقدمة في التربية ، دار الفكر للطباعة والنشر، ط 3، عمان – الأردن .
العيسوي، عبد الرحمن: ( 2004 ) كيفية التمتع بالصحة النفسية، دار النهضة العربية ، ط 1، بيروت – لبنان .
القريطي، عبد المطلب: ( 1996 ) سيكولوجية ذوي الاحتياجات الخاصة وتربيتهم ، دار الفكر العربي، ط 1، القاهرة .
عبيد، ماجدة السيد . (2000). السامعون بأعينهم، ط 8 ، دار صفاء: عمان .
عبيد، ماجدة السيد. (2000) . تعليم الأطفال ذوى الحاجات الخاصة– مدخل إلى التربية الخاصة، ط 8 ، دار صفاء: عمان
سليمان، حسن 🙁 1998 ) الوقاية وضعف السمع، المؤتمر السابع لاتحاد هيئة رعاية الفئات الخاصة والمعاقين، جمهورية مصر العربية، مجلد 1، ص: 203
سليمان ، عبد الرحمن سيد .(1998). سيكولوجيه ذوى الاحتياجات الخاصة ، الجزء: الرابع، القاهرة: جامعة عين شمس .
شقير، زينب: ( 1999 ) سيكولوجية الفئات الخاصة والمعوقين، دار النهضة المصرية ، جمهورية مصر العربية.
شاكر قنديل ( 1995 ): سيكولوجية الطفل الأصم ومتطلبات إرشاده، المؤتمر الثاني المركز الإرشاد النفسي “الإرشاد النفسي للأطفال ذوي الحاجات الخاصة“، جامعة عين شمس.
كراز، باسم: ( 2004 ) تصور مقترح لعلاج المشكلات الخاصة بمهارات الاتصال والتواصل لدى معلمي الصم بمحافظات غزة، رسالة ماجستير، كلية التربية بجامعة الأقصى – غزة
كوافحة، تيسير، عبد العزيز، عمر: ( 2010 ) مقدمة في التربية الخاصة ، دار الميسر ة للنشر والتوزيع، ط 4، عمان – الأردن .
محمد علي، محمد النوبي: ( 2010 ) مقياس أساليب المعاملة الوالدية لذوي الإعاقة السمعية والعاديين (كتاب مترجم بلغة الإشارة)،دار صفاء للنشر والتوزيع ،ط 1،عمان – الأردن .
عبد الرحيم، فتحي: ( 1990 ) سيكولوجية الأطفال الغير العاديين ، دار القلم للنشر والتوزيع، ط 4، الكويت
عبد الحليم، عماد: ( 1990 ) الضعف السمعي كإعاقة تخاطبية، رسالة ماجستير ، كلية الطب بعين شمس – جمهورية مصر العربية .
كاشف، إيمان، عبد الله، هشام: ( 2010 ) تنمية المهارات الاجتماعية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، دار الكتاب الحديث، القاهرة – جمهورية مصر العربية .
فهمي، مصطفى: ( 1980 ) مجالات علم النفس سيكولوجية الأطفال غير العاديين ، مكتبة مصر، القاهرة – جمهورية مصر العربية .
عبد الحميد، جابر، كفافى، علاء الدين ( 1989 ): معجم علم النفس والطب النفسي، ج 2 ، القاهرة ، دار النهضة العربية.
Jackson, L., P. (1997): “ A psycho – Social and Economic Profile of The Hearing Impaired and Deaf “, in Hull, R. (Eds): Aural Rehabilitation, Third Education, by Singular Publishing Group. Inc. 37-47